تاريخيًا يُذكر أن الثوب أصبح زيًا رسميًا للمرأة السودانية كما أوضح رائد تعليم المرأة في السودان بابكر بدري في مذكراته عند قيام الدولة المهدية مبينًا أن الثياب الشيفون من أجله كانت تأتي من الهند أما الثياب الدمور فكانت تنسج في مصر، ويري آخرون أن ارتداء الثوب السوداني بدأ منذ الحضارة البجراوية أي قبل أكثر من عشرة آلاف سنة تقريباً، فقد كان زياً قومياً خاصاً بالملكات وكانت له تصاميم ورسومات خاصة وخامات مميزة وزخارف ونقوش وكنارات متعددة، وهو ما يُعرف بالمورد أو المطرز.. الآن ويقال بأن الملكة الكنداكة تعتبر أول من لبست الثوب السوداني، ويُذكر أن أسماء الثياب دائمًا ما تواكب المستجدات في البلاد، ويلجأ التجار إلى إطلاق أسماء ذات علاقة بأهم الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فعند تخريج أول دفعة طب من جامعة الخرطوم التي كانت تسمى آنذاك كتشنر أُطلق على أحد الثياب اسم «ضلع الدكاترة»، ومع زيارة الرئيس الهندي نهرو للسودان كان هناك ثوب نهرو، ثم أصبح الثوب يسمى بالمناسبات مثل يوم التعليم والتقاء السيدين المهدي والميرغني وغيرها من الأسماء المواكبة للأحداث. سويسرا والثوب السوداني تعد سويسرا من أكبر منتجي الثوب السوداني حيث تمد السوق السودانية بأكثر من «82%» من احتياجاتها من هذا الزي، ويتابع مصممو الأزياء السويسريون السوق السودانية ويرصدون اتجاهات الذوق السوداني وكغيرها من الموروثات السودانية تأثر الثوب السوداني بعصر العولمة والانفتاح الثقافي فدخلت العباءة كمنافس قوي بعد أن عُرفت بسهولة الحركة مقارنة بالثوب الذي كثيرًا ما تشكو المرأة من أنه يحد من حركتها مما حدا بالكثيرات إلى ابتكار طريقة جديدة لارتدائه من خلال ربطه حول الوسط على طريقة الساري الهندي. سهام الباقر «طالبة» ذكرت أن أغلب النساء اليوم صرن يحبذن العباءات لأنها مريحة أكثر من الثوب بجانب أن الطالبات الجامعيات اتجهن إلى ارتداء الحجاب لذلك تعتبر العباية سترة وحشمة بجانب أنها مريحة وسعرها في متناول اليد. توافقها في الرأي تماضر السر«متزوجة» قائلة: أرتاح لارتداء العباءة أكثر من الثوب لأنها ساترة ومريحة وسهلة الحركة خاصة عندما أحمل طفلي عكس الثوب الذي أجده مقيدًا جدًا خاصة للمرأة العاملة وهو يُظهر مفاتن المرأة وسعره أكثر من سعر العباءة وكثيرًا ما نتناقش وزوجي حول العباءة بحجة أنني متزوجة ويجب أن أكون مميزة. الصادق هارون «تاجر» يرفض بشدة فكرة التخلي عن الثوب ويعزو القضية برمتها أي انتشار لبس العباءة إلى أن عددًا كبيرًا من الجامعات اليوم فرضتها كزي رسمي ومحتشم يليق ببنات السودان لدخول الحرم الجامعي وسعيًا منهم لقفل باب التعدد في الأزياء الذي فتح باب جهنم لجامعات بعينها إضافة إلى أن أسعار العباءات معقولة إذ تتراوح بين «50» و«100» جنيه. وأكدت وجدان داود «طالبة» أن العباءة أصبحت موضة عند البنات والنساء سواء كزي شرعي خاصة طالبات الجامعات والموظفات ويزداد الطلب عليها في شهر رمضان بصورة ملحوظة، وفي السابق كانت العباءة محصورة لدى نساء أنصار السنة، وتؤكد أن وظيفة الثوب السوداني تراجعت بصورة ملحوظة وانحصرت في المناسبات، وأرجعت ذلك إلى أن الثوب السوداني باهظ الثمن فارخص ثوب ثمنه «100» جنيه، إضافة إلى أنه غير عملي، وقد حاولت المرأة المرأة جعله عملياً من خلال ربطه حول الوسط ورغم ذلك يصعب على بنات اليوم التعامل معه. تنافس الشركات مزمل آدم بشير «تاجر ومورد عبايات بسوق ليبيا» قال إن هناك إقبالاً ملحوظًا عليها في السنوات الأخيرة خاصة من قبل الطالبات وبعض النساء المتزوجات والموظفات مشيرًا إلى استيرادهم العبايات من دبي والصين والسعودية ومصر مضيفًا أن العباءة الأردنية تجد رواجًا عند الموظفات لسهولة الحركة وكونها مريحة وواسعة، وقال مزمل إن نوعية القماش والخامة تغيرت تبعًا للتطور الذي صاحب العباءة فبعد أن كان القماش ساخنًا ورديئًا أضحت الشركات اليوم تتنافس في إنتاج أجود الخامات مع مراعاة مواكبتها لطبيعة البلد، فاليوم هناك قماش الكريستال والأردنية المبطنة إضافة إلى دخول تصاميم جديدة، وقال إن العباءة تأتي واسعة ولكن هناك من تقوم بتضييقها، وعن العباءة السودانية أوضح أن الطلب عليها قليل ويقدر ثمنها بحوالى «30»، وعزا ذلك لعدم جودة القماش وعدم مواكبة التصميم مقارنة بالعالم العربي، وبيَّن أن الأسعار تتراوح مابين «75 100 250» وهي تعتبر من أغلى الأنواع وأن سعر العباءة السودانية «30» جنيهًا وقال: آخر المسميات الزوجة الرابعة والشروق والخليجية وغيرها من الأسماء المتجددة.