يستغرب الكثيرون من الأسباب التي تجعل نشاطات المعارضة في السودان »وبرضو« في بلاد إفريقيا ودول العالم الثالث أكثر حيوية في الشهور الممتدة من سبتمبر وأكتوبر وديسمبر. والسبب يا جماعة بسيط جداً جداً فقط الكثيرون منّا قد لا يدركون أو في الحقيقة لا يربطون بين نهاية العام الميلادي والميزانيات المالية في دول غرب أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. يعني يا جماعة، معروف أن معظم أو كل دول غرب أوروبا الغربية تعمم على إداراتها الحكومية منشوراً منذ سبتمبر في كل عام يطلب منهم تحديد احتياجاتهم المالية للعام القادم.. وبالطبع من بين هذه الجهات ما يُعرف بإدارات التخابر في دول العالم الثالث خاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا وهذه لديها ميزانيات لأغراض »عكننة« الحكومات وإسقاطها وإنهاك الأنظمة وإتلافها وتفتيت الشعوب وقهرها، وقد يظهر ذلك في شكل إعانات. وبالطبع فإن هذه الإدارات ذات الصبغة الأمنية وتحت شعار: »الأمن الأمريكي والأمن الأوروبي لما وراء البحار«، لديهم وكلاء وأمناء وجيش جرار من العملاء والمتعاملين.. مثلاً يمكن جداً أن تطلب الجهات الخارجية من سيادة »الرويبضة« القديم أو الجديد أن يوافيها باحتياجات مجموعته لإسقاط النظام في الخرطوم.. وبالطبع فإن »الرويبضة« والذي بالضرورة سيكون لديه مجموعة من المستشارين السياسيين والاقتصاديين والقانونيين العاملين معه يساعدون على إعداد تقرير طويل عريض يقول إنهم هذه المرة يحتاجون إلى ثلاثة ملايين دولار لكي يستطيعوا أن يحركوا طلاب الجامعات الحكومية والخاصة وموظفي المعاشات وموظفي القطاعات المهنية. وسوف يرد عليهم الخواجة المسؤول عن الدائرة بأنهم قد كانوا مقصرين في السنة الماضية والتي قبلها والتي قبلها وأنهم »أكلوا« الدولارات و»باعوها« سوق أسود للدرجة التي لم يدفعوا (عمولة) الخواجة الذي ربما استلم كل المبلغ و»خمش« منها مائة ألف دولار وسلمها للخواجة في »دولة الجوار« ناقصة أكثر من 50 في المائة والذي »خمش« هو الآخر مائتي دولار وسلم الباقي إلى الخواجة بتاع الخرطوم الذي خمش منها ربعها وقام بتسليم »الرويبضة« فقط مائة وعشرين ألف دولار والذي قام »بفتلها« سوق أسود في مكتب تاجر الدولار ولم يوزع على الجماعة أكثر من عشرين ألف جنيه سوداني بالجديد وبالتالي فشلت كل خطط العام الماضي لتحريك الشارع وتقليب المواجع على الحكومة. ومن المؤكد أن الزعيم المكلّف بإعداد الميزانيات وتحريك الكوادر ربما يحاول أن »يجمل« صورته أمام أرباب نعمته ويعمل على أن يحرّك أي مهرجين حتى يتمكن من تصويرهم »صورة وصوت« ويطلق الخبر في بعض القنوات الدولية مدفوعة الأجر بالدولار ويدعم التقرير بالصور والمستندات التي تقول إن الزعيم قد استطاع الاتصال بمجموعات الضغط وإنه حاول أن يعمل »حاجات كتيرة« وأنه الذي ساعد في تحريك »الجماعة« وأنه الذي يحاول أو يقنعهم بالإصرار على الجلوس في بيت العزاء المفتوح أمام مباني الولاية وأنه هو الذي ربما يمدهم بالإدام والطعام وأنه الذي حرّك طلاب المدرسة الابتدائية وأنه جعل بعض الأطباء يعلنون عن الوقفة التضامنية وأنه الذي سوف يحرك أولاد »الخلوة« وناس »الفكي أمحمد« في مارس القادم وأنه قد أجهض برنامجاً للزواج الجماعي في قرية »أم شلاضيم« وأنه الذي حاول أن يجعل تشييع الفنان المشهور مظاهرة وسوف يذهب التقرير الذي خلاصته أن الرويبضة يقول إننا عملنا وعملنا وعملنا.. »ياللا أدونا«. والمؤسسات التي تتكون من الخواجات وبني صهيون الذين تمرسوا على الإعاشة من مثل هذه الهبات بأسماء منظمات دولية نجدهم ينشطون في هذه الفترة من العام »سبتمبر إلى ديسمبر« لأنها فترة تخصيص الميزانيات وتوزيعها على »العملاء« في أقطار إفريقيا والشرق الأوسط ولهذا كثيراً ما نسمع أن المعارضة عندنا وعند غيرنا في هذا الوقت قد اجتمعت والمعارضة قد شكلت لجنة والمعارضة أقامت ندوة والمعارضة »نبذت« الحكومة والمعارضة »شكرت« أمريكا والمعارضة »سافرت القاهرة« والمعارضة مشت لندن والمعارضة ماشة غرب أوروبا والمعارضة حتمشي أمريكا ونيروبي وكمبالا وأديس أبابا. والمعارضة عندها ندوة في أسبانيا وعندها اجتماع في هولندا والمعارضة عندها كشف مع دكتور في باريس. وكل هذا المشي والذهاب والإعلان عنه ما هو إلا إظهار لمدى النشاط المعارض والحركة حتى تقوم بلاد الفرنجة بزيادة »المجعول« وتعظيم الميزانية ولهذا فيمكن أن نقول للحكومة أن »ترقد قفا« لأن الجماعة ديل »ما قاصدنكم« فقط الناس ديل عايزين »يجيبوا« دولارات من الأمريكان والصهاينة ولا بد أن يفعلوا شيئاً يجعلهم يقنعون »المانحين« بالدفع.. ولو كنت مكان الحكومة لقمت بالاتفاق مع المعارضة على اقتسام »البتاعة« وتركهم يتحركون في أكبر مساحة ممكنة حتى يظهروا وكأنهم على وشك أن يقلبوا النظام!!. »ومين عارف ما يمكن فعلاً ده الحاصل«. كسرة: ولاية النيل الأبيض أحبطت عملية تهريب أسلحة للخرطوم قادمة على دفار جامبو كل يحمل ضأناً ورملة لزوم التمويه.. والأسلحة قادمة من جنوب كردفان ودولة جنوب السودان... وقالت المصادر إن ولاية القضارف أحبطت عملية نقل أسلحة وقالت الأخبار إن »شفع الكورة« عندما طارت كرتهم على سطح أحد المنازل في الكلاكلة وجدوا أسلحة مخزنة بتاعت جنوبيين.. وقالت الصحف إن عصابات النقرز تحمل سواطير وبلطات من الحديد وتهدد المواطنين في الجريف وبحري العزبة وأم بدات... وقالت الأخبار إن أرتالاً من الأسلحة المنقولة تأتي من الجنوب إلى الخرطوم لإحداث التدمير الذي يتزامن مع مخططات عرمان وعقار والتجمع الوطني للأحزاب والجبهة الثورية وحركات التمرد بالتنسيق مع أحزاب المعارضة. وللأسف يتزامن مع هذا أن حكومة السودان توافق على منح الحريات الأربع وتبدأ رحلات الطيران إلى جوبا وسيلتقي الرئيسان الأسبوع القادم... يا جماعة ملاحظين الفرق بين ديل وديل. كسرة ثانية: دلّل على وعيك الأمني أيُّها المندكورو ولا تقم بممارسة البيع أو الشراء أو الإيجار أو التعامل المادي والتجاري مع الأجانب إلا بعد إخطار الجهات الأمنية ولا تؤجر مسكناً أو داراً أو تقوم بتشغيل الأجانب بأجر أو بدون أجر.. ولا تأوي أجنبياً أو تساعد على إيوائه فربما كان يتبع لإحدى الخلايا النائمة.. ولا تساعد الأجانب على ممارسة الحريات الأربع ولا حتى حرية واحدة إلا إذا كانت الجهات الأمنية موافقة على ذلك.