نشر هيريوارد هولاند أحد المحللين الأجانب بموقع ويب للشؤون الدفاعية والعسكرية تقريراً عن التمرد في ولاية جونقلي، وقال التقرير إن الصداع بدأ بتلك المنطقة مع حملة لحكومة الجنوب خرقاء لنزع الأسلحة بهدف وقف الاشتباكات القبلية في المراعي بشرق دولة الجنوب في اندلاع تمرد مسلح محدود الأمر الذي يهدِّد عملية استكشاف النفط المقررة في المنطقة، ويقول التقرير إنه ربما لا يزيد عدد المنضمين للتمرد الناشئ في ولاية جونقلي بقيادة ديفيد ياو ياو زعيم ميليشيا المورلي وطالب اللاهوت السابق ببضع عشرات من المقاتلين، لكن ثمة مخاوف من تصاعد التمرد بدافع من المظالم والشكاوى المحلية من جيش جنوب السودان، وينبع الاضطراب المناهض للحكومة في جونقلي من حملة قوية لنزع الأسلحة من جانب جيش جنوب السودان «الجيش الشعبي لتحرير السودان» لمنع تكرار اشتباكات وقعت في يناير بين قبليتي المورلي ولو نوير التي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان قالت في أغسطس الماضي إنها تلقت تقارير موثوق بها تفيد بأن عناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان انخرطت في عمليات قتل واغتصاب وضرب وتعذيب خلال حملة نزع الأسلحة التي اطلق عليها اسم «عملية استعادة السلام»، كما أبلغت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان عن وقوع انتهاكات مماثلة قائلة إن أغلب الضحايا نساء وفي بعض الحالات أطفال. وقال عامل إغاثة في جنوب السودان طلب عدم نشر اسمه هذه وصفة للتجنيد. نزع السلاح أوجد بيئة مناسبة لتكوين جماعة مسلحة غير حكومية الأمر يمكن التنبؤ به تمامًا.. ومن العوامل الرئيسة في الخطط المستقبلية لتطوير قطاع النفط في جنوب السودان والتي تشمل اقتراحًا بمد خط أنابيب بديل ينقل نفط الجنوب عبر كينيا أو إثيوبيا بديلاً من السودان امتياز نفطي ضخم يغطي أغلب أراضي ولاية جونقلي. وقررت الحكومة في جوبا هذا الشهر تقسيم «الامتياز بي» المملوك في الأغلب لتوتال إلى ثلاثة امتيازات وأعطت أحدها للشركة الفرنسية والآخرين لشركتين أجنبيتين أخريين، ومن شأن الصراع الجديد في ولاية جونقلي حيث قُتل الآلاف من قبيلتي المورلي ولو نوير في تفجر للنزاعات العرقية المستمرة منذ عقود أن يقلق المستثمرين المحتملين إلى جانب الحكومة. وقتل مقاتلو ياو ياو في أغسطس ما لا يقل عن «24» من جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان في كمين، ويقول الجيش إن «74» آخرين من جنود جنوب السودان لا يزالون مفقودين وربما لقوا حتفهم، ويُنحي القادة المحليون على الانتهاكات التي ارتكبها جنوبد الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال حملة نزع الأسلحة باللائمة في دفع مجندين محليين إلى التمرد خاصة أعضاء قبيلة المورلي التي ينتمي إليها ياو ياو والذين يشعرون أنهم استُهدفوا على نحو جائر. ويقول عضو برلمان الجنوب إسماعيل كوني وأحد زعماء قبيلة المورلي ما كان لياو ياو أن يعود إذا لم يضرب «الجيش» المدنيين لأنه يعرف أنه لن يلقى الدعم.. «أعتقد الآن أن ياو ياو سيجند هؤلاء الشبان بسهولة»، وترى قبيلة المورلي نفسها ضحية لاضطهاد وتهميش منذ فترة طويلة من جانب الحكومة في جوبا. وتقول جماعة متمردة أخرى هي جيش تحرير جنوب السودان كانت قد هاجمت عدة بلدات وزرعت ألغامًا أرضية في ولاية الوحدة في نوفمبر من العام الماضي في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها على وشك تكوين تحالف بين القوات المناهضة للحكومة ومنهم مقاتلو ياو ياو.. وجاء في رسالة البريد الإلكتروني التي أُرسلت من حساب يحمل اسم جيش تحرير جنوب السودان جميع الجماعات المتمردة شكَّلت تحالفًا سيعلن خلال شهر. الميجر جنرال ديفيد ياو ياو هو قائد قوات ثورية في جونقلي. كلنا واحد. ويقول جيش تحرير جنوب السودان إن قائد ميليشيبا المورلي ياو ياو تودد حتى لميليشا لو نوير المنافسة لتكون حليفًا محتملاً في تمرده ضد الحكومة في جوبا.و(الجيش الابيض) التابع لقبيلة لو نوير والذي يقوده مدعي النبوة داك كويث مسؤول عن مذبحة قتل فيها «600» من قبيلة المورلي في ديسمبر ويناير وجرى استهدافه أيضًا في حملة نزع الأسلحة التي قام بها الجيش. ورفض بنجامين المتحدث باسم الحكومة وهو نفسه نائب في البرلمان عن قبيلة لو نوير التأكيد على أن الجيش الأبيض يمكن أن ينضم إلى ياو ياو. وأعلن ياو ياو الذي يُعتقد أن له خبرة عسكرية محدودة التمرد للمرة الأولى في مايو «2010» بعدما ترشح مستقلاً في الانتخابات التشريعية للولاية عن دائرة قمروك-بوما. وخسر بفارق كبير أمام مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان. وخلال تمرده الأول اكتسب تأييد الشبان لأنه كان يرى كمدافع عن مصالح المورلي. لكنه فقد الدعم أيضًا عندما قبل عفو حكومة جنوب السودان في يونيو «2011» مقابل منزل وسيارات وأموال وفقًا لما قاله عضو بقبيلة المورلي شارك في المفاوضات، وقال كوني زعيم المورلي إن ياو ياو هرب في ابريل خلال علاجه المُفترض في مستشفى بالعاصمة الكينية وعاد لاحقًا إلى جونقلي مع «19» رجلاً ووصلها في يوليو الماضي.