الواثق عبد الرحمن محمد خير من أبناء الولاية الشمالية قرية جلاس لكنه كمثله من السودانيين انتقل الى الخرطوم وتلقى مراحله الابتدائية بالحلة الجديدة والمتوسطة بالخرطومجنوب والثانوي بالخرطومالجديدة، وحصل على بكالريوس الحقوق من جامعة حلب و دبلوم القانون العام والخاص من جامعة النيلين، يتميز الواثق بروح شعرية اضافة لكونه كاتبًا وله عدد من القصائد المغناة بجانب اهتماماته وكتاباته الرياضية، له عمود همس الهتاف بصحيفة حبيب البلد الرياضية ويعمل الآن مستشارا قانونيًا ومديرًا لادارة التطوير بشركة انصات السعودية بالطائف، التقته «نافذة مهاجر» لتقف معه على تجربته مع الغربة فماذا قال: * متى بدأت الغربة وما هي الدوافع والأسباب التي دعتك لذلك؟ بدأت غربتي منذ عام 1998م وتكمن الاسباب في طاحونة الهموم التي تجبر على ذلك.. ووعثاء المعايش.. وضيق البراح، اروح عن نفسي بكتابة الشعر.. واتسربل في حب الهلال بمقال في صحيفة حبيب البلد من خلال عمودي همس الهتاف. * ماذا أضافت لك الغربة؟ اضافت لي مزيدًا من القدرة على التأمل.. .ومعارف انسانية رحبة.. كما اضافت لي عادات وتقاليد مختلفة لشعوب مختلفة بجانب تعميق حب الوطن في الدواخل وظهر ذلك من خلال نظمي للشعر.. * ماذا خصمت منك الغربة؟ حنين الاهل.. بوح التراب.. .الاحساس بالامان * موقف مر بك في الغربة وتوقفت فيه كثيرًا؟ المواقف كثيرة.. .. منها السلبي والايجابي.. فالبعض تؤثر عليه الغربة ويتجمد احساسه مثل ذلك الذي لقيته في شارع ولم يسلم عليّ رغم قرب المسافة... . * متى تشعر بالغربة؟ في كل خلجة من خلجات قلبي احس بالغربة كلما اصبح صبح... وكلما حلقت عصفورة.. .. الغربة احساس مقيم في دواخلي.. افتقد تراب بلدي كل حين... . * كيف تقرأ الوضع الرياضي الراهن في السودان؟ وضع معقد... ورمد في عيون الاداريين.. ويعلو صوت العاطفة على التعقل.. وهناك لاعبون فقيرو البصيرة الكروية... مدربون سد خدمة.. مشجع يبدد كبد المعيشة في شكل شغب في الملاعب وعنف غير محمود. * كيف ترى الانتماء الرياضي في الغربة؟ ما هو الا بعض من تفريج هم الغربة. * كيف تنظر الى التعصب الرياضي، وهل هو موجود بالسعودية؟ التعصب الرياضي اصبح سمة سودانية لكنها هنا لا تعدو كونها نقاشات تصل لدرجة الحدة احيانًا فالبعد الجغرافي يخفف من غلواء الانتماء الرياضي.. * صف لنا شكل التجمعات الرياضية في حالة هنالك مبارة هلال مريخ؟ يتجمع المغتربون في شكل قروبات... كل يشجع فرقته.. ينفعل معها.. توتر.. شحن.. بوظان اعصاب.. فرحة هنا.. وكدر هناك.. ثم ينفض المولد.. وتبقى بعض زخات الانفعال الكلامي عالقة في المكان. * كيف تنطر لاستثمارات المغتربين بالداخل وما هي المعوقات؟ عدم الاستقرار وزيادة الضرائب والجبايات * حدثنا عن شكل الجالية السودانية؟ الجاليات السودانية بكل اسف تعاني من آفة التشظي والانقسام.. السياسة قاتلها الله مقحمة في نشاط المغتربين.. الصفوف متمايزة.. الاستقطاب الحاد والمعارك الكلامية اقعدت مجمل النشاط في الغربة.. * وما الدور الذي تلعبه؟ وماهي ابرز النشاطات التي تقوم بها؟ لا يعدو الامر كونها احتفاليات هنا.. واشراقات هناك.. تجاهد للبقاء من كوة النفق.. الجاليات تجتهد رغم سوسة السياسة التي انغرست في النفوس في ان تبقى مشرقة لتقدم عملاً نافعاً للناس.. * ما هي الخدمات التي قدمها لكم جهاز المغتربين وما شكل علاقتكم به؟ جهاز المغتربين يحاول جاهداً التحول من ساقية جباية الى مؤسسة وظيفية حيوية تخدم نفرًا من الناس قدموا عصارة شبابهم واحترقوا من اجل اسرهم ومجتمعهم.. * هل قررت ترك الغربة والعودة للسودان؟ كل شخص يرغب في الاستقرار، ولكن هل هناك اساسيات استقرار.. هل هناك تقيييم لرهق المغترب وتعب السنين.. .لا اظن على المستوى الشخصي ارغب في العودة، وارغب في معانقة المحاكم والمرافعة امام القضاء السوداني الأصيل من جديد. * رسالة توجهها للمغتربين؟ اقول للمهاجرين المتغربين وليس المغتربين اعانكم الله على شظف الغربة وبؤسها المقيم.. على فكرة رغم ان السودانيين ينشئون بيئة موازية في مجتماعتهم الا انهم يعانون من امراض الشوق والحنين وهي سمة من ملامح السوداني الذي يعشق تراب بلده ولا يرى بقعة سواها في الكون اجمع.