التآمر الأمريكي الصهيوني واضح جداً ضد استقرار ووحدة السودان ومن المؤشرات الخطيرة جداً التي لا ينبغي أن ننظر إليها بالطريقة السودانية اللامبالية والمتراخية لا بد أن نضع كل ما يصدر عن أمريكا وممثليها في مجلس الأمن مثل عدوتنا اللدود سوزان رايس والمبعوثين الأمريكيين الذين غالباً ما يكونون من اليهود الصهاينة فالسودان مهدد.. ومصدر التهديد أمريكا وإداراتها المتعاقبة جمهوريين أم ديمقراطيين وتعثر المفاوضات كما هو واضح بين الحكومة وحكومة الجنوب سببه المباشر التحريض الأمريكي لحكومة الجنوب ضد حكومة السودان، وفي النهاية التهديدات الدولية تكون من نصيبنا برغم كل ما فعلنا وظللنا نفعل وكل ما قدمناه من تنازلات من جزء من أرضنا التاريخية وجزء من سعادتنا الوطنية.. وبرغم كل ما قدمناه من سلوك حضاري يؤكد حسن النوايا والرغبة في السلام بدليل أن علاقاتنا بكل دول الجوار سمن على عسل برغم أن بعضها يحتل أجزاء من أراضينا.. وهذا دليل قاطع على أن موقفنا سليم وسلوكنا قويم ومتوافق مع القوانين الدولية اللهم إلا إذا كانوا يريدوننا أن ندير لهم خدنا الأيسر لكي يبصقوا لنا عليه.. وهذا ما لن يحدث ولو أدى إلى قيام حرب كونية ثالثة. ومناسبة سفر عرمان المفاجئ لأمريكا.. ليشتكي السودان لأنه أحضر أهل الشأن في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق الأمر الذي فضح أكاذيب ما يسمى بقطاع الشمال ويحرج الوساطة الإفريقية ويكذب الادّعاءات الكاذبة لممثلي أميركا من أصدقاء وشركاء الإيقاد وغيرها.. وإن كانت أميركا لا تشعر بالحرج ولا تستحي إذا وجدت نفسها مخطئة في تقديراتها للأمور كما أنها لا تعتذر من باب الشعور بالتعالي وعدم الاعتراف بالآخر.. وهو نوع من أنواع الغرور والمرض.. عرمان يعول على أمريكا وسوزان رايس كثيراً في مساندته في خلق «جنوب جديد» في الشمال بعد أن ذهب جنوب السودان القديم.. ولم يجد موطئ قدم كمندكرو أو «أضان حمرا» ولكن أهل جنوب كردفان.. وجنوب النيل الأزرق قد خذلوه وبدَّدوا أحلامه وأحلام من يقفون وراءه دعماً له وإعلاء لرايات الباطل القائم على التضليل والأباطيل والادعاءات الجوفاء التي يملأ بها باقان ورفقاؤه أنحاء الأرض.. وفي النهاية يكتشف الرئيس الأمريكي أوباما أنه كان واقعاً تحت سحب من الأكاذيب والتضليل.. أما أحزاب اليسار.. واليساريين الذين يوهمون الناس بأنهم من الإسلاميين ويطلقون التصريحات بأنهم لن ينضموا إلى صفوف لجنة صياغة الدستور الجديد إلا بعد إسقاط النظام.. فإن هذا الشعار ظل مرفوعاً منذ اليوم الأول للإنقاذ من خلال رؤوس ورموز اليسار دون جدوى لأكثر من عقدين من عمر الإنقاذ المديد.. وواضح جداً أن أمريكا تفضل عرمان على خمسة وثلاثين مليون سوداني محاصرين اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً.. وأميركا تعارض وجود السودان على خارطة الكرة الأرضية علشان خاطر إسرائيل والقوى الصهيونية مع أن السودان ليس بلداً للتطرف ولا يأوي فصائل للقاعدة ولا يرعى الإرهاب كما تقول السياسة الخارجية الأمريكية ويوضع السودان على القائمة أو التصنيف الذي يضم دولاً أخرى.. السودان أبعد أسامة بن لادن عن أراضيه عشان خاطر أميركا.. والسودان سلم الإرهابي كارلوس الشهير الذي غلب دول الغرب كلها لفرنسا التي كانت تطلبه والذي دخل بلادنا دون علمنا.. وأميركا تخاصم السودان في ظل كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ العام 1983 منها الحكومة الانتقالية بقيادة المشير سوار الذهب الذي ينال إعجاب وتقدير الأمة العربية جمعاء لوفائه بالالتزام الذي قطعه أمام شعبه.. وفي عهد حكومات الصادق المهدي خلال الفترة من «86» إلى 89.. واستمر العداء حتى يومنا هذا.. فهل كوننا مسلمين هي الجريمة التي نعاقَب بسببها أم كوننا دولة ملتزمة بالشريعة الإسلامية لا شيوعيين ولا علمانيين بينما الأمريكان أنفسهم لا شيوعيين ولا علمانيين فلهم أديانهم ولهم القوى المحافظة «أي المتدينة» فإذا ارتضوا لأنفسهم أدياناً فلماذا يرفضونها لنا!؟. أليس من عاقل ينبه الساسة الأمريكان على ما يقومون به من أعمال وتصرفات تضعهم في آخر قائمة الدول المتحضرة ودول العالم الأول!!؟