تعلمت الخطوط الجوية الأثيويبة (الأثيوبية) صناعة الطيران من الخطوط الجوية السودانية (سودانير). المقارنة بين الإثنين اليوم تكشف عن الهوة السحيقة التي انحدرت إليها (سودانير) التي بدأت انطلاقتها في الأجواء قبل (64) عاماً. وذلك قبل أن تترنّح ثم تضع نهاية قاتمة لمصيرها على يد شراكة (عارف). فقد فقدت سودانير خارطة الطريق، وفقدت أسواقها الداخلية والإقليمية والدولية، وفقدت مواردها البشرية الثمينة من الطيارين والمهندسين والفنيين، وفقدت سمعتها. في عام (2009 2010م) فقط زاد عدد ركاب (الأثيوبية) بنسبة (12%) وزاد النقل الجويّ بنسبة (7%) وزاد عائدها المالي بنسبة (38%). في هذا العام زادت (الأثيوبية) خمس محطات جديدة إلى قائمة العواصم والمدن التي تصلها. المحطات الجديدة الخمس هي مدن (مومباسا) و(مونروفيا) و(بونت نوار) و(الرياض) و(مالابو). كما زادت (الأثيوبية) عدد رحلاتها إلى أكثر من عشرين مدينة في أفريقيا وأروبا وآسيا وأمريكا. حيث صارت هناك رحلة يومية ل (الأثيوبية) من مطار (بولي) الدولي بأديس أبابا إلى مطار (دالاس) في العاصمة الأمريكيةواشنطن. كما زادت (الأثيوبية) عدد ست طائرات(Q 400) من الجيل الجديد إلى أسطولها الجويّ، ممّا أمكنها من زيادة عدد المقاعد وترقية الخدمات في رحلاتها الإقليمية والدولية. وتنتظر (الأثيوبية) أن تضيف إلى أسطولها خمس طائرات أخرى جديدة، من طراز بوينج (777200LR ) وتلك أكثر الطائرات في العالم قدرة على سفريات الرحلات الطويلة المدى. وقد وصلت الطائرة الأولى منها في نوفمبر (2010م). تلك الطائرات بمواصفاتها الأحدث في عالم الطيران ستمكن (الأثيوبية) من الطيران دون توقف من أديس أبابا إلى أمريكا وعديد من المطارات الآسيوية. أصبحت (الأثيوبية)، بعد انضمامها إلى تحالف النجوم والخطوط الشريكة، قادرة على تغطية (181) قطراً و(21200) مطار. وذلك يزيد من قدراتها على التوسع في عدد رحلاتها إلى مزيد من الآفاق الجديدة. في صناعة الطيران وعالم الرحلات الجوية، (سودانير) في حالة هبوط (الأثيوبية) في إقلاع. بالعزم الذي أنشأ صناعة النفط السودانية و(سدّ مروي) وطوّر الاتصالات. يمكن ل (سودانير) أن تستعيد وجودها الدّاخلي والإقليمي والدولي. ومن مآسي سودانير، نتحوَّل إلى الإطلال على التمازج العميق بين أثيوبيا والإسلام. حيث هناك كنوز معرفية طال زمانها لأكثر من ألف عام وهي تحت ركام النسيان. ومن ذلك قصة الصحابة والصحابيات الذين ماتوا في الحبشة، حيث تضم الحبشة الأجساد الطاهرة لخمسة عشر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم توفوا بأرضها. الرجال منهم عشرة والنساء منهم خمس. الذين ماتوا بأرض الحبشة من الصحابة المهاجرين إليها من مكة هم سادتنا عمرو بن أمية بن الحارث وحاطب بن الحارث وحطّاب بن الحارث وعبد الله بن الحارث بن قيس وعروة بن عبد العزى وعدي بن نضلة والمطلب بن أزهر وطليب بن أزهر وموسى بن الحارث بن خالد وعائشة بنت الحارث بن خالد وزينب بنت الحارث بن خالد وأمهم ريطة بنت الحارث بن جبيلة، وفاطمة بنت صفوان بن أمية وأم حرملة بنت عبد الأسود رضوان الله عليهم. هذا كما يتناثر عدد من كلمات اللغة الحبشية في القرآن الكريم فقد ذكر العلاّمة جلال الدين السيوطي في كتابه (المهذب) ثمانية وعشرين لفظاً في القرآن الكريم، جاءت بلغة الحبش هي(الشطر) وتعني بالحبشية الجهة و(الجبت) وتعني الشياطن أو السّاحر و(الطاغوت) وهي الكاهن، و(الحوب) وهو الإثم، و(الأوَّاه). وهي الموقن أو المؤمن أو كثير الدعاء و(إبلعي) أي ازدرديه و(غيض الماء) أي نقص و(المتْك) وهو الترنج في قوله (وأعدّت لهي متكأً) و(طوبى) ومعناها الجنة و(السّكر) وهو الخل (وطه) وتعني يا محمد ويا رجل و(حرْم) بسكون الرَّاء ومعناها واجب. وفي رواية أبي بكر عن عاصم في قوله تعالى ( وحرْم على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) و(السّجل) بمعنى الرجل، و(المشكاة) ومعناها الكوة أي الطاقة غير النافذة و(الدُّريّ) بمعنى المضيء (وأوِّبي) بمعنى سبِّحي و(العرم) بمعنى المسناة أي النقرة التي يجتمع فيها الماء ثم ينبثق أي ينفجر و(المنسأة) وهي العصا و(يسن) ومعناها يا رجل و(أوَّاب) ومعناه المسبِّح و(يصدُّون) أي يضحكون و(كِفلَين) أي ضعفين و(ناشئة) بمعنى قيام و(منفطر) أي منشق و(قسورة) وهي اللبوة أنثى الأسد و(الأرائك) ومعناها السُّرر و(يَحُور) أي يرجع و(سينين) ومعناها الحسن. وفي الأحاديث الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلَّم بلفظين من لغة الحبش وهما (سناه سناه) و(هرج). (سناه سناه) معناها حسن حسن على لغة حَبَاب وبني عامر. وقد وردت في حديث البخاري و(هرج) معناها القتل.