الحريات الأربع التي سيتم تطبيقها لا قدر الله هي حرية التنقل، وحرية التملك، وحرية الإقامة، وحرية العمل. وقبل أن نسترسل في شرح مساوئها على السودان، ندعو عليها مسترشدين بما قاله شيخنا البرعي ونتمنى أن تسقط هذه الحريات الأربع وتتمزق في القبل الأربعة ببركة الخلفاء الأربعة والستة البعدهم والأئمة الأربعة وببركة الكتب الأربعة وببركة بحورنا السبعة وأنهارنا الأربعة وببركة أيام السنة تسعين في أربعة وببركة أوتاد الأرض العشرة في أربعة.. ببركة هذه «الأربعات» اللهم اكفنا شر الحريات الأربعة.. و«الحرية» كلمة معناها في هذا السياق الانطلاق وعدم الالتزام وعدم الانضباط وعدم التقيُّد ويعني بالعربي الواضح بتاع «عربي جوبا» فإن حرية الحركة معناها أن نتوقع أن كل عساكر التمرد القديم والجديد، يمكنهم أن يسرحوا ويمرحوا ويفنجطوا ويحوموا من غير ضابط ولا رابط ويمكنهم أن يحملوا المتفجرات ويضعوها في بيوتنا وفي أسواقنا وفي مدننا وفي قرانا.. ويمكنهم أن ينسفوا كبارينا ويدمروا مشاريعنا ويمكنهم أن يفعلوا كل ذلك ابتداء من جودة والجبلين والدمازين مروراً بسنار ومدني والخرطوم وحتى حلفا وبورتسودان.. ويمكنهم أن يدمروا خطوط النقل في الشرق وفي الغرب.. هذا فقط لأننا أعطيناهم حرية الحركة والتنقل.. وليعلم أهلنا جميعاً بأنه لا يمكنك أن تتحرك في أي بلد في العالم إذا كنت أجنبياً إلا بإذن ومتابعة السلطات. وفي أمريكا لا تتحرك أكثر من خمسة وعشرين كيلو متراً حتى لو كنت من الدبلوماسيين. أما حرية التملك فهي تعني أن عساكر الحركة الشعبية والمتمردين من الدينكا يمكنهم أن يمتلكوا الأرض ويمتلكوا المشاريع والدكاكين في قرانا ويشتروا ويبيعوا دون «ضابط ولا رابط» وهذا يعني أنهم يمكن أن يشتروا الدولار وأن يبيعوا السلاح وأن يتاجروا في العملة والسوق الأسود وأن يقوموا بتهريب بضائعنا إلى جيوش الحركة الشعبية وأن يكونوا عيوناً لإسرائيل وأمريكا في كل قرية وفي كل مدينة وفي كل مربوع وتحت كل شجرة وعند كل عمود تلفون أو عمود نور.. وحرية العمل معناها أن يعمل عساكر وجنود وضباط الحركة الشعبية في كل متر بالسودان وأن يدخلوا مؤسسات الدولة حتى تلك المكتوب أمامها «ممنوع الاقتراب والتصوير» وسوف يعملون في الشركات وفي البيوت وسوف يكونون بهذا خبراء ومخابرات للعدو في الداخل وفي الخارج.. أما حرية الإقامة فمعناها أنه يمكن لأي عسكري في الحركة الشعبية وأي دينكاوي مدسوس أن يقيم في الخرطوم وفي حلفا وأن يشرب قهوة مع بت المك في شندي وهو نفس المطلب الذي كان يفتخر به جون قرنق قبل أن يهلك بحمد الله. وعساكر الحركة الشعبية ودولة الدينكا يطلبون الحريات الأربع على الرغم من أنهم قالوا إنهم يشعرون بالدونية والعبودية وإنهم كانوا مواطنين من الدرجة الثانية، بل إن باقان يكذب ويقول إن هناك أربعة وثلاثين ألف «عبد» ما زالوا أرقاء في السودان ويطالب الأممالمتحدة بتحريرهم!! ومع كل هذا يريدون حق الإقامة والعمل والحركة والتملُّك في ديار الأسياد الذين يستعبدونهم! على كل حال نعتقد مخلصين وجازمين أن الحريات الأربعة لن يمارسها هؤلاء القوم في «ديار المفاوضين» ولكنهم سوف يتحاومون ويعملون ويستقرون ويشتغلون بين الناس ووسط المواطنين. وهذا يعني أن ناس السودان هم المعنيون بأمر هذه الحريات إن شاءوا أعطوها وإن شاءوا منعوها من الناحية العملية.. ولهذا نطالب بإلغائها أو بالعدم منح هذه الحريات لكل المسلمين والجيران في إثيوبيا وإريتريا وتشاد وحتى الصومال فهؤلاء أحق بالحريات الأربعة من عساكر الحركة الشعبية.. وان لم يكن ذلك ممكناً فإننا نوصي بأن يُعرض الأمر في استفتاء عام على كل سكان السودان لأنهم هم المتضرر الأول والأخير من الأربعة كوارث المزعومة.. { كسرة: يبدو أن المفاوضين عندما وجدوا كلمة الحريات «بايخة» استبدلوها بكلمة المواطنة ونسوا أن الجنوبيين طلبوا رفض المواطنة بنسبة 99.9% وفي استفتاء عام شهد عليه كل العالم.. وأثنى عليه باقان وعرمان وأوباما وهيلاري كلنتون وفاروق أبو عيسى، وتصور عندما يثني هؤلاء على شيء فلا بد أنه أسوأ شيء في الدنيا..