سادت الطرفة المشهورة عندما كنا بالمدارس الثانوية في أوائل الستينيات.. وكان بطل هذه الطرفة العم «الصول حسين» المشرف على التدريب العسكري في المدارس الثانوية وتسمى ب«الكديت» وهي كلمة إنجليزية ترجمتها «الطالب الحربي المتدرب» CADET وعم الصول دائماً ما يقف في الطابور العسكري ويكرر على مسامعنا يومياً قوله «أهم أربعة قواعد في العسكرية.. هي ثلاثة الطاعة والانضباط».. وبعد التخرج من المدارس أدركنا أن القواعد الأربعة قد اختزلها عم حسين إلى اثنين فقط.. ومثل هذا دعاية سوداني في هذه الأيام التي تقول إن أهم دول هي أربعة.. الإمارات ومصر.. والحمد لله... ويا زوووول ما تضرب. والآن اتفقت الحكومة مع دولة الجنوب على الحريات الأربعة.. وتمنى كبير المفاوضين أن لو كانت هذه الحريات أربعين مما جعل بعض الكتاب يطلقون عليها «الأربعين الإدريسية». ونظراً لأننا نعلم أن المجلس الوطني لن ولا ولم ولا يمكن ويستيحل أن يغير في هذه الاتفاقية ولا شولة واحدة لأسباب علمية وأخرى عملية فستكون معارضة منبر السلام مجرد إبداء رأي بصوت مسموع.. ومهما «كوركنا» ومهما «فنجطنا» فلن يحدث أي تغيير في الاتفاقية حتى على مستوى «الشولة» ناهيك. عن إلغائها أو تعديلها وليس أمام منبر السلام العادل وكل المعارضين للحريات الأربعة غير أن يتبنوا طريقة عمنا الصول في قواعد العسكرية.. ودعاية سوداني وأن يعلنوا أن أهم أربعة حريات هي ثلاثة ثم يطبقون اثنين فقط.. وهذا بالطبع وارد جداً لأن هذه الحريات عندما تصل إلى مرحلة التطبيق سيقوم بها المواطنون.. والجنوبيون عندما يعودون زرافات ووحداناً وعندما يأتون رجالاً وعلى كل ضامر فهم لن يجدوا حرية التملك والإقامة والعمل والحركة في بيوت أعضاء لجنة التفاوض.. بل في بيوت كل الشعب السوداني المكون من المندكورو والجلابة الذين قال في حقهم باقان «باي باي لوسخ الخرطوم باي باي لوسخ الجلابة» وعند ذلك يمكن لناس «عمك الطيب» وناس منبر السلام وناس الإنتباهة وأئمة المساجد وكل من يعترض على الحريات أن يقول «أهم أربعة حريات هي اثنين.. حرية الرجوع إلى أهلكم وحرية البقاء في أماكنكم» و«حريات كما كنت».. كسرة أولى: نُقل عن مولانا الوالي في صحف الأمس إن الجنوبيين يستحقون الحريات الأربعة لأنهم يشجعون الهلال والمريخ ويستمتعون بالفنان وردي.. ونذكر مولانا الوالي بأن أهلنا التشاديين برضو يشجعون الهلال والمريخ ويستمتعون بالفنان البعيو وكمان برضو أهلنا الاثيوبيين يشجعون الهلال والمريخ ويستمتعون بالفنانة ندى القلعة وأهلنا الاريتريون يشجون الهلال والمريخ ويستمتعون بالفنانة سميرة دنيا، وأهلنا في مصر لا يشجعون الهلال ولا المريخ ويستمتعون بالفانن النوبي محمد منير والذي يغني أغنية محجوب شريف المدرسة فاتحة على الشارع والشارع فاتح في القلب والقلب مساكن شعبية».. وشعبية هنا ليس لها علاقة بالحركة الشعبية لتحرير السودان. { كسرة ثانية: قال الوالي برضو إن جوال الذرة يباع في الجنوب بألف جنيه «مليون بالقديم» بينما يباع في الولاية بمائة وأربعين.. ونذكر بأن البصلة الواحدة في الجنوب تباع بخمسة آلاف جنيه بينما الجوال في السودان بمائة وخمسين جنيهًا.. طيب نعمل ليهم شنو إذا كان هم الذين قالوا باي باي لوسخ الخرطوم وباي باي للمندكورو وهم الذين رفسوا نعمتهم وتركوا البصل والذرة والزيت والصابون والفول وموية الفول. {كسرة ثالثة: عندما طلب الجنوبيون الانفصال وصوتوا له بنسبة 99.9% جاءتنا رسائل عبر الموبايل بعضها يقول إنه بعد الانفصال ستكون نسبة المسلمين «99%» ونسبة المتحدثين بالعربية «97%» وتنخفض الأمية إلى «20%» وينخفض معدل الإصابة بمرض الإيدز إلى «1%» والآن بعد الحريات الأربعة وحتى لو تم تطبيق اثنين منها فقط نتوقع أن تنخفض نسبة المسلمين إلى «70%» ونسبة المتحدثين بالعربية إلى «60%» ويرتفع معدل الأمية إلى «80%» ومعدل إصابات الإيدز إلى «25%». { كسرة رابعة والي شمال دارفور قال إن هناك جهات توزع حبوبًا مخدرة وحبوبًا تؤثر على الرجولة اسمها الطفل الهارب وهذه الخطة تعمل على تخفيض الزيادة السكانية عند أهل السودان الشمالي.. قارن هذا بما قاله قرنق للتجمع النسائي الجنوبي الذي قال لهن «لا أريد بطناً فارغة» وطلب أن تلد الواحدة منهن مرتين في العام.. هذا يعني أن الحريات الأربعة سوف تجعل عدد الجنوبيين في الشمال أكثر من ثلاثين مليونًا خلال عشرين عاماً بينما ينخفض الشماليون إلى عشرة ملايين بس.. يا جماعة اصحوا من نومكم وانتبهوا من غفلتكم.