كان أحد أعضاء البرلمان مدوِّخ الحكومة وحزبها الحاكم من شدة النقد اللاذع والمصوَّب بدقة إلى المناطق الحساسة، وإثارة المسكوت عنه اللي حالاً بجيب «كسافة» الحكومة، وكان العضو البرلماني يشنُّ هجومًا عنيفًا على الحكومة في كل يوم وعلى سياساتها الكلية، وينتقد المناطق الحساسة جدًا، ولم يكن هناك من إخوانه البرلمانيين من يجرؤ على تصويب النقد الفي الأنكل كما يفعل هو، وفي كل يوم كانت الصحف تخرج بمينشيتات من النوع الذي يسبب الصداع النصفي للحكومة ومصدرها ذلك العضوالبرلماني، وبسبب ذلك تعرض العضو لكثير من الضغوط، والتهديد والمساءلة من هنا وهناك، إلا أنه لم يكن يرضخ لكل ما يلاقيه من تهديد ووعيد، خاصة وأن الرجل لديه حصانة، المهم الجماعة غلبهم الإعملوه مع العضو دا.. ذات مرة حضر السيد زنكلوني، جلسة بالبرلمان، واستمع إلى نقد العضو وهجومه للحكومة، واستدرك كل ما كان يصدر عن ذلك العضو عبر الصحف، ... بعد الجلسة، تفاكر السيد زنكلوني، مع بعض القيادات البرلمانية، حول الهجوم المستمر منه، الجماعة قالو ليهو والله الزول دا حيّرنا عديل كدي، وما عارفين نعمل ليهو شنو، كلمناهو بالهداوة أبى، وجربنا معاهو التهديد ما نفع معاهو...السيد زنكلوني صمت قليلاً ثم قال للجماعة: عندكم هنا جمعية تعاونية؟ قالو نعم، قال: طيب المشكلة اتحلت...! قالو كيف؟!! قال ودوهو الجمعية التعاونية، ومسِّكوها ليهو، وخلوهو علي كدي ما تحاسبوهُ، ولا تحومو عليهو ذاتو، وشوفو براكم لوما سكت منكم وتاني بغم دي ما قالا، ما أكون أنا زنكلوني...!! قالو ياسيد زنكلوني لكن التعاون ماسكو شيخ فلان، وما شاء الله زول أمين، وصادق، وحافظ القرآن.... انفعل السيد زنكلوني في وجوههم: شيخ فلان شنو يا «أخوان»، دا شايف نفسو كدي وعامل فيها صحابي عديل وعامل نفسو ولا أبو ذر الغفاري، شيلوهُ برا، دا ذاتو ما بنفع معانا نحنا ما لنا ومال أمانتو، وصدقو وقرآنو دا بنفعو هو سيدو، نحنا دايرين نشغلو إمام جامع؟!... أسمعو كلامي وجيبو زولكم العامل ليكم صداع في البرلمان دا، وختو في التعاون والله تاني ترتاحو منو لي ما شاء الله... قال ليك الجماعة شالو ليك شيخ «فلان» الحافظ القرآن، وجابو البرلماني المثير للجدل، وحشروهو في الجمعية التعاونية، وخلوهو، لا محاسبة، ولا رقابة، ولا زول شغال بيهو كدي مافي، وقال ليك الراجل لقى جووا ولبد لبدة، وبقى الناس بسوُّا في شنو ما جايب ليهم خبر...أبو الزفت.