قبل أن يتمرد مالك عقار كان دائمًا ما يقول إن أهل السودان لن يجاهدوا ثانية وإن الجيش لن يقاتل في اعتقاد منه أن اتفاقية سلام نيفاشا التي حكم بموجبها ولاية النيل الأزرق أقعدت المجاهدين عن أداء واجبهم نحو الوطن ولكن مقولة عقار هذه نُسفت في أول أيام تمرده وخروجه عن الطاعة فاستطاعت القوات المسلحة ومجاهدو الدفاع الشعبي تنظيف الولاية من الحركة الشعبية وقال والي النيل الأزرق بالإنابة الدكتور آدم أبكر إن الدفاع الشعبي أحيا سُنة الجهاد بعد أن أراد المستعمر أن يقتصر الدين على المساجد ودُور العبادة وأضاف في مؤتمر الدفاع الشعبي بالولاية أن الذين لا يقرون التاريخ كانوا يظنون أن تتم تصفية الدفاع الشعبي بعد توقيع اتفاقية السلام، وكانت هذه أفكار الحركة الشعبية، واستعرض آدم معنى سيرة الجهاد وما قدمه المجاهدون بالولاية وقال إن الصراع بين الحق والباطل مستمر وإننا حسمنا المعركة في المدن والعدو ما زال يعد العدة مطالبًا المؤتمر بالخروج برؤية واضحة لإفشال هذه المخططات ومعرفة احتياجات الدعم والتعبئة محييًا أهل الولاية على وقفتهم بكافة قطاعاتهم على قلب رجل واحد، فيما قال وزير التخطيط العمراني رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار المهندس محمد سليمان جودابي إننا لم نحضر لتقييم أدائكم لأنه مرئي من خلال ما قمتم به من دور عظيم ولكننا جئنا لنشارككم، وقد شهدت الولاية انطلاقة قوافل الجهاد ضد المسيحية منذ علوة، وليس هنالك من يستطيع المزايدة على أهل النيل الأزرق رغم تلك الأيام التي مرت عليها وبدّل فيها من بدّل مؤكدًا إعادة سيرة الجهاد الأول مطالبًا الدولة وأهل الشأن العام بدعم وإسناد الدفاع الشعبي وأوضح جودابي أن من أشعلوا الحرب كانوا على باطل، وكنا على حق، ولن نأبه بهم أينما كانوا حتى لو كانت قوافلهم داخل الدمازين، أما منسِّق التخطيط والمتابعة بالدفاع الشعبي وممثل المنسق العام عبد العال خليل آدم فقد ثمَّن دور المجاهدين والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وحسن بلائهم وحسمهم للحركة الشعبية وحيّا الشباب الذين نذروا أنفسهم من أجل الدين والمشروع الإسلامي وهم يحملون همّ الوطن، وقال إن القيم التي يتحلّى بها المجاهدون تدعو لنصرة الدين الذي قدم الدفاع الشعبي أكثر من «20» ألف شهيد و«7» آلاف جريح وأكثر من «25» ألفًا ما زالوا يحملون السلاح فدىً له بعد أن كان العدد لا يزيد في فترة الحرب مع الجنوب على «5» آلاف مجاهد وأضاف أن القوات المسلحة والمجاهدين انتصروا بعزيمتهم القوية وقال إن النيل الأزرق أصبحت أكثر قوة وأكثر ترتيبًا مما سبق، وهذا ما يلتمسه من يزورها اليوم محذرًا الذين من يحلمون بالثورات العربية أنهم لن ينالوا من السودان وأنهم عاجزون عن فعل شيء ويسعون لتشويه سمعة البلاد والنيل منها عبر الفيس بوك وبث الإشاعات. المجاهد عوض أحمد الرضي منسق الدفاع الشعبي بالولاية استعرض مسيرة الدفاع الشعبي مركزًا على ما شهدته الولاية من أحداث وما قدمه المجاهدون من إسناد للقوات المسلحة مما ساعد على سرعة إعادة الاستقرار وتطبيع الحياة مؤكدًا مضي سنة الجهاد والاستشهاد، وحيّا مجتمع الولاية ووقفته المشرفة وحث نساء الأحياء وكل قطاعات المرأة بإعداد زاد المجاهد، مجددًا العهد بالاستمرار في الإسناد والوقفة من أجل الدين والقيم وصون تراب الوطن وأمنه واستقراره من أي استهداف... يُذكر أن المؤتمر جاء تحت شعار «الدفاع الشعبى فداء للوطن في اوقات المحن».