البروفيسر ابن الوليد علي حسين رئيس لجنة الكيانات والخبرات بالجالية السودانية بالمنطق الشرقية والمحاضر في جامعة الملك فهد بالسعودية من ابناء الجزيرة محافظة الكاملين درس الابتدائية بود بلة محافظة المناقل والثانوية بحنتوب ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية الهندسة الكيميائية وتخرج في «1985» عمل بشركة نظل العليا بقطاع البترول في السودان لمدة اربع سنوات ونال الماجستير من جامعة الملك فهد بالمملكة العربية السعودية وعمل بها محاضرًا لعامين حتى حصل على منحة لدراسة الدكتوراه في جامعة البرتا بكندا ثم عاد الى جامعة الملك فهد منذ عام 2000 ومازال يعمل بها ويرأس الآن لجنة الكيانات والخبرات بالجالية السودانية بالمنطقة الشرقية وتتواصل اعماله الاجتماعية والطوعية داخل المملكة وخارجها بجانب تعاونه مع حكومة السودان في مجال البترول من خلال تقديمه لدورات التدريبية والإشراف على رسالات الدكتوراه وتقديم المحاضرات في عدة جامعات.. التقته زاوية حصاد الغربة في هذه المساحة ليحكي لنا مسيرته مع الغربة: ماهي الدوافع التي قادتك إلى دروب الغربة؟ هاجرت من اجل التعليم العالي، ليستلدوافع مادية لكنها تواصلت، وفي الحقيقة انا كنت اعمل في شركة نفطية في وضع مريح جدًا لكن كانت لي رغبة كبيرة للدراسات العليا خصوصًا اني كنت اول الدفعة وكان يجب ان اعمل مساعد تدريس حسب نظم الجامعة ذلك الوقت لكن لم يكن للجامعة ميزانية حتى لاستقطاب اول الدفعة ولا توجد فرص للدراسات العليا وكان لابد لي ان ابحث عن مصادر اخرى لمواصلة دراستي لذلك بدأت رحلتي للماجستير في السعودية ثم درست الدكتوراه في جامعة البرتا بكندا وهذا ساعدني لمواصلة الغربة، ومن الدوافع ايضًا أنني كنت ارغب في ان اتطور مهنيًا وانمي قدراتي واتاحت لي السعودية تلك الفرصة حيث ان الجامعة توفر ميزانية تفوق «100» مليون ريال للبحث العلمي. متى بدأت غربتك ؟ بدأت غربتي في سبتمبر «1989» للدراسات العليا ثم تحولت للعمل، وصلتي لم تنقطع بالسودان طول فترة غربتي عدا الست سنوات التي قضيتها في كندا وهي اطول الفترات، وحاليًا احضر الى السودان مرتين او ثلاثًا في العام الغربة بين المكاسب والخسائر؟ حقيقة الغربة اضافت لي الكثير، أقل شيء قبول الآخر بغض النظر عن اختلافه، وطورت نفسي مهنيًا وتعلمت كذلك الانضباط واحترام المواعيد والمنافسة وتطوير الذات بجانب خبرات كثيرة لم تتح لنا داخل البلد بل خصمت مني الكثير في جانب العلاقات الاجتماعية وابسط شيء ان يموت لك احد من اقاربك او معارفك وانت غير موجود معهم واحيانًا تمر عليهم بعض المشكلات ما كان لها ان تحدث لو كنت موجودًا بينهم كنت معهم ولكن الخصم الاكبر على الأطفال والأبناء حيث ينسجمون في بيئة مختلفة ويدرسون تاريخها وجغرافيتها وكان قد طرحت على الدكتور كرار التهامي فكرة عمل كتب تاريخ وجغرافية لأبناء المغتربين لتنمية الروح الوطنية فيهم بهدف بث روح الفخر والاعتزاز بوطنهم ونحن ليس علينا خوف لكن الخوف على ابنائنا لأن ليس لهم علاقة مع ثقافتهم وذلك يخلق جيلاً ثانيًا وثالثًا أكثر المحطات التي توقفت عليها في حياتك؟ في نفس اليوم الذي سافرت فيه إلى كندا ولدت بنتي الكبرى وكان يومًا صعبًا، فهو اول يوم لي في الغربة وبعيد عن الأسرة ولا توجد اتصالات مثل اليوم، وتلك السنوات التي قضيتها كانت اصعب السنين لولا المسجد الذي كان يضم المسلمين والسودانيين والعرب. تقييمك للغربة؟ الغربة نار وتعتمد على معدنك الأصيل ان كنت ذهبًا فالغربة تجعلك اقوى من ذي قبل وان كان معدنك ضعيفًا فالغربة تحطمه وتنهيه بفعل مشكلات وتحديات الهجرة خاصة في الغرب، لأن التعامل هناك يتم مع مجتمعات مفتوحة، اذا كنت هشًا فستذوب في هذه المجتمعات، وهي سلاح ذو حدين ولابد ان يكون لك هدف واعتقد ان الغربة لفترة طويلة لها اثر كبير وسالب على الأبناء. متي ينتابك الشعور بالغربة؟ احسست بالغربة عندما كنت في كندا لكن في السعودية لم احس بغربة لأن المملكة بلد مسلم والسودانيين فيها على تواصل مستمر. هل قررت ترك الغربة؟ الفكرة موجودة واسعى فيها بصورة جادة، فقط بعد ان اهيئ لأسرتي الوضع المناسب وايضًا اجري اتصالاتي للالتحاق بقطاعات التعليم العالي بجانب العمل الخاص، وايضًا انقل تجاربي وخبراتي بصورة دائمًا والغربة مهما طالت لابد ان ترجع للوطن. رسالتك لمغتربين؟ رسالتي دائمًا ان يقفوا مع بعضهم البعض وتكون كلمتهم واحدة ولابد ان يقدموا ما استطاعوا من دعم لمناطقهم.