احمد عثمان مبارك مغترب سوداني اغترب بالمملكة العربية السعودية ثمانية عشر عامًا وكان يعمل معلمًا وفضّل ترك الغربة من اجل ابنائه لانهم اصبحوا في سن يحتاج فيه الابناء الى والدهم وكان عضوًا في الجالية السودانية في المنطقة الشرقية وكان ينظم الشعر في كل مناسبات المملكة ويتقدم به الى الامراء، وقدم له الامير فهد بن عبد العزيز امير المنطقة الشرقية شيكًا بقيمة 5000 ريال سعودي والآن يعمل مشرفًا تربويًا بجامعة السودان المفتوحة التقته «نافذة المهجر» للتعرف على حصاد غربته.. متى بدأت غربتك وماهي الدوافع؟ بداية اغترابي للمملكة العربية السعودية كانت سنة 1981م وجاءت غربتي نتيجة فصلي التعسفي من التعليم في زمن حكومة نميري اثناء اعارتي في كلية معلمات بليبيا وكان معي عدد من الاساتذة، حاولت تصحيح الوضع لكن فشلت لانه قرار جمهوري وجاءت لجنة من المملكة للتعليم العالي قدمت اوراقي وتم اختياري وعندها اغتربت بالمملكة لأكثر من 18 سنة. في اي المناطق اقمت وماذا عملت؟ كنت في المنطقة الشرقية وعملت في التعليم العالي والمتوسط استاذًا في المدرسة الثانوية وعندما خرجت اعطوني تذكرة ذهاب واياب للعودة مرة اخرى لكني فضلت ترك الغربة. لماذا تركت الغربة؟ لظروف تعليم ابنائي، وأصبح الاولاد في سن لا بد من متابعتهم والمكوث الى جانبهم، فمنهم من دخل الجامعة وكان لا بد من وجودي بالقرب منهم. هل كانت لك نشاطات في الغربة؟ نعم كنت عضوًا في الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية وكنت اشارك الجالية في كل مناسباتها إضافة الى انني كنت اقدم القصائد داخل القصر الملكي في كال مناسبات المملكة. اذكر لنا المناسبات التي قدمت فيها قصائد للمملكة؟ نظمت العديد من القصائد في كل مناسبات المملكة حيث قدمت آخر قصائدي في وفاة السلطان عبد العزيز وعندما فازت المملكة بكأس آسيا نظمت ابياتًا من الشعر، وفي اي مناسبة كنت اكتب قصيدة وانا لست شاعرًا رسميًا لكن اعتبر نفسي منظمًا للشعر. كيف كان استقبالك داخل القصر الملكي؟ كانوا يكرموني ويعاملوني باحترام كبير ويستلمون مني القصائد وفي احدى المرات في عام 1413 هجرية تقدمت بقصيدة ومنحني الامير فهد بن عبد العزيز امير المنطقة الشرقية شيكًا بقيمة 5000 ريال سعودي وقال لي مكاتب الامارة مفتوحة لك في اي وقت اذا احتجت الى اي خدمة ومازلت محتفظًا بصورة الشيك في منزلي وانظر اليه من الوقت الى آخر. ماذا اضافت لك الغربة؟ اضافت لي خبرة وذلك لان الانسان عاشر عددًا من الجنسيات المختلفة والحياة تجارب والسفر تجربة وايضًا سمحت لنا الغربة ان نلتقي بأناس عظماء من الشعوب المختلفة عشنا معهم عاداتهم وتقاليدهم.. اضافة لتعلم ابنائي افضل تعليم بجانب ذلك استطعت ان اكون نفسي وذلك اعتبره حصاد غربتي. تقييمك لتجربة الغربة؟ قضيت «18» سنة في المملكة واعتقد انني اديت فيها واجبي تجاهها كوطن ثانٍ وقدمنا احسن خدمة فخرجنا اجيالاً من الأطباء والمهندسين وعلماء تخرجوا على ايدينا وقدمنا لهم كل مايحتاجون إليه من خدمات وقدرونا واعطونا شهادة تقديرية ومازال تلاميذي يراسلوني ويسألون عني، وطالبوني كذا مرة بالعودة ولكني رفضت العودة وايضًا الغربة صعبة لكن لا بد من تحملها في سبيل تأدية رسالة وهي رسالة العلماء ورثة الأنبياء لا بد من تقديم تلك الخدمات والغربة تضحية فنحن ضحينا من اجل الخروج باجيال واعدة في الوطن العربي ولم يكن هدفي من الهجرة المال فلقد كان وضعي ميسورًا وقدمت للمملكة لأنها تحتاج لمعلمين وخدمات وقدمت لها احسن ماعندي، فالمملكة رائدة العمل الإسلامي وكان عندنا مرضى تمت معالجتهم في اكبر المستشفيات في الرياض وهي قدوة للعمل الإنساني وتطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقًا شاملاً.. وأنا اخترت المملكة لأن علاقتها طيبة مع العالم كله والإسلامي ونجدها حاضرة وسباقة ولتقديم الخدمات للوطن العربي بكل سخاء. رسالة الى المغتربين؟ اقدم رسالة الى جهاز المغتربين اعيب عليهم تقصيرهم في جلب اموال المغتربين بينما سعت دول العالم الاخرى إلى جلبها فانعدمت الثقة بين المغتربين والجهاز وللاسف حتى تجاربهم فاشلة، اما رسالتي للمغتربين فأوصيهم ان يُدخلوا اموالهم للسودان لأنه بحاجة ماسة اليها وايضًا من اجل رفع المعاناة عن كاهل المواطنين والآن اصبحت الفرصة كبيرة جدًا ومتاحة للمغتربين من اجل انشاء مشروعاتهم.