قديما قيل إن أمناء الأسرار أقل وجودًا من أمناء الأموال وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار، وكتمان السر من القضايا الأخلاقية التي يجب الوقوف عليها، وأيضا قيل في هذا الصدد «سرك أسيرك فإن أفشيته سرت أسيره» وعدم حفظ الأسرار وإفشائها صفة مرتبطة لحد ما بالفتيات ويلجأن لاستخدام سلاح إفشاء السر حال وقوع الخصومات والخلافات بينهن وقد يسامحن في بعض الأمور ولكن تكون الطامة الكبرى عندما تجد إحداهن سرها وقد تفشى وعمّ الجميع، هنا يصعب عليها أن تسامح من أفشت سرها .. «البيت الكبير» قامت باستطلاع وسط فئات من الفتيات لمعرفة رأيهن في الاتهامات المنسوبة إليهن وما تعرضن له جراء إفشاء أسرارهن من قبل صديقاتهن.، كما ختمنا جولتنا برأي علم النفس للنظر للأمر من ناحية علمية بحتة.. بداية التقينا بالطالبة الجامعية «ع ، م، س» التي حكت لنا تجربتها مع إفشاء الأسرار قائلة: كانت لدي صديقة حميمة أأتمنها على كل أسراري وكنت على علاقة بأحد الأشخاص وكنت عندما أود مقابلته أتحجج بزيارة صديقتي تلك وبالفعل أذهب إليهم في منزلهم ومن ثمّ أذهب لموعدي وكادت تتوج علاقتي معه بالزواج لولا مشكلة حدثت بيني وبين صديقتي تلك فقامت بإفشاء سري لأهلي وعندما تقدّم ذلك الشخص لخطبتي وهو صديق أخي رفض أخي وبشدة بحجة أنه لم يصن ولم يراعِ حرمة المنزل الذي كان يدخله وهذا ماجنيته من ائتمان سري لغيري. الحاجة بنت وهب، قالت في إفادتها: من الصعب أن أسامح شخصاً قام بإفشاء سري بل هذا مستحيل، فمثل هذا الشخص لا أءتمنه على دخول بيتي مرة أخرى. الأستاذة فاطمة حسين البشير أفادتنا بقولها: إفشاء الأسرار أمر مذموم لكن مع الأسف متفشٍ بشدة خاصة وسط البنات طالبات الجامعة، وقد يستخدمنه سلاحاً ضد بعضهن حال وقوع خلاف بينهن. ختاماً التقينا بالاختصاصي النفسي زكريا آدم محمد صالح الذي أفادنا قائلاً: يمكن تقسيم الأمر الموضوع لثلاث محاور: عوامل نفسية واجتماعية شخصية وثقافية.. والعوامل النفسية يمكن تقسيمها لشقين أولها عدم الاحتمال النفسي للسر، وثانيها ضعف التكوين النفسي للشخص، وهنا ينشأ صراع نفسي ما بين شخصية الفرد والسر الذي تحمله وهناك شخص لا توجد لدية مقدرة حفظ الأسرار ولوكان السر يخصه شخصياً، فيسعى لتفريغ ذلك السر ويصبح السر مشاعاً، وهناك عوامل اجتماعية وثقافية مثل السعى وراء التعرف على خصوصية الآخرين وتتبع عوراتهم وتفاصيل أسرارهم وتسود ثقافة «عندي ليك شمار» وغالباً ما يكون هذا الشمار يخص شخصاً ما.. وفي مجتمع البنات دائماً يكون التنافس على الأشياء الهامشية وتصفية الحسابات الشخصية نتيجة للغَيرة أو الحسد عكس المجتمع الذكوري فمثلاً إذا اختلف رجلان قد يصل الأمر بينهم حد التضارب بالأيدي، لكن دون إساءة أو تجريح أو أفشاء سر. وقد قيل : إذا ضاق صدر المرء عن سره ٭٭٭ فصدر الذي يستودع السر أضيق..