سعادة السفير قريب الله خضر علي الضو من مواليد جزيرة توتي في فبراير «1963م»، درس الابتدائية بين جزيرة توتي ومدينة عطبرة، أما المرحلة المتوسطة والثانوية في مدينة كسلا.. تخرّج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الخرطوم، حائز على دبلوم عالي في العلاقات الدولية من جامعة الخرطوم والماجستير في دراسات اللاجئين وفض النزاعات من جامعة إفريقيا.. تدرّج في عدة مناصب، التحق بالسلك الدبلوماسي في عام «1991م» في وظيفة سكرتير ثالث ثم عمل في عدد من إدارات وزارة الخارجية تنوعت ما بين المراسم والإدارة الإفريقية والقنصلية وإدارة الشؤون الآسيوية، يشغل الآن منصب نائب رئيس البعثة في الرياض.. استضفناه في زاوية «حصاد الغربة» لنتجاذب معه أطراف الحديث حول الغربة وهموم السفارة السودانية والسودانيين بالرياض فإلى إفاداته.. ٭٭ حدثنا عن واقع العلاقات السودانية السعودية؟ تشهد العلاقات السودانية السعودية نمواً مضطرداً على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية وذلك بفضل الرعاية الفائقة التي توليها قيادة البلدين ممثلة في فخامة الرئيس عمر البشير وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود،ولا شك أن انعقاد أعمال الدورة الرابعة للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في منتصف شهر سبتمبر من العام الجاري بمدينة جدة كواحدة من أهم آليات تفعيل وترقية التعاون الثنائي قد وفرت زخماً ودفعاً كبيرين لتعزيز الروابط والمصالح المشتركة سيما في المجال الاقتصادي، وقد توجت اجتماعات الدورة بالتوقيع على اتفاقية إطارية للاستثمار الزراعي بين البلدين فضلاً عن الاتفاق على تحديد شهر فبراير القادم لانعقاد أعمال الملتقى الاقتصادي بين البلدين والذي يمثل أهمية كبرى لرصف الطريق أمام مسيرة التعاون وتسريع وتيرة الاستثمارات بين البلدين الشقيقين. ٭٭ ما هي أوجه دعم العلاقات والاتفاقيات الثنائية؟ تمثل المملكة دولة محورية وقائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي ولعل قمة مكة الإسلامية التي انعقدت في أواخر شهر رمضان الماضي بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين تمثل أحد أوجه تلك المكانة الدولية المتميزة، كما أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن تأمين الغذاء العالمي تعكس الوجه الاقتصادي الطموح للقيادة السعودية الرشيدة وهذا ما أعطى علاقات التعاون بين البلدين والتي يقودها وزيرا الزراعة في البلدين أهمية خاصة والتي توجت مؤخراً بتوقيع الوزيرين على الاتفاقية الإطارية للاستثمار بين البلدين، وليس لدي شك في أنها تمثل منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين فضلاً عن اتفاقية التنسيق والتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين واتفاقيات التعاون الثائي في المجالات الثقافية والتجارية وتبادل الخبرات والتدريب في مختلف المجالات. ٭٭ وأين تظهر أوجه التعاون الاستثماري بين البلدين؟ توجد استثمارات مشتركة ومتطورة بين البلدين تغطيان العديد من المجالات الحيوية ولكن أبرز تلك الاستثمارات تتمثل في صعيدين حيويين هما الزراعة والمعادن حيث تشكل مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتأمين الغذاء محور اهتمام المؤسسات المختصة في البلدين والتي تعكف على دراسة وتهيئة المناخ لتبني مشروعات ضخمة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، كما يمثل مشروع «أتلانتس2» محور تعاون ثنائي كبيرًا تقوده وزارتا المعادن في البلدين من أجل استثمار ثروات البحر الأحمر لمصلحة وفائدة شعبي البلدين الشقيقين فضلاً عن استثمارات صناعية سعودية في السودان في بعض المجالات أهمها صناعة الأسمنت. ٭٭ ما هي خدمات السفارة للمغتربين بالمملكة؟ الواقع أن السفارة وكما هو معلوم تمثل بحكم أحد وظائفها الأساسية حكومة مصغرة تسعى لتأمين كافة الخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والقنصلية للسودانيين العاملين بالمملكة وتضم بمقرها قسماً قنصلياً يوفر مختلف الخدمات التي يحتاجها المغترب كما تقدم خدماتها التعليمية لأبناء الجالية بمرحلتي الأساس والشهادة السودانية وكذلك عدد من الجامعات السودانية فضلاً عن توفير خدمات دراسية لقطاعات كالأطباء والمصارف وغيرها من المؤسسات التي يحتاجها السودانيون العاملون بالمملكة. ٭٭ هل هناك تواصل بين السفارة والجالية بالمملكة؟ تعتبر الجالية السودانية أكبر الجاليات السودانية بالخارج حيث تجاوز تعدادها الرسمي خمسمائة وستين ألفاً موزعين على كافة مناطق المملكة وقطاعات سوق العمل، وقد نجح طلائع المغتربين السودانيين في رسم صورة مشرقة للإنسان السوداني بكل صفاته السامية وذلك بفضل كفاءته وأمانته وإسهاماته الكبيرة التي وجدت تقديراً واحتراماً كبيرين من الأشقاء في المملكة مما شكل مدخلاً للرعاية السامية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وشعب المملكة الوفي لأبناء السودان المقيمين والعاملين الأمر الذي ساعد السفارة بالتعاون مع أبناء الجالية في إنشاء العديد من الكيانات والأندية والروابط لتلعب دوراً ثقافياً واجتماعياً ووطنياً، في ربط أبناء السودان بعضهم بعضا وربطهم جميعاً بوطنهم وقضايا وطنهم. ٭٭ ما هي أهم مشكلات المغتربين التي تواجه السفارة؟ لاشك أن الحياة في أي مكان لا تخلو من نصب وعنت ولكن كما أسلفت فإن طبيعة الوجود السوداني بالمملكة والمكانة والرعاية التي توفرها قيادة المملكة الرشيدة وشعبها الوفي لأبناء الجالية قد ساعدت كثيراً في تقوية الروابط بين السودانيين وأستطيع القول بصدق إن مجتمعات الجالية في مختلف مناطق المملكة تُشكّل في مجملها سوداناً مصغرًا، وأود هنا الإشادة بقيادات الجاليات والروابط والجمعيات لتعاونهم اللصيق والمخلص مع السفارة من أجل معالجة وتذليل كافة العقبات والمشكلات التي قد تواجه بعض أبناء الجالية على الصعد القنصلية والخدمية والاجتماعية. ٭٭ دور السفارة تجاه بعض المغتربين الموقوفين؟ لاشك أن السفارة بحكم وظيفتها الأساسية تتحمل مسؤوليات كبيرة تجاه جميع أبناء الجالية أفراداً ومجموعات ولعل هناك شريحة مهما صغرت يمثلها الموقوفون بسجون المملكة تحظى باهتمام خاص من السفارة متابعة لقضاياهم وسعياً لمعالجتها بتعاون وتنسيق كبيرين مع كيانات الجالية في مختلف مناطق المملكة والسفارة في سبيل ذلك لا تدخر وسعاً في طرق جميع الأبواب والتواصل مع المسؤولين بكافة مستوياتهم، وللحقيقة فإنني مجدداً أعبر عن عظيم تقديرنا للتعاون والتفهم الكبيرين اللذين نجدهما من كافة الأجهزة والمسؤولين بالمملكة الشقيقة الأمر الذي ساعد في معالجة العديد من القضايا، وبإذن الله تواصل السفارة جهودها بالتعاون مع كافة الجهات ذات الصلة من أجل معالجة ما تبقى من قضايا.. وعبركم أُكرر الشكر والتقدير لجميع أبناء السودان والعاملين بالمملكة على ترابطهم وارتباطهم بقضايا وطنهم.