«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاصيل الكاملة للوثيقة الأمريكية لتحجيم نسل السودان
نشر في الانتباهة يوم 26 - 09 - 2012

مخطط تحديد النسل وبناء السودان الجديد..سودانيون ابتعثوا لجامعة امريكية متورطة في المخطط
أعدها: المثنى عبد القادر الفحل
قال تعالى «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»، تساءل القراء خلال الفترة الماضية عن انقطاع وغياب هذه الحلقات المتواصلة ونطمئنهم بأن ذلك حدث نسبة لقضايا المحاكم المرفوعة على الحلقات الماضية، لكننا نعد القراء بأننا سنعود بقوة عقب انتهائها خاصة أن الوثائق التي تمتلكها «الإنتباهة» في مواجهة قضية ملك الدعارة الأمريكي تكفي لهدم حكومة وليس منظمة، أما سر عودتنا اليوم فهو عثورنا على وثيقة تهم كل ربوع السودان.. لنجيب عن سؤال: من وراء مخططات ما يسمى بالصحة الإنجابية الذي وضعته الإدارة الأمريكية كمخطط لإبادة النسل في دول العالم الثالث لتحجيم تلك الدول ولتستفيد هي بالثروات عبر تحكمها في بعض عملائها بالبلاد، والحقيقة المُرة أن انجراف وزارة الصحة الاتحادية وراء تلك المخططات دون وعي أو ربما بغفلة أو ربما لمصالح شخصية تجارية لمافيات تدور في الفلك الصحي، وهذه الأخيرة سنعود إليها عقب طرد المنظمة الأمريكية من السودان، لأن المثير أن يقوم أشخاص يُفترض أنهم اعتباريون بالدولة بقبض مبالغ ضخمة سنويًا بالدولار من منظمات غربية باسم دعم مواطني السودان، وهذا الملف سيكون هو ملفنا القادم عقب الانتهاء من قطع دابر كل منظمة أمريكية تريد الشر بهذا الوطن.. فإلى الحلقة «12»...
بداية القصة
خرج على العالم مدير البرنامج العربي بجامعة سفك في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة السوري الأصل منير العكش، بأنه كشف عن وجود خطط أمريكية لتعقيم الملايين بدول من العالم الثالث، وقال إن الدافع إلى ذلك هو الحفاظ على صفاء أو تميُّز جنسي في الولايات المتحدة ومحاربة الفقر والقضاء على النمو السكاني في العالم، جاء ذلك في كتابه المعنون ب «أمريكا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض»، الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، ويقول العكش في كتابه، تحت عنوان «مقدمة.. تعقيم 14 مليون شخص»، يقول: «إن تعقيم 14 مليون أمريكي» هو العنوان الذي صدرت به صحف ومجلات إمبراطور الإعلام، وليام هيرست، في أواخر سبتمبر 1915، منذرة بخطر الحرب الأمريكية على المستضعَفين في الأرض، وتدمير نسلهم في الأرحام، ومحذِّرة من أن الطبقات الحاكمة ترسم مستقبل أمريكا والعالم بالدم، وأضاف أنه في 14 أكتوبر، كتبت صحيفة سان فرانسيسكو ديلي نيوز افتتاحية بعنوان «من أين نبدأ؟»، جاء فيها أن «ملايين السيدة هاريمان، أرملة متعهد السكك الحديدية، مضافة إلى ملايين روكيفلر وكارنيجي، ستخصَّص لتعقيم مئات الآلاف من الأمريكيين من ضعاف العقول سنوياً بهدف تحسين النسل»، وكشف كتاب العكش أن وثيقة وضعها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عندما كان مستشاراً للأمن القومي، أشارت في سطرها الأول إلى أنها وُضعت بتوجيه من الرئيس الامريكي السابق جيرالد فورد ترسم بدم بارد خطة لتعقيم وقطع دابر نسل «13» دولة في العالم الثالث بينها مصر وذلك في مهلة لا تزيد على «25» سنة، وعقب حديث العكش خرج الدكتور رايمرت رافنهولت مدير المكتب الاتحادي للسكان التابع للمعونة الأمريكية كشف عن تورط جامعتي واشنطن وجونز هوبكنز في برنامج يقضي بقطع نسل «13» دولة وعلمت «الانتباهة» بأن سودانيين تم ابتعاثهم من الخرطوم الي تلك الجامعات لذات المخطط ، وأن الحكومة الامريكية بدأت بالإجراءات العملية لإطلاقه، حيث رصدت الميزانية الكافية لتأمين الشروط والوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم من النساء القادرات على الحمل «وهن في تقريره 570 مليون امرأة» وقطع دابر نسلهن إلى الأبد، بومن ثم فإن هذه المذبحة الخفية لنسل الملايين من الفقراء والمستضعَفين داخل أمريكا وخارجها لم تبدأ مع كيسنجر، ولم تتوقف مع انهيار الاتحاد السوفيتي، بل لعلها بلغت أوج سعيرها اليوم في عهد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، خاصة عندما نجد أن الأدوات الأمريكية وراء تنفيذ المخطط هي المعونة الأمريكية وأن منظمة «dkt» الأمريكية تأخذ أموالها من المعونة لتنفيذ برامج الصحة الإنجابية بالسودان والدول الأخرى، وهي في النهاية كما سيرى القارئ وجه آخر لثقافة الإبادات التي عاشت عليها فكرة أمريكا المستمدة من فكرة إسرائيل التاريخية: فكرة احتلال أرض الغير واستبدال شعب بشعب، وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ.
كيسنجر قالها صراحة
قال وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر في الوثيقة إن فكرة تحديد النسل وسيلة سياسية تضمن التفوق العسكري والاقتصادي للقوى الأنجلوأمريكية وهو ما فعله هنري كيسنجر قبل مغادرته البيت في عام 1975، إذ قام في عام 1974 بالإشراف على دراسة سُمِّيت رسميًا «مذكرة دراسة الأمن القومي 200» «*3». ويقول الاقتصادي الأمريكي المعروف ليندون لاروش في شرحه لهذه المسألة في إحدى خطبه في أثناء انتخابات عام 2004: «في هذه اللحظة بالذات، يبدو من الواضح أنه لو أُعيد انتخاب بوش، فلن تكون هناك حضارة.. إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيًا كمستعمرات، بل إزالة جميع المعوِّقات التي تقف في طريق النهب الحُر للكوكب ككل. إن نيتهم ليست هي فتح أراضٍ جديدة، بل تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر إلى أقل من مليار.... فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين، بل إزالة أمم قومية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمار» ويشير لاروش منذ عدة سنين إلى فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم الغنية بالثروات الطبيعية إلى مناطق غير مأهولة، وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكي من قِبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر.
تفاصيل المذكرة السرية
جاء خطاب المذكرة كالتالي
«مجلس الأمن القومي» «واشنطن، DC 20506» بتاريخ «24 أبريل 1974»
مذكرة «دراسة الأمن القومي 200»
معنونة إلى:
وزير الدفاع الأمريكي
وزير الزراعة الأمريكي
مدير المخابرات المركزية «CIA»
نائب وزير الخارجية
مسؤول وكالة التنمية الدولية «المعونة الأمريكية»
الموضوع:
الآثار المترتبة على النمو السكاني في جميع أنحاء العالم وتأثيره على أمن ومصالح الولايات المتحدة
وجّه رئيس الجمهورية بوضع دراسة لتأثير النمو السكاني في العالم على الولايات المتحدة وأمن ومصالح الولايات المتحدة في الخارج، نتطلع على الأقل حتى عام 2000، واستخدام بديل معقول لمكافحة النمو السكاني.
من حيث كل التوقعات، ينبغي دراسة تقييم:
- وتيرة لمقابلة التنمية، لا سيما في أفقر البلدان.
- ينبغي أن تركز الدراسة على الأوضاع، السياسية والاقتصادية الدولية.
- ستعقد النمو السكاني بدلاً من الإيكولوجي، الاجتماعية أو غيرها من الجوانب.
- يجب أن تستصحب هذه الدراسة مسارات العمل الممكنة للولايات المتحدة في التعامل مع المسائل السكانية في الخارج، ولا سيما في البلدان النامية، مع إيلاء اهتمام خاص لهذه الأسئلة:
- هل هناك حاجة إلى مبادرات جديدة من قبل الولايات المتحدة لتركيز الاهتمام الدولي على المشكلة السكانية؟
- هل الابتكارات التكنولوجية أو التنمية أو تقليل النمو تحسن آثاره؟
* «هذه المذكرة لا تُرفع السرية عنها إلا من البيت الأبيض»
عقب مناقشة المذكرة تم اعتمادها كسياسة رسمية أمريكية من قبل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في نوفمبر عام 1975، وقد صُنِّفت في الأصل، ولكن تم رفع السرية عنها في وقت لاحق فحصل عليها باحثون في مطلع 1990م، المذكرة تحتوي على «123» صفحة وذكرت المذكرة السودان بعد دولة إثيوبيا في صفحة «31» وعقب السودان تم ذكر مصر ودول إفريقية أخرى منها «تنزانيا وأوغندا وفولتا العليا ومالي وملاوي والنيجر وبوروندي وغينيا، تشاد ورواندا والصومال وداهومي، وليسوتو، وبوتسوانا»، وجاء التصنيف وفقًا لمقياس الأمم المتحدة الذي اعتمدت عليه مذكرة مجلس الأمن القومي الأمريكي.
أهداف المذكرة
إن الاقتصاد الأمريكي يتطلب كميات كبيرة من المعادن وزيادة من الخارج، خاصة من البلدان الأقل نموًا «تقرير اللجنة القومية الأمريكية لسياسة الموارد: البيانات الأساسية وقضاياها، أبريل 1972»، وهذا الواقع يفرض على الولايات المتحدة تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي من بلدان تلك الموارد. وعبر الضغوط السكانية من خلال تخفيض معدلات الولادة يمكن أن تزيد من احتمالات هذا الاستقرار، والسياسة السكانية ذات الصلة يصبح لوازم الموارد والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مضمونًا، خاصة في الدول التي فيها مواقع معادن واحتياطيات خامات معروفة من أعلى درجات وهي من البلدان الأقل نموًا، والمشكلات الحقيقية تكمن في الإمدادات المعدنية، وليس في الاكتفاء الأساسي المادي، ولكن في القضايا السياسية والاقتصادية، حيث للاستكشاف والاستغلال، وتقسيم المنافع بين المنتجين والمستهلكين، وحكومات البلدان المضيفة، سواء من خلال العمل الحكومي، أو النزاعات العمالية والتخريب، أو الاضطرابات المدنية، وسوف يتعرض المعدن لخطر التدفق السلس للمواد المطلوبة.
إضافة إلى أن نسبة السكان العالية النمو ووجود الشباب، و هم في نسب أعلى بكثير من البلدان الأقل نموًا، فمن المرجح أن تكون أكثر تقلبًا وغير مستقرة، وعرضة للتطرف والإقصاء والعنف من السكان. وهؤلاء الشباب يمكن بسهولة أن يكونوا أكبر قناعة لمهاجمة المؤسسات القانونية للحكومة أو الممتلكات العقارية والشركات المتعددة الجنسيات، أو غيرها من التأثيرات الخارجية، وكثيرًا ما يلقى عليها باللوم في متاعبهم، ذكر في «الفصل الخامس الآثار المترتبة على الضغوط السكانية للأمن الوطني الأمريكي» في المذكرة.
وتقول الدراسة إنه يجب الحرص على أنشطتنا الأمريكية وإنه لا ينبغي إعطاء أي مظهر للبلدان الأقل نموًا بأنه يمكن لبلادهم أن تكون صناعية، لأنهم عند ذلك سيفكرون بزيادة تعدادهم السكاني، ومن المهم أن يستوعب رؤساء البلدان الأقل نموًا «برامج تنظيم الأسرة» حتى يمكن أن نعمل في غضون فترة معقولة من الزمن.. وذكر في «الفصل الأول، الاتجاهات الديمغرافية في العالم» في المذكرة.
وتشير المذكرة إلى أنه يُنصح في العلاقات مع تلك الدول التعامل بحساسية، والمهم في الأسلوب وكذلك تجنب ظهور الإكراه، وتختم المذكرة بأن النمو السكاني في البلدان الأقل نموًا هو مصدر قلق للأمن القومي الأمريكي، لأنه من شأنه أن يتسبب في خطر الاضطرابات المدنية وعدم الاستقرار السياسي في البلدان التي لديها قدرة عالية على التنمية الاقتصادية، وان تلك السياسة تعطي «أهمية قصوى» لتدابير التحكم في عدد السكان، وتعزيز وسائل منع الحمل بين تلك الدول من حيث عدد السكان، للسيطرة على النمو السكاني السريع الذي تراه الولايات المتحدة معاديًا لنموها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لهذه البلدان وإلى المصالح الوطنية للولايات لمتحدة الأمريكية، حيث تتطلب كميات كبيرة من المعادن المتزايدة من الخارج، وهذه الدول يمكن أن تنتج قوى المعارضة زعزعة الاستقرار ضد الولايات المتحدة، وتوصي القيادة الأمريكية ب «التأثير على القادة الوطنيين في جميع أنحاء العالم وتحسين الدعم للجهود المتصلة بالسكان وينبغي السعي من خلال زيادة التركيز على وسائل الإعلام وغيرها من برامج تثقيف السكان بتنظيم الأسرة عبر الأمم المتحدة، والمعونة الأمريكية.
تحليل المذكرة
تتناول المذكرة بشكل عام المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي توضع أمام أي دولة من دول العالم الثالث وكيف يمكن أن تتجه للاقتراض من البنك الدولي عندها يدخل فيها السم الزعاف بعد تحقيق شرطين:
1/ تحرير السوق وتحرير العملة وفتح الطريق أمام البنوك والمضاربين للسيطرة على اقتصاد الدولة.
2/ إلزام الدولة المقترضة بتطبيق برامج وخطط اجتماعية واقتصادية تقشفية حتى تتمكن الدولة من الانتعاش اقتصاديًا ورد القرض، مثل إلغاء الإعانات الحكومية على السلع وخصخصة بعض القطاعات الخدمية وتحديد النسل، وعندما نُرجع ما حدث في السودان خلال المدة الماضية نجد أن الحكومة التزمت فعلياً بتنفيذ هذه الخطط مقابل الاقتراض من البنك الدولي، وهذه الشروط هي التي وضعها البنك الدولي بناء على شروط فرضتها الولايات المتحدة على البنك الدولي والصندوق الدولي لأغراض سياسية وتحجيم دول العالم الثالث ذات الموارد الطبيعية حتى لا تنفك عن قبضتها، بخلاف السودان فقد عانت الدول المقترضة الأمرّين من هذه السياسات، فالشروط التي فرضها البنك على مجموعة دول نمور آسيا «ماليزيا، إندونيسيا، الفلبين، كوريا الجنوبية، تايلند» كادت تدمر اقتصاد هذه البلدان عام 1997ولكن إصرار قادة هذه الدول على تحدي شروط البنك مثل تقييد العملة وزيادة الإنفاق الحكومي جنّبها الكارثة، وفي الأرجنتين عصفت شروط صندوق النقد الدولي بالاقتصاد الأرجنتيني وهزّته عام 2002 ولكن الرئيس نيستور كيشنر ضرب بالصندوق عرض الحائط وقرر أن لا يدفع أكثر من 25% فائدة لكل دولار.
وبصورة عامة: أرجعت الدول المقترضة إلى البنك أكثر من1.300 مليون دولار بين عامي 1982 و1990 إلا أن ديونها زادت 61% خلال الفترة المذكورة، وزادت نسبة ديون دول جنوب الصحراء الكبرى 113% في هذه الفترة. وهنا نورد كلامًا للقس الأمريكي الأسود جسي جاكسون عن الدول الغنية «ووراءها المصرفيون اليهود»: إنهم لم يعودوا يستعملون الرصاص والحبال لقتل البشر، ولكنهم يستخدمون البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لهذا الغرض، وتبقى السودان صاحب المشروع الحضاري الإسلامي الذي دُمِّر بذات الأسباب ولا يزال في غفلة من أمره، والأغرب من ذلك ان البنك الدولي لا يزال يضعه على قائمة الدولي غير المؤهلة للاقتراض. إن هدف «مذكرة الأمن القومي 200» «NSM 200» استبدال الدول القائمة بدويلات أصغر تتسم بأحادية الطابع العِرقي، وتحييد هذه الدويلات بجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر، وتتناول الكاتبة الروسية المذكرة الأمريكية في صحيفة موسكو نيوز بعنوان «عندما يصبح تحديد النسل إبادة» وتذكر حادثة جرت في دولة بيرو بأن امرأة رفضت الخضوع لعملية تحديد النسل التي تُستخدم فيها «الغرزة»، وتشير الكاتبة إلى أن هذه المرأة هي إحدى ضحايا الإبادة الجماعية بسبب تحديد النسل، وأن رئيس بيرو ألبرتو فوجيموري فرض على النساء ذلك حتى يتمتع بقروض البنك الدولي ومساعدات المعونة الأمريكية التي أعطته «36» مليون دولار وصندوق الأمم المتحدة للسكان «10» ملايين دولار مقابل إبادة شعبه، ولم تكتفِ الإدارة الأمريكية بتنفيذ الخطة عبر المعونة الأمريكية أو الأمم المتحدة بل واصلت حتى شنت على دولة بورتوريكو برنامج تحسين النسل وتم توظيف النساء في المصانع المملكولة للولايات المتحدة مقابل أجور متدنية، وتم تعقيمهنّ واحدة من كل ثلاث من العاملات.
منظمة «dkt» والمذكرة
عند ربط ما قاله ملك الدعارة الأمريكي فليب داود هارفي رئيس منظمة «dkt» عندما قال في حوار أجرته معه مجلة «إفريكان نيوز» «إن إطعام العدد المتزايد من الأطفال وأسرهم في إفريقيا يترتب عليه زيادة في عدد الأطفال سنوياً، فهذه السياسية لم تدرس جيداً، لذلك نحن نساعد الدول الغنية في تقليص مجهوداتها بإطعام الفقراء والعدد المتزايد منهم وذلك بنظرية تحديد النسل من خلال وسائل تنظيم الأسرة المختلفة، ولأعطيك مثالاً فإن منظمتنا بالسودان تقوم بتنظم دورات تدريبية للأطباء لإجراء عملية الإجهاض عن طريق الشفط الأسلوب الأنسب للإجهاض خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل»، هذا نص ما قاله هارفي، وعندما نضيف إليه خلفية الوثيقة الأمريكية فإننا نجد أن منظمة «dkt» تتلقى الدعم من المعونة الأمريكية وتقوم بعمليات تحديد النسل عبر «الأدوية والحبوب والواقي الذكري» وكل شيء يرمي في اتجاه تحديد النسل، اذاً هارفي هو الذراع المنفذة للإستراتيجية الأمريكية لتحديد النسل في السودان ودول أخرى.
هل من مجيب؟
إن الوقت أمامنا، ليس للأسف الآن، لأن الحرب على ملك الجنس والإباحية الأمريكي الذي دخل السودان بجنوده وأركان حربه ستتواصل بنا أو بغيرنا للحفاظ على مكوِّنات الشعب السوداني واستمراريتها حتى يرث الله الأرض.. فهل من مجيب؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.