{ ظللنا نكتب طيلة الأيام والأسابيع الماضية نحذر من تكرار حادثة استاد بورسعيد في مصر التي راح ضحيتها أكثر من خمسة وسبعين مشجعاً.. وحذرنا لأن ما حدث في مصر يتكرر عندنا، وإن كان الإخوة في مصر قد وصلوا إلى قناعة بأن السبب الأوحد هو التعصب الأعمى والتحريض الذي مارسه الإعلام ووجد ضالته عند من يسمون الأولتراس، فإن الحال عندنا أكبر.. والتعصب عندنا أفظع ونتعصب حتى مع المنتخب الوطني، والتحريض عندنا أكبر لأن عدد الصحف الرياضية عندنا أضعاف ما في مصر. { كانت كل التوقعات تشير إلى أن الكارثة قد تحدث باستاد المريخ واستاد شندي كما حدثت في استاد الهلال.. ورأينا استعدادات قصوى من الشرطة والأجهزة الأمنية، ولكن رغم هذا حدث في استاد شندي ما حدث وجاءت الطامة في استاد المريخ مساء الخميس الماضي. { كل النداءات بالتشجيع المثالي والحفاظ على الأمن والممتلكات والوجود المكثف للشرطة لم يمنع ما حدث قبل وأثناء المباراة وبعدها، وسمعنا عن سيارات الإسعاف والإصابات والتحطيم رغم كل الجهد الذي بذل، أفلا يحق لنا بعد هذا أن نتوقع الكارثة المنتظرة لاسيما أن الإجراءات التي اتخذها غيرنا نعلمها جيداً وهي مواجهة كل العوامل التي تدعو للتعصب والتحريض.. واتخاذ الإجراءات القانونية المعروفة والمعلومة لدى اتحاد الكرة والجهات الأمنية، أم سننتظر وقوع الكارثة ونتحرك بعد فوات الأوان؟ { من يهن يسهل الهوان عليه، ولكن حين يكون الهون والتهاون في الأرواح والممتلكات والشكل والمظهر العام للوطن في الخارج.. وتلقينا اتصلات عديدة تعبر عن حزنها وأحياناً سخريتها من الشكل العام للملاعب وحالات الاعتداء وتوقف المباريات، الأمر الذي صار يحدث ويتكرر بصورة عادية حتى صار الأصل وما عداه من احترام للمنافسة هو الفرع وحسبنا الله. نقطة.. نقطة { لماذا لا نخسر من الصومال وكمان على أرضنا، أليست كرة القدم المجنونة التي تعطي من يبذل ويستعد ويكسب.. فالصومال رغم الظروف الصعبة التي تعيشها فإنها أعدت فريقاً من أجل ملاقاة فريق كبير، بينما الفريق الكبير بدون إعداد.. وبدون أية منافسة سنية للناشئين.. وبدون خجل يود الوصول للنهائي الإفريقي.. قلبي مع النجم والمدرب الكبير شرف أحمد موسى الذي ألقوه في أليم مكتوفاً وقالوا له إياك أن تخسر من الصومال. { رغم أننا تجاهلنا بث اللقطات الفظيعة للحال في مدرجات استاد المريخ، ولكن القنوات الفضائية الخارجية بثتها، وكانت فضيحتنا بجلاجل، ورأى العالم سيارات الإسعاف وهي تنقل الجرحى والمصابين، والمقاعد تتطاير والناس تجري وسط دخان القنابل المسيلة للدموع.. والحمد لله أنهم كتبوا على الشاشة أن المناظر من السودان وليس من درعا أو حمص أو البوكمال أو كابول أو غيرها من مناطق التوتر والتردي الأمني. { عاتبني إخوة لأنني لم أتعرض لسوء السلوك الذي لازم مباراة القمة في البرنامج العربي الشهير صدى الملاعب الذي استضافني.. وطبعاً لم أفعل ولن أفعل ولن أساهم في نشر غسيلنا في المنابر الخارجية.. وركزت على المباراة واقتراب الهلال من اللقب، وأجبت على السؤال المحرج أين المحترفون السودانيون في الخارج؟ { الاستديو التحليلي للمباراة في التلفزيون القومي والاستديو التحليلي في قناة النيلين الرياضية الفضائية استضافا أشهر نجمين في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات كابتن المنتخب والهلال أمين زكي وكابتن المنتخب والمريخ الحارس عبد العزيز عبد الله، وتحدثا بلغة الخبراء العارفين بأسراء اللعبة ودور اللاعب ومسؤوليته. { جاء ليساعدنا في دفن ميتنا وخبأنا المحافير.. ينطبق هذا على الإخوة في النادي الأهلي العريق بعطبرة.. الذين اجتهدنا وأعددنا العدة في قناة النيلين لتلفزة مباراة ديربي عطبرة بين الأهلي والشمالي في الدوري التأهيلي، وجاءت المفاجأة أن رفض الأهلي بعد أن وافق رئيس اتحاد عطبرة وبعد أن وافق الاتحادان العام والمحلي ونادي الشمالي. وسينواصل العمل لتسليط الأضواء على فرق الولايات والتي وافقت مشكورة.