مرتضى فرح خيري من ابناء الولاية الشمالية مواليد مدينة أرقو تلقى مراحله التعليمية بالولاية الشمالية ورست به مراسي الغربة منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي في المملكة العربية السعودية بالطائف، يعمل في الأعمال حرة وبجانب ذلك يمثل رئيس الجالية السودانية بالطائف، فكان ل«حصاد الغربة» هذا اللقاء ليعرفنا عن هموم الجالية السودانية بالطائف ولنقف أيضًا على تجربة غربته فماذا قال: متى بدأت الغربة وما الدوافع والأسباب التي دعتك لها؟ بدأت غربتي بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1976م وكان سبب اغترابي غريبًا حيث جاءت غربتي عن طريق الصدفة دون رغبة مني ورغم معارضة الوالد «رحمة الله عليه» حيث أرسل لي التأشيرة أحد أبناء عمومتي ومنها إلى يومنا هذا. ماذا أضافت لك الغربة؟ أضافت لي الاختلاط بالآخرين بجانب اكتساب صداقات شعوب أخرى والإلمام بثقافتها وأيضًا إضافة إلى معرفة قيمة وحجم الوطن الحقيقية الذي نهواه على كل حال أو بمعنى أصح لا بديل للوطن مهما كان رغد العيش في الغربة ويكفي أن اسمها غربة. ماذا خصمت منك؟ كما أضافت لي الغربة خصمت مني أيضًا، فالمرء يتوقف عند محطة معينة سواء ان كانت داخل اسوار الوطن أو خارجه المهم ان يعرف المرء ماذا يفعل وأين يقف. موقف مر بك في الغربة وتوقفت عليه؟ الغربة كلها مواقف ولعل أهمها تجلي أبناء الوطن وتعاطفهم وتكاتفهم عندما يكون الوطن في محنة. متى تشعر بالغربة؟ عندما أرى عدم مبالاة أبناء وطني وانكفاءهم على ذواتهم تجاه بعضهم البعض فتلك هي «غربة الأرواح» والإحساس بالمسؤولية سواء أكانت الشخصية أم الوطنية. ماذا تعني لك الغربة؟ الغربة أنواع: هنالك غربة جغرافية وأخرى غربة النفس، الاولى اسبابها ودوافعها معروفة للجميع، والاخرى تلك التي تترك في النفس مرارات. قراءتك للوضع السياسي الراهن للبلاد؟ مما لا شك فيه أن الوطن يمر بمنعطف خطير وحرج، وأعتقد أننا وصلنا الى مرحلة أن يكون هنالك سودان أو لا يكون والاستفتاء في الوقت الراهن أعتقد أنه بالدرجة الاولى يعني صاحب كل ضمير حي ووطنية حقة أن يكون صادقاً مع نفسه في اختيار مستقبل الوطن، وإن كانت هنالك إشراقة أمل فبكل تأكيد هي اتفاقية أديس الآخيرة والتي نأمل أن تفتح كوة على شمس سودان الأمن والاستقرار والتنمية لمصلحة الشعبين، وهذا هو الذي ننشده جميعاً. كيف تنظر للوضع الاقتصادي في البلاد؟ الوضع الاقتصادي بكل تأكيد لا يسر لأسباب معروفة ومعلومة للجميع وما هي الحلول في رأيك؟ أما الحلول فتكمن في التركيز على الزراعة والإنتاج الحيواني واستقطاب مدخرات المغتربين بسياسات اقتصادية جاذبة وتسهيل إجراءات المستثمرين. حدِّثنا عن الجالية السودانية بالطائف؟ الجالية السودانية بالطائف هي نتاج المجتمع السوداني بكل أطيافه ومتناقضاته وآمل في أن تكون كذلك، وذلك من خلال موقعي كرئيس للجالية. وما الدور الذي تلعبه وما الخدمة التي تقدمها للسودانيين؟ تسعى الجالية سعياً حثيثاً لخدمة رعاياها من حيث المرضى والخدمات ذات العلاقة بالقنصلية بجدة والاهتمام بالنشء والجانب الثقافي والاحتفال بالمناسبات القومية والاهتمام بالروابط والفعاليات التي هي قوام الجالية وعضدها ولا ندَّعي الكمال. وماهي ابرز النشاطات التي قامت بها الجالية السودانية بالطائف؟ من ابرز النشاطات التي قامت بها الجالية مؤخرًا الاحتفال بعودة هجليج لحضن الوطن والاحتفاء بخنساء السودان الأستاذة الشاعرة روضة الحاج التي فازت بجائزة سوق عكاظ للشعر. كم عدد أفرادها؟ تضم الجالية السودانية بالطائف حوالى «8000» سوداني تقريباً. كيف ترى ترابط السودانيين بالخارج؟ رغم الهنّات يظل أبناء السودان بخير في تراحمهم وتواددهم، ومن باب رفض التشاؤم السودانيون ولله الحمد بخير في دول اغترابهم.. ما هي الخدمات التي قدمها لكم جهاز المغتربين وما شكل علاقتكم به؟ ليس لنا تواصل مباشر مع جهاز المغتربين على الأقل هنا في جالية الطائف. ونسأل الله لهم التوفيق في تقديم كل ما يحتاج إليه المغترب من خدمات لاسيما وأن الأمين الحالي د. كرار التهامي كان من المغتربين ويعرف تماماً ما هو المطلوب لتقديمه للمغترب. رسالة توجهها للمغتربين؟ أقول لهم ابتعدوا عن التناحر والتناكف واحرقوا الأجندة الماضية الخاصة وتعالوا نهتف جميعاً يحيا الوطن الكبير. ويجب أن يكون كل مغترب سفيراً في حد ذاته وذلك من خلال سلوكه وأمانته وفي كل إرثه التليد سائلاً المولى أن يُنعم على بلادنا بنعمة الأمن والاستقرار. أي إضافة؟ الشكر أجزله لصحيفة «الإنتباهة» الغراء والتي تضطلع بدور وطني كبير ولكل الفريق المحرر بها وأخص العاملين بنافذة مهاجر..