من المعروف أن السودان يمتلك العديد من المقوِّمات التي تؤهله لأن يكون من ضمن الدول الرائدة في العديد من المجالات خاصة الزراعية؛ فامتلاك المساحات الشاسعة والخصبة وتوفر مصادر المياه جعلته قبلة للمستثمرين للاستثمار في القطاع الزراعي بشقيه، فمؤخرًا اتجهت جمهورية مصر للاستثمار في القطاع الزراعي على وجه التحديد والقطاعات الأخرى، حيث قال وزير الاستثمار المصري أسامة صالح إن الوفد المصري اتفق خلال مباحثاته مع الحكومة السودانية على زراعة مليون فدان في السودان بالقمح والذرة، ومحاصيل أخرى بتعاون قطري من جملة «مليوني» فدان، ومن المعروف أن الاستثمارات في السودان لم تكن على المستوى المطلوب وذلك لوجود العديد من المعوقات التي أقعدتها بصورة واضحة فهل سيكتب للاستثمارات المصرية النجاح أم غير ذلك؟ وهل ستكون ذات أثر واضح على الوضع الاقتصادي؟.. ففي هذا الجانب تحدَّث إلينا العديد من الاختصاصيين والخبراء في مجال الاستثمارات فكانت الحصيلة التالية: حيث أوضح مدير عام قطاع الاقتصاد بوزارة المالية وشؤون المستهلك د. عادل عبد العزيز الانفتاح الاستثماري المصري على السودان الذي تم مؤخرًا المتمثل في تخصيص «2» مليون هذا يدل على أن متخذي القرار في مصر يقومون بتوجيه إستراتيجي واضح في السودان، ويؤكد خروج القرار المصري من دائرة النفوذ الأمريكي بسبب التغير السياسي الذي تم في مصر، وأوضح أن التكامل الاقتصادي يمتلك كثيرًا من المقومات خاصة مقومات السودان العديدة، ومصر تمتلك الخبرات الزراعية فضلاً عن قدرتها لحشد التمويل المالي من الدول الخليجية، وتوقع أن يأتي التكامل بنتائج جيدة للاقتصاد للبلدين، داعيًا لحمايته من القيادات العليا حتى يؤدي النتائج المطلوبة.. من ناحيته قال الخبير الاقتصادي د. محمد الجاك إن الاستثمارات المصرية بالسودان ليست بالجديدة ووصفها بأنها غير ناجحة، مرجعًا الأسباب لعدم امتلاك مصر التمويل الكافي، مضيفًا أن الفشل الذي لازم المشروعات ما زال قائمًا، وقال: أما بالنسبة لتأثير تلك الاستثمارات على الاقتصاد السوداني ككل فهذا يعتمد على المجالات التي يتم الاستثمار بها، مبينًا أن الاستثمار الزراعي اختلف عن السابق من حيث المنافسة الخارجية في الأسواق العالمية، مشيرًا لوجود تغيرات على المنتجات الدولية، وقال هذا يدعو إلى الاهتمام بتلك الاستثمارات، ودعا لعدم اعتماد السودان على الاستثمارات المصرية فقط فلا بد من تنوع الاستثمارات الخارجية. ويقول الخبير الزراعي أنس سر الختم إن أهم عناصر نجاح تلك الاستثمارات هو وجود الإرادة السياسية والجدية، وأن لا يكون حديث سياسة فقط، مشيرًا أن الاستثمار الزراعي من أسهل الاستثمارات ذات العائد المجدي، مضيفًا أن الاستثمار المصري ليس بالجديد على السودان، موضحًا أن السودان لا يحتاج لدخول استثمارات من الخارج ولكن لا بد من تضافر الجهود بين كافة القطاعات. ومن ناحية أخرى أضاف الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية بكري يوسف أن التزاوج بين الخبرات أمر ضروري، مبينًا أنه بعد الربيع العربي اتجهت الدول إلى مبدأ التعاون، موضحًا أن السودان معروف بأراضيه الشاسعة وموارده الطبيعية فقط يحتاج من مصر التكنولوجيا ورأس المال باعتبار أن لديها المقدرة على استقطاب رؤوس الأموال، خاصة أنها تحتاج موردًا دائمًا غير مبني على القدرات السياسية، ولكنه يتطلب وجود شراكة وتعاونًا، وقال هذه متطلبات غير فلسفية وإنما ضرورية وأمَّن على وجود البنك الأهلي المصري باعتباره يشكل مصدرًا مهمًا في تمويل المشروعات الحية في الأمن الغذائي من خلال زيارة الوفد المصري بعد عدة لقاءات تم تكوين لجنة مشتركة مع القطاع الخاص للمساهمة في حل مشكلات الاستثمارات، ودعا اللجنة لضرورة المواصلة لتفعيل مجلس الأعمال بين البلدين.