أكد والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر أن ولايته تتجه لإيقاف تقديم الخدمات الطبية مجاناً للطواريء والإصابات والاستعاضة عنها ببطاقات التأمين الصحي.وقال إن العلاج عبر بطاقات التأمين شامل ويمكن للمريض من الوصول لكل مراحل العلاج، أما تقديم الخدمة مجاناً فهو محدود وينتهي بخروج المريض من الحالة الحرجة. مؤكداً في الوقت ذاته التزام الدولة بالاستمرار في علاج الفقراء وفي السياق وجه اختصاصيو الأطفال والنساء والتوليد انتقادات عنيفة لقرار والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر الذي قضى بوقف مجانية علاج الأطفال وإجراء العمليات القيصرية. وقالوا إن القرار يخالف توجيهات رئيس الجمهورية الذي ألزم بموجبها المستشفيات بأن يكون علاج الأطفال وإجراء العمليات القيصرية مجاناً. وأشار الأطباء الاختصاصيون في بيان حصلت الصحيفة على نسخة منه أمس إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بين الأطفال والأطفال حديثي الولادة في ذات الوقت الذي يعاني فيه المواطنون جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، لافتين النظر إلى ضرورة أن تلتزم الدولة بتوفير الحد الأدنى بعلاج أكثر شرائح المجتمع تعرضاً للأمراض الطارئة والحادة وأكثرهم عرضة للوفيات بنسب عالية جراء تلك الأمراض، ودفعوا بمذكرة للبشير للتدخل لإلغاء القرار وشددوا على أهمية أن تنتبه الدولة لقضية غلاء الأدوية والمستهلكات الطبية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته نسبة لكثرة الأمراض البيئية التي قالوا إنها باتت تمثل حجر عثرة بالنسبة للأسر الفقيرة، منبهين إلى انتشار الطب البديل الذي يؤثر سلباً على صحة الأطفال والأمهات في أغلب الأحيان إذا حرموا من مجانية العلاج. وأوضحوا أن تحديد «350» ألف أسرة لدعمها عن طريق التأمين الصحي لا يمثل إلا نقطة في محيط مقارنة بعدد الفقراء مبينين أن المستشفيات الطرفية تنعدم فيها الميزانيات الكافية لمعالجة المرضى وإجراء الفحص اللازم لهم إلى جانب أنه لا يوجد نظام إحالة واضحة من المراكز إلى المواقع التي تتوفر فيها الخدمات الطبية الكاملة وهو ما يجعل أهل المريض يتكبدون تكلفة أخذ المريض لمسافات بعيدة لتلقي العلاج اللازم في مواقع كان من المفترض أن تكون أقرب من مسكنهم وهاجموا بضراوة ما أسموه بالسياسة الإعلامية الشرسة التي يقف وراءها وزير الصحة بالخرطوم البروفيسور مامون حميدة ويستهدف من خلالها الصرح الوحيد في السودان الذي يقوم بالخدمة المجانية لكل أطفال السودان ويمثل مركزاً تدريبياً في تخصص طب الأطفال بنقله وتجفيفه والتهديد بنقله إلى أماكن أخرى. وأكدوا أن عدم مجانية علاج الأطفال يساهم في رفع معدلات الوفيات وسط أقل فئات المجتمع ضعفاً. آخر لحظة