يا سيدي يا رسول الله.. في جمعة هذا اليوم تُرفع لك صلاة ومحبة أمتك. وها هو شاعرنا شمس الدين بن حسن الخليفة يكاد يتميز غيظاً شعرياً وهو يتصدى للذين تطاولوا وما زالوا في ضلالهم يسيئون لك ويسخرون منك ومن الدولة الأولى التي أقمتها وأشعت فيها نور الحضارة والحق الأبلج قائمة على التوحيد والتشريع والعدل. إن شاعرنا شمس الدين يوجه رسالته إلى كل من من حاول الإساءة الى الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم شعر شمس الدين حسن الخليفة يا من إلى طه الحبيب أساء فأثار ريحًا صرصراً شعواء في الجاهلية أنت تحيا غافلاً تهوى الظلام وتنكر الأضواء أقرأت سيرته لتعرف قدره؟ أم في الضلالة تتبع الدهماء؟ هو ذلك الأميّ من شهدت له أمم بعلم أعجز الحكماء قد بشّرت كتب السما بقدومه أوكان ما قد أنزلته رياء؟ لا، لم يكن الاّ يقينًا صادقًا لكنّه قد أغضب السفهاء نقموا ومازالت بقاياهم هنا حقدًا تمور وتنفث البغضاء ومحمدٌ برّ عطوف خيّر يمحو الأسى ويساند الضعفاء هو خُلقه القرآن فافهم نهجه ان كنت ترجو شرعة سمحاء منذ الطفولة لازمته سماحة والقلب ينضح طيبة ونقاء مذ شبّ لُقِّب بالأمين ولم يكن بلغ الرسالة فاستحقّ ثناء لم يرتكب سوءًا وعاش مسالمًا لا غلّ لا بغضاء لا شحناء ما كان ينطق عن هوى، فحديثه حكمٌ سرت لا تتبع الأهواء ماقال قولاً جارحًا لجليسه أوعاب شيئًا أو لغا وأساء بالصدق حتىّ في مزاحه ناطق يزن الحديث ويحسن الإصغاء ما كان فظًا أو غليظ القلب أو متكبّرًا أو بالأذى مشّاء أدّى الرسالة بالأمانة صامدًا رضي الأذى وتحمّّل الأررزاء قد كان من أجل العدالة والوفا وهو القويّ يسامح الأعداء وسعى لإصلاح السرائر داعيًا لمحبة تكسو النفوس صفاء لم يخطب الدنيا ولا للجاه في مسعاه، من أجل الفضيلة، شاء بالمرسلين جميعهم هو مؤمن لا فرق بينهمو ولا استثناء وبهم مع الإجلال وهو إمامهم لم يبد انكارًا ولا استعلاء بالمعجزات أتى ولم يفخر وقد وُهب البيان وأخرس البلغاء جمع المحاسن كلّها في روحه وبذاك أسّس للعباد بناء لم يدعُ للإرهاب دين محمد بل للمساواة الحميدة جاء فعلام تهذي؟ وهو أزكى من مشى في الأرض يبهج خطوه الغبراء الوعل ليس يضير ألا قرنه إن جاء ينطح صخرة صماء إن كان ما قد تدّعيه حقيقة كيف استمال لدينه الشرفاء قد عاش معصوماً فخلد بعده للمقتدين به سناً وسناء هو في ثرى الدنيا سماء ما دنت منها سماء قد بدت شمّاء نورًا أتى للعالمين ورحمة حمل التآخي والسلام لواء صلّى عليه الله ما داعٍ دعا يرجو من المولى الكريم جزاء يا ربّ واشملنا بعطفك واهدنا سبل الوصول لجنّة فيحاء بشفاعة الهادي نفوز ونحتمي من هول يوم يرعب الجهلاء واهزم عدوّ محمّد واكتب لنا نصرًا لنبقى سادة كرماء صلى عليك الله يا علم الهدى فمثلك لا يقعقع له بالشنان ولا يغمز جانبه كتغماز التين فأنت شفيع أمتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم نسألك بحق حبيبك ورسولك محمد أن تلحق بآخرهم حتف أول. ولا تبقهم بل دمرهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر. آمين. وجمعتكم مباركة.