{ التحركات الجارية هذه الأيام عقب كوارث أستادات الهلال وشندي والمريخ تعتبر تجاوباً طيباً، وهو ما ظللنا ندعو له ونحذر من استفحال هذا الأمر، وأن نعمل ونجتهد ونجتمع ونعقد الندوات وورش العمل ونطلع على تجارب العالم من حولنا ونقف على الأسباب ونعمل على تلافيها قبل وقوع الكارثة الأكبر، لأن الكوارث الأخيرة أصابت البعض والممتلكات والمركبات، ونحمد الله أنها لم تصل بعد للكارثة الأكبر وهي فقدان الأرواح. { لنواصل ويجب ألا نمل التحركات والاستماع للآراء والمناقشات، فالحديد الساخن يسهل عملية تطويعه حين يضرب ساخناً، أما إذا برد فليس في الأمر سوى أصوات متعالية وضجيج والنتيجة صفر كبير. { ألا تلاحظون أنني لم أستخدم العبارة التي اعتاد الناس على استخدامها وتداولت بشكل كبير في الأيام الماضية وهي عبارة تشير بأن ما حدث ظاهرة، والحقيقة لم تعد ظاهرة.. إذا كان ما حدث كان لثلاث مرات خلال أسبوع واحد.. بل امتد الأمر والاعتداء كما سمعنا إلى غير الأستادات الثلاثة وحتى في الملاعب الترابية نسمع بالاعتداء على الحكام والمدربين، وأحياناً اللاعبين أو بين الجماهير فيما بينها.. الأمر لم يعد ظاهرة أما هو حالة متمكنة مستفحلة وجدت المناخ لتتمكن وتستفحل. { أصابع الاتهام أشارت للتعصب والحساسية المفرطة ولغة التهديد والتحريض التي ملأت الصحافة الرياضية سواء من كتاب التعصب أو على لسان الإداريين والمشجعين حتى صارت العناوين الرئيسية للصحف عبارة عن هتافات نقلت من المدرجات إلى المطابع للأسف.. وأصابع الاتهام أشارت للإداريين ولروابط المشجعين وما يسمى الأولتراس التي قلدناها في الجانب السالب المظلم للأسف.. وأصابع الاتهام أشارت للاتحاد العام وأجهزة الدولة.. وكل هذه الاتهامات تحتاج للتحقيق العادل وكل أصابع الاتهام تحتاج للاهتمام بها. نقطة.. نقطة { ساءني ما تردد حول قصور من قوات الشرطة، لعلمي أنه لولا الشرطة لحدثت الكارثة الأكبر، وأمامنا تجربة مباراة مصر والجزائر.. وقد نقلت هذا الاتهام لسعادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان، فأكد بأن كل شئ خاضع للتحقيق وأنهم في هذا الجهاز العظيم يملكون من الشجاعة الإعلان عن أي قصور واتخاذ الاجراءات اللازمة. { حادثة أستاد بورسعيد الأخيرة لم تكن الأولى ولا أظن أنها ستكون الأخيرة طالما صارت المباريات المهمة عبارة عن معارك، بل أحياناً تسميها الصحافة الرياضية أم المعارك.. وقبل بورسعيد وقعت أحداث في كل قارات العالم.. ولكنهم عرفوا كيف يحاصرونها باتخاذ القرارات الشجاعة.. وفي مصر أيضاً يتخذون الإجراءات ونخشى ألا نتخذ أي إجراءات إلا بعد فوات الأوان. فلا يزال في الوقت متسع ولا يزال في البلاد عقلاء والحمد لله.