عندما أسطر تلك الرسالة لسعادة وزير الدفاع فهي أصالة عن نفسي كمجاهد أتشرف بارتداء الزي العسكري للقوات المسلحة وأأتمِر بأمرها وأذود عن الوطن تحت لوائها وأشارك جنودها الخنادق والبنادق لحماية الأرض والعرض والعقيدة، ونيابة عن إخوتي المجاهدين المرابطين والقابضين على جمر القضية الذين ما فترت عزائمهم ولا ضعفت إرادتهم ولا بدلوا تبديلاً. رسالة نكتبها لقائد نهضة القوات المسلحة الذي عمل على تطويرها وتحديثها حيث شهدت في عهده أكبر نقلة لرفع قدراتها الدفاعية والإستراتيجية وأصبح الجيش السوداني من أعظم الجيوش في القارة الإفريقية والعالم العربي من حيث المقدرات القتالية والترسانة العسكرية. وقدمت القوات المسلحة تحت قيادته الكثير من الانتصارات الكبيرة على فلول التمرد والعدوان على الحدود بعد أن أذاقتهم الهزيمة والخسائر البشرية والمادية ويعتبر وزير الدفاع الراعي للمجاهدين الذين ظلوا يشكلون السند الحقيقي للجيش الوطني بل هو من ظل مدافعاً عن الدفاع الشعبي في وجهه كل المحاولات الرامية لإجهاض تجربته ويحمد له وقفته الصلبة حتى قامت المؤسسة الجهادية كمظلة تلبي أشواق أهل السودان في ميادين الجهاد. سعادة وزير الدفاع نجدد معك عهد الشهداء والجرحى والمرابطين في ثغور الوطن على الجاهزية لصد كل عدو يريد أن ينال من سيادة البلاد وأمنها واستقرارها نجدد البيعة أن امضي بنا حيث أوكار العملاء ومواجهة السفهاء والخطوط الأمامية للأعداء ولا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون لكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتل إنا معك مقاتلون. ولو خضت بنا البحر لخضناه معك ما يتخلف منا أحد. المجاهدون يا سيادة الوزير هم على العهد بهم لم تشغلهم الدنيا ولا سلطة عن قيم الجهاد ولم تزحزحهم الخلافات العابرة إنما هم على العهد بهم كما عرفتهم في الميل أربعين وفي جبال سندرو وفي العاديات ضبحا والمغيرات صبحا وعند جبال الرسائي وقروره وفي قيسان والكرمك هُم ذاتهم من قاتل معكم في صيف العبور والأنفال وفي مسك الختام والأهوال والخرساء إنهم إخوان علي عبد الفتاح والمعز عبادي كل رجل منهم القعقاع ابن عمر وجيش فيه مجاهدي الدفاع الشعبي بإذن الله لن يهزم. سعادة وزير الدفاع نناشدك بأرواح الشهداء الطاهرة ودمائهم الزكية أن لا تفريط في شبر واحد لحركة الخيانة والغدر في تلك المفاوضات التي ما كنا نريدك أن تكون أحد أعضائها بل نريدك في الميدان تفاوض عبر البندقية فما تملكه القوات المسلحة من مقدرة على دحرهم كبير وما نملكه من إرادة للقائهم أكبر.. فلماذا نرضى بالدنية في ديننا كيف بالله عليكم تفاوضهم وهم يحتضنون التمرد ويمدونه بالسلاح والعتاد وتفاوضوهم وهم يحتلون أرضنا و نفاوضهم والضغوط الخارجية مسلطة على رؤوسنا. سعادة الوزير أن الحركة الشعبية برفضها التفاوض حول الملف الأمني إنما تظهر عن وجهها القبيح ومكرها الواضح تريد أن تستأسد بمغانم لا تستحقها وتطالب بالحريات الأربعة و يجب أن لا نعطيها غير الذخيرة التي يعرفونها أجلب لهم مدفعيتك ومدرعاتك واستنفر خيلك والهجانة وفرسان الفرقان وجند الله والدبابين وأضعها على الحدود وسيهزم الجمع ويولون الدبر. سعادة الوزير إن نصر الله للمؤمنين وعد الحق فلماذا أصبحنا عاجزين أن نريهم منا قوة وهم دولة لم تبلغ الفطام بعد وتمرد مأجور مدحور عاجز عن أن يبلغ أطراف المدن. يا سعادة الوزير إن أصعب مشهد رأيته يوم تبادلتم الابتسامات المصنوعة مع الخائن باقان في ردهات قاعات المفاوضات والتي ظل التلفزيون يكررها صباح مساء فباقان وهو الذي قتل الشهداء والأسرى وغدر بالآمنين في هجليج ونكص بالعهد كما أنه ويحمل في قلبه حقد أعمى لقواتنا المسلحة التي لقنتهم الدروس وأشبعت الطيور من جثثهم.. فاترك يا سعادة وزير الدفاع قاعات التفاوض واتجه صوب ساحات الفداء ودع ذلك لرجال السياسة.