تصاعدت حمى قضية مكافحة مرض الإيدز في البرلمان حتى أدت لإطلاق أحاديث جارحة للمشاركين، في الوقت الذي أكد فيه برلمانيون خلال جلسة مناقشة سياسيات مكافحة الإيدز ضمت وزارة الصحة وأعضاء البرلمان في قاعة النيل الأزرق أمس بوجود قصور واضح في خطة البرنامج القومي لمكافحة الإيدز، حيث لم يكن مدير البرنامج القومي د.إيهاب علي حسن مقنعاً بحديثه خاصة أنه استند على تقارير الأممالمتحدة المتعلقة بانتشار مرض الإيدز، مشيرًا إلى أن عدد المصابين بمرض الإيدز بالسودان هم «120» ألف مواطن وأن هذه النسبة أُخذت قبل انفصال جنوب السودان عام 2010م، الأمر الذي يعزز عدم إقناعه لأعضاء البرلمان الذين طالبوا بإحصائيات جديدة تعطى الحق لإنفاذ تلك الإستراتيجية القومية بخلاف الانحرافات التي صاحبت تطبيق السياسيات التي وعد وزير الصحة بمعالجتها، في السياق كشف مندوب وزارة التعليم العالي محمد علي فضل في الورشة أنهم أجروا عملية مسح شامل لمرض الإيدز في جامعة الجزيرة وأنهم لم يجدوا أي حالة، مطالباً في ذات الوقت بمراجعة الإحصائيات التي أجرها البرنامج . فيما يتعلق بقضية التوزيع العشوائي للواقي الذكري حيث بلغ مدى واسعاً، فذكرت عضو البرلمان «بلقيس أحمد التجاني» حادثة شخصية خلال الورشة أن ابنها الذي في مرحلة تعليمية قامت مجموعة ليست أجنبية بتوزيع الواقي الذكري على أبناء الحي في الشارع الذي يقطنون فيه، مشيرة إلى أنها طيلة محاربتها ومكافحتها لمرض الإيدز منذ فترة الثمانينيات بالسودان كانوا يقومون بإرساء العفة كجزء أساسي في البرنامج وليس توزيع الواقي الذكري بهذه الكيفية لأنه يساعد على الفاحشة وأن البرنامج القومي لمكافحة الإيدز صمم لجلب المصلحة ودرء المفسدة وليس العكس. بدوره أمّن العضو البرلماني د.دفع الله حسب الرسول بوجود وثائق تؤكد توزيع الواقي الذكري في الجامعات وعند مواصلته لحديثه في قضية جامعة إفريقيا العالمية وصل حد الحديث منحى آخر مما جعل وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة يصف العضو البرلماني د.دفع الله حسب الرسول بانه مهرج وغير مؤدب الأمر الذي وجد انتقادات واسعة جراء إهانة الوزير لعضو المجلس الوطني، خاصة أن د.دفع الله كان يطالب بفرصة للرد على تلك المزاعم التي ذكرت فيما يتعلق بوثائق توزيع الواقي الذكري بجامعة إفريقيا حيث منحت المنصة د.إيهاب حديثه كاملاً بتفاصيله، فيما لم تمنح المنصة د.دفع الله الفرصة للرد، الأمر الذي جعل من أعضاء البرلمان يطالبون رئيسة الجلسة بإعطاء د. دفع الله فرصة للرد على المزاعم التي ذكرت كما أعطت د.إيهاب الحديث بإسهاب، ووصل الحد بأن قامت رئيسة الجلسة بتبرئة الدكتورة صاحبة القضية أمام الحضور رغم أن أطراف القضية لم يقدموا أو يدافعوا بالمستندات والوثائق عن أنفسهم في منحى مخالف لماهية الجلسة في أساسها، حيث لم يتمكن د. دفع الله ورئيس الوحدة العلاجية بجامعة إفريقيا د.بركات مواصلة حديثهما فيما يتعلق بقضية توزيع وزارة الصحة الاتحادية عبر برنامج الأمراض المنقولة جنسياً للواقي الذكري في جامعة إفريقيا العالمية. رغم الإهانات التي تلقاها البرلماني دفع الله من الوزير إلا أنه لم يرد عليه بل قال ل«الإنتباهة» إن ما جرى ليس ذنب الوزير بل هي سياسات قديمة لوزارة الصحة لم تحدث في فترة مسؤوليته لأنه جاء حديثاً. وانفضت الجلسة دون التوصل لاتفاق رغم أن رأي البرلمانيين كان يجب الاتفاق على تشريعات جديدة تدخل في برنامج مكافحة الإيدز تحدد علاجه وطرقها بالإضافة لوضع حد على دخول الكميات الكبيرة من الواقي الذكري للبلاد والرقابة عليها وعلى الشركات التي توزع الواقي الذكري بالسودان .