«بسمة محمد إدريس سهيل» واحدة من اللائي تغرّبن بالمملكة العربية السعودية مع زوجها أحمد عبد القادر منذ أكثر من «20» عامًا عادت إلى السودان وذلك لظروف دراسة الأبناء.. بسمة الآن تعمل مقدِّمة لفقرة «مطبخ بسمة» بتلفزيون السودان عبر برنامج «بيتنا».. التقيناها في مساحة «حصاد الغربة» لتحدِّثنا عن سنوات الغربة وعن الكثير من جوانب حياتها هناك. بداية من أنت وما هي طبيعة عملك في الممكلة العربية السعودية؟ اسمي بسمة محمد إدريس سهيل، وُلدت وتربيتُ في الأردن وأسكن حاليًا في كافوري بمحلية بحري بعد زواجي في عام «85» اغتربتُ مع زوجي في المملكة العربية السعودية وهناك أُتيحت لي فرصة العمل في المستشفى العسكري لأكثر من «13» عامًا في مجال الإدارة. ماذا استفدت من الغربة؟ استفدت الكثير من الغربة، وزي ما بقولوا للسفر سبع فوائد، واستفدت من غربتنا اكثر من ذلك ولله الحمد، والعامل الأهم كان تحسين الوضع المعيشي.. انجبت جميع اولادي هناك وتعرفت على اناس وثقافات جديدة وأقمت صداقات مع عدد من الجنسيات المختلفة ومازلت أتواصل مع كثير منهم رغم افتراقنا. ماهي أسباب العودة إلى السودان؟ اهم الاسباب التى جعلتنا نفكر فى العودة كان لابد منها للتأسيس والذي كان احد اسباب التغرب، والحمد لله استطعنا ان نؤمن مستقبل أولادنا وندخل اولادنا الجامعات ودي كانت اهم مرحلة لأنه كان لا بد من أن نكون معهم ونرعاهم في هذه المرحلة. ما هي هموم المرأة المغتربة سواء كانت عاملة او ربة منزل؟ هموم المغتربات السودانيات هي نفس هموم كل ست بيت وام راعية لأبنائها وتوفير بيئة صحية وتوفير كل ما يلزم لأفراد اسرتها وابنائها حتى نضمن ان يجدوا فرصة احسن منا ويعتمدوا على انفسهم مع ربطهم مع الأهل في السودان وذلك بالحضور في الإجازات السنوية. ماهى الإيجابيات والسلبيات التي اكتسبتها فى الغربة؟ عدد من الايجابيات اكتسبناها فى الغربة اهمها اننا وجدنا فرصة في العمل لها مردود مناسب ساعدنا كثيرًا في بناء مستقبل ابنائنا إضافة إلى اشياء جميلة لا تُنسى ولا يمكن ان تُمسح من الذاكرة. اما السلبيات فهى الابتعاد عن ارض الوطن والأهل ودائمًا نشعر بالحنين اليهم. الآن بعد العودة الى الوطن كيف استثمرت ما تعلمتِه فى الغربة؟ عند عودتي للسودان وبحمد الله استطعت ان أستثمر وقتي وخبرتي التي اكتسبتها في الغربة وعملت كأمينة تدريب في المؤتمر الوطني لأحياء كافوري والسفارات وذلك بتنظيم كورسات تدريبية للنساء بالتنسيق مع شركتي سيقا وبساتين بكافوري المنطقة الصناعية، وكل ما يفيد المرأة، وشاركت في تدريب النساء على عمل المعجنات والحلويات والطهي عمومًا عبر استضافتي في تجمعات نسائية، وبعد ذلك انتقلت الى التلفزيون وعملت كشيفًا في مطبخ برنامج بيتنا العام الماضي، وبعدها عملت برنامجي الخاص «مطبخ بسمة» في رمضان وقد اعددت «30» حلقة من اجمل واشهى الأطباق السهلة التنفيذ والتكاليف، واحب أن اشكر كل الذين تواصلوا معي عبر البريد الإلكترونى وسيتم عرض حلقات جديدة في السعودية اذا اتيحت لي الظروف. خلال عملك فى السعودية كيف هى طبيعة العلاقة بين ابناء الجالية هناك؟ طبيعة العلاقه بين ابناء الجالية في الغربة انها من اجمل واحن من العلاقة داخل الوطن الواحد، و يرجع هذا الى عدة اسباب اهمها ان الغربة هي السبب الذي جعل المغتربين في تواصل دائم رغم ظروف العمل ودائمًا، فهم يتابعون الأخبار ويتناقلونها بينهم عبر التلفونات او من خلال جلسات القهوة عند النساء او عبر الجمعيات عند الرجال، ولكل الجاليات والتي تعتبر متجانسة متحابة فيما بينها فى الغربة، ومعلوم ان لكل قبيلة جمعياتها وروابطها المختلفة.. السودانيون بهذا التكوين اكثر تواصلاً من غيرهم وما زال تواصلهم الى الآن وبهذا الشكل. هل لديك الرغبة في العودة مجددًا إلى السعودية؟ نعم افكر في العودة مجددًا وإن شاء الله قريبًا بعد ان أسسنا انا وزوجي وابنائي الحمد لله ما يمكن الاعتماد عليه بعد سنوات من الغربة. نعود مجددًا الى الاراضى المقدسة «لنعمل شوية لآخرتنا بأن الواحد يكون قريبًا من الحرم يعمل عمرة في اي وقت ويحج كل عام». ما هي المشكلات التي واجهتك في الغربة؟ ليست هنالك مشكلات بالمعنى الواضح كأم مغتربة وحتى إن وجدت فهي لم تؤثر بشكل واضح خاصة بوجود الأسرة كاملة الأمر الذي يجعل أي مشكلة لا تؤثر علينا طالما رب الأسرة موجود، ولن تكون هنالك صعوبات أو مشكلات فالزوج حاضر لمساعدتي والتشاور والتفاكر معي في كل ما هو مفيد لأسرتنا الامر الذى جعلنا نتعلم الكثير من الغربة اهمها انها اتاحت لي فرصة الإطلال على قراء «الإنتباهة» عبر هذه المساحة عبر الصحيفة المفضلة لديّ واهنئكم بما تقدمونه من موضوعات ثرة شاملة لكل جديد وهذه حقيقة تستحق الشكر لأسرة «الصحيفة» والقائمين بأمرها.