ودٌّ قديم يربط مرشد الطريقة الختمية ورئيس الحزب الديمقراطي (الأصل) مولانا محمد عثمان الميرغني بأهل الشرق، ولعل ضريح السيد الحسن أبو جلابية الذي يقع بجوار التاكا هو السبب الأساسي في هذا الود القديم الذي لا يزال المراغنة والختمية بصفة عامة يحفظونه، ويجعلهم على تواصل مستمر مع أهل الشرق، كما هو الحال في بقية أجزاء السودان، ونفس هذا الودّ هو ما جعل مولانا محمد عثمان الميرغني يطمئن باستمرار إلى أهل الشرق الذين تضرَّروا خلال الأيام الماضية من السيول والفيضانات التي اجتاحت أجزاءً من ولاية كسلا، ووجه بإرسال قافلة لدعم المتأثرين بتلك المناطق، وهذا ما أكده ممثل رئيس الحزب الاتحادي الأصل الخليفة نزار محمد الحسن لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري وتسليم قافلة الحزب لمتضرري السيول والأمطار بمحليتي ستيت ونهر عطبرة، حيث قال إن الميرغني يولي اهتمامًا خاصًا بشرق السودان وظل يتابع قضايا أهل الشرق خاصة المتضررين من السيول والأمطار الأخيرة، ليس من أجل أهداف حزبية وإنما لإنقاذ السودان من المشكلات التي تهدِّد أمنه باستمرار، لافتًا إلى أنه أي الميرغني ظل على اتصال دائم بالقائمين بأمر هذه القافلة حتى لحظة وصولها للولاية، وقال نزار: إن مولانا أنشأ هيئة الإغاثة الإسلامية في عام «1985م» لتهتم بجميع أهل السودان بمختلف انتماءاتهم السياسية وهي تهتم بدعم الخلاوي والمعاهد والمساجد، موضحًا أن الهيئة سيَّرت قوافل عديدة إلى دنقلا وأمري والمناصير، وأشار نزار إلى أن هذه هي القافلة الثانية للشرق، وقال إن للهيئة أعمالاً خارج السودان في إريتريا ويوغندا وتهتم بالمساجد والخلاوي، موكدًا أن هذه القافلة هي بداية عمل وستتواصل القوافل للشرق من أجل إنقاذ أهلنا.. فيما ثمَّن نائب الوالي ووزير الزراعة مجذوب أبو موسى مجذوب مواقف الحزب الاتحادي تجاه القضايا الوطنية، وقال: إن الميرغني ظل قائداً للمبادرات الوطنية؛ لأنه كبير السودان، مشيرًا إلى أن هذه القافلة تمثل دعمًا معنويًا للمتضررين، ودعا مجذوب باقي القوى السياسية والمنظمات الطوعية؛ لأن تحذو حذو الحزب الاتحادي الذي ظل يفرِّق في مواقفه بين القضايا القومية والحزبية قائلاً: إن هذه القافلة ليست للاتحاديين وإنما لكل المتضررين في مناطق الولاية التسع التي تضرَّرت كثيراً، وأوضح مجذوب أنهم وضعوا خطة محكمة لعدم تكرار مثل هذه الأضرار، وقال إن معظم القرى التي جرفتها السيول تقع في مجرى مائي مما جعل حكومة الولاية تسعى لترحيلهم عن قراهم هذه إلى أماكن أفضل، مشيراً إلى أنهم الآن بدأوا في توفير الخدمات في بعض المناطق التي سيتم ترحيل المتضررين إليها حتى لا يتكَّرر الضرر في مقبل الأعوام.. معتمد ستيت يحيى محمد أحمد الشيخ وجد حديثه تفاعلاً كبيرًا خاصة أنه بدأ حديثه بهتاف: «عاش أبو هاشم» ثم أردفه بالتكبير، ثم شكر مولانا الميرغني على القافلة مما جعل نائب الوالي (الختمي) يعلق قائلاً: (بركات مولانا جعلت معتمدي الوطني ختمية) وقال إنها تمثل سندًا لمواطني المحلية المتضررين، وأضاف: نريد أن نقول لهم جزاكم الله خيرًا ويبارك في هذا المدد الذي له الكثير من المعاني الروحية قبل المادية.