لاجدال ولا مراء في أن النكبة التي حلت على أهل الدندر جراء فيضان هذا العام، أكبر بكثير من طاقة وإمكانات ولاية سنار، فقد شلت الكارثة قدرات الولاية والمحلية تمامًا، ولا شك أن النكبة تحتاج إلى تدخل الحكومة المركزية متمثلة في وزارة الداخلية والإدارة العامة للدفاع المدني والمنظمات الطوعية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية... الآن كل الطرق مقطوعة، ومعظم القرى المنكوبة معزولة تمامًا عن رئاسة المحلية التي لم يألُ معتمدها المهندس أبو القاسم حسن فضل الله جهدًا، ولم يدخر وسعًا، ولم يبخل على أهله بوقته وإمكاناته المتواضعة جدًا، لكن حجم المصاب كان أكبر وأعتى من إمكانات وقدرات الولاية نفسها دع عنك المحلية التي تشكو ضيق ذات اليد... المعلومات المتواترة والمؤكدة تشير إلى أن أن هناك أكثر من «450» ألف منزل قد انهارت تمامًا، وأن مئات الأسر المنكوبة الآن بلا مأوى تتوسد الأرض، تحت وطأة الهجير والذباب نهارًا، ورحمة جيوش البعوض ليلاً، وأن الحاجة تبدو الآن ماسة جدًا للخيام والغذاء والدواء ومكافحة البعوض والذباب، والجوالات الفارغة... المعلومات المؤكدة أيضًا تشير إلى أن محصولات القطاع البستاني قد تعرضت للتلف الشامل، بينما غمرت مياه الفيضان كل حقول السمسم والذرة والدخن المجاورة للنهر، هذا فضلاً عن انهيار بعض الجسور وغمر المياه لبعضها، وانقطاع الطرق، حيث بات التواصل بين قرى شرق وشمال الدندر والمحلية أمرًا عسيرًا للغاية ومستحيلاً في بعض المناطق، خاصة بعد أن أصبحت المراكب واللانشات هي وسائل المواصلات الوحيدة ما بين المدينة والمناطق المنكوبة والمقطوعة بسبب الفيضان ... إن هذا نداء استغاثة نوجهه إلى كل أهل الاختصاص في المركز والولاية، بل إلى كل المنظمات الطوعية، وإلى كل الخيرين، أن هبوا إلى نجدة أهلكم، وإخوانكم في الدين والوطن، فقد طالت معاناتهم، وهم يصارعون الموج العاتي والسيل العرم، وجيوش الذباب والبعوض، والفاقة التي سيواجهونها بسبب تعرض محاصيلهم البستانية والحقلية إلى التلف الشامل، والوضع الصحي الكارثي المحتمل.. وكان الله في عونكم جميعًا ما دمتم في عون إخوانكم المنكوبين.