ابن الجيران شخصية اجتماعية لها دورها في الحي باعتباره يؤثر علية ويتأثر منه وخاصة في ما يتعلق بتنشئة الأبناء بل إن لابن الجيران حيزًا داخل الأسرة. إلا أن المجتمع اليوم قد تختلف نظرته إلى هذه الشخصية وخاصة في المدن التي تغلق أبوابها أمام ابن الجيران فهل تأثير ابن الجيران أصبح تأثيرًا سلبيًا حتى أضحى مرفوضًا اجتماعيًا؟ أم أنه أصبح يخدش الرقي الاجتماعي للأسرة.. «تقاسيم» تبحر بقرائها لتتعرف إلى ما آلت إليه هذه الشخصية عن قرب: كتب: خلدون الراوي قال الموظف «خالد حسن»: قديمًا ابن الجيران كان يعتبر واحدًا من أفراد الأسرة إلا أنه في هذا الزمن أصبح غريبًا عنها، حيث كنا نشعر معه بأريحية وحديثنا معه يكون حتى في الموضوعات الأسرية البحتة، وكان أول من تجده أمامك في السراء والضراء.. إلا أن ولد الجيران اليوم أصبح من الصعب والنادر أن يوثق في معاملته وهذا ناتج عن تأثر المجتمع بالثقافات الغربية. وقالت الطالبة سحر سيف الدين: ولد الجيران هو علاقة اجتماعية ذات طابع فر يد ومميز. يتمحور عمقها في انها تبدأ منذ الطفولة حيث يكثر اللعب معه. أما بين الأولاد والبنات فهو علاقة متعددة الوجوه لا يمكن أن تنسي مهما ادعى كثير منهم أنها لم تعد في مخيلتهم لأنها ترتبط بالأماكن التي ترعرعوا فيها. ونجدها تتطور في مرحلة الثانوية تحديدًا ففيها يكون الولد للبنت اكثر من اخ وولد جيران. محمد علي أحمد «موظف»: لقد أصبح ولد الجيران بحيزه الاجتماعي الطبيعي شبه مرفوض، وذلك عندما يرى ابن الجيران تصرفًا خاطئًا من أحد الأطفال أو البنات فيقوِّمه بإسداء النصيحة أو التوبيخ أحيانًا. فيرفض أعضاء الأسرة هذا التصرف منه ويعتبرونه تدخلاً من ابن الجيران فيما ليس يعنيه وهذا المشهد أصبح يتكرر كثيرًا في هذا الزمن. تعدد شخصيته تقول الاختصاصية الاجتماعية رنا أحمد: يختلف شكل شخصية ابن الجيران من مكان إلى آخر من المدينة إلى الحي الشعبي إلى القرية وهكذا، حيث يستعصي أن ننشئ علاقة اجتماعية مع ابن الجيران في المدينة وخاصة مدن الدرجة الأولى، ونجد هذه العلاقة أكثر ترابطًا في الأحياء الشعبية، أما في الأرياف فالوضع يختلف حيث أعطي ولد الجيران سلطات واسعة فنجده هناك يأمر وينهى وكل هذا بالطبع يرتبط بالثقافة الاجتماعية.