٭ القاعدة الذهبية التي ينبغي أن تتعامل بها واشنطن وتعمل بها لحماية رعاياها وسفرائها بالخارج الأمريكي وحتى مواطنيها بالداخل هي «احترام المقدَّسات والحقوق»، المقدسات الدينية والحقوق التأريخية. ومعروف أن المشكلة الأمنية للشخصيات الأمريكية المهمة لا تقف وراءها دول، وإنما أفراد يعارضون الدُّول التي تستضيف بعثات دبلوماسية غربية رغم احتلال أراض عربية. الآن واشنطن تسمح بأن يُساء إلى الإسلام على أرضها إضافة إلى احتلالها لأراضي مسلمين ودعمها لاحتلال اليهود لأرض فلسطين، ومع كل هذا تعتبر أن رد الفعل من الشباب المسلم إرهاباً وتطرفاً.. هل ينبغي أن يقبل شباب المسلمين احتلال الأرض وإهانة العرض.. هل ينبغي أن يقبل حتى الإساءة إلى دينه وإلى نبييه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم؟!. لكن ماهي مناسبة هذه المقدمة؟!.. إنها تبدو واضحة بعد وفاة السفير الأمريكي في ليبيا ومن معه بسبب الاختناق الناجم من حرق السفارة الأمريكية.. ومعلوم لماذا أقدم بعض الشباب على حرقها. لكن أصل القصة هي أن هناك أحد المواطنين الأمريكان من أصل قبطي ومصري وكانت حكومة حسني مبارك قد سحبت منه الجنسية المصرية واسمه موريس صادق قد أشرف حيث يقيم على إنتاج فيلم يسيء للإسلام. وكان المفترض أن يشرف على إنتاج فيلم يسيء إلى نظام مبارك، ويستبشر خيراً بالربيع المصري ونجاح ثورة 25 يناير ويتفاءل بأن يعود مصرياً بعد إعادة الجنسية إليه، لكن يبدو أن عداءه لا يقف فقط في حدود نظام مبارك، بل يتعدَّاه إلى مصر وكل العالم الإسلامي والدليل الآخر إضافة إلى إنتاج الفلم المستفزّ الذي دفعت الولاياتالمتحدة ثمناً غالياً حينما فقدت سفيرها واثنين معه في ليبيا، الدليل الآخر هو أن موريس صادق يقود مشروعًا انفصاليًا داخل مصر يسعى من خلاله إلى إقامة دولة قبطية، وقد شكل حكومة ظل لهذه الدولة «الخيالية».. ووافقت بعض الدول على استضافة سفراء لها من ضمنها دولة جنوب السودان، ولعل هذا السلوك ليس في صالح المستقبل الاجتماعي لأقباط مصر، لكن رد فعل مورس صادق بعد نزع الجنسية المصرية منه كان عنيفاً، وكأنما الجنسية سُحبت من كل الأقباط. مورس صادق لا يحمل كراهية لنظام مبارك فحسب بل لأغلب الشعب المصري.. بل لكل المسلمين وهو يشرف من موطنه البديل أمريكا على فيلم يسيء للإسلام.. ويعرِّض أمر الرعايا الأمريكان للخطر، وها هو السفير الأمريكي في ليبيا أوّل ضحية لسلوك مورس صادق والدول بالطبع مكلَّفة بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية لكن لا يكلِّف الله نفساً إلا وسعها ولم يكن في وسع واشنطن نفسها حماية البنتاغون «وزارة الدفاع» وبرج التجارة من هجمات 11 سبتمبر. الآن أصبح الأمريكي بالتجنس مورس صادق «رئيس الدولة الخيالية» أحد معاول هدم الاستقرار الأمريكي في الداخل والخارج وأحد عناصر تحريك «الإرهاب» ضد الشخصيات والمصالح الأمريكية، وهذا بالطبع يسر إسرائيل الخائنة التي تخون أمريكا الداعمة لها والمموِّلة والحامية. ويا لها من خيانة يهودية على مر التأريخ.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء». والآن أكبر فتنة لأمريكا في إسرائيل.. فهل تنزع واشنطن الجنسية من مورس صادق حماية للأمن الأمريكي الداخلي والخارجي كما نزع منه نظام مبارك الجنسية المصرية لصالح أمن واستقرار مصر؟!.. مورس صادق يقود معركة خاسرة وقودها الكراهية العنصرية والفتنة الطائفية، وليس قيم النضال التي حملتها ثورة 25 يناير المصرية فهو جدير بأن يتبرأ منه الأقباط المسالمون.