كان الجزار «حسن ابتلاليش» له سطوه في الحله.. عيونو حمره وشراره، وكان بخوف اتخن تخين.. يفرض السعر حسب مزاجه.. ويضبح على كيفو.. وعندو «ناسات».لكن المعلم محدود الدخل «مبروك» راجل فاهم وحسب ثقافتو وطيب المعشر جذب إليه بعضاً من الأغلبية الصامتة في القرية.. وبث عن طريق تلامذته أفكار مقاومة الطغيان والاستبداد وحكم الفرد. وفتح على مواقع قلوب الكثيرين في القرية رجالاً ونساءً أدبيات المقاومة، فكان فيس بوك وتويتر جلسات الجبنة والشاي العصري ناقش بحرية البدائل المتاحة لعلاج الغلاء بالجراحة. قال مبروك لتلاميذه: البلد مليان «لوبه» وهي تحمل نفس عناصر اللحوم يدعمها الفول المدمس ويشد من أزرها العدس والفاصوليا.. ولقد عرف البيت السوداني البسيط كيف يمازج بين أولئك والخضار فنجحت في ثقافتنا الغذائية ملاحات مثل البصارة وعرفنا الملوخية باللوبا وكذلك البامية وارتالاً من الاسلحة المضادة لغلاء الأسعار. وحينما اكتمل ربيع الثورة الغذائية وتمكن أدب المقاومة في المواطنين نظموا صفوفهم واتفقوا أن يقود «مبروك» المعركة.. وكان يذهب أول المشترين ليقف أمام الطاغية «أبتلاليش» ويسأله عن سعر الكيلو من ذلك العجل السمين المعلق. فينفخ ابتلاليش أوداجه وينظر بعين متغطرسة من تحت اهدابه وبعد أن يخرج جر انفاسه يجاوب بسعر كالصاعقة. فيرد عليه مبروك - يا حسن يا أخوي سعرك مبالغ فيه.. خليك معقول.. أربح لكين بالمعقول.. رأيك شنو في السعر الفلاني.. نحن عارفين أسعار البهائم. هنا يقلب ابتلاليش عيونو .. ويرجم «مبروك» بكلمات من طرف سنونو: - أنا رسلت ليك؟.. كان عاجبك اشتري وكان ما عاجبك ما مجبورين عليك!! وحينما تفشل مساعي «مبروك» السلمية يطلق كلمة داوية تسمعها الجماهير المعنية التي لا تبعد عن الجزارة كثيرًا ويقول: - لووووباااااا.. وفي ذلك اليوم تغلي اللوبا على الحلل وفيها يتفنون ويجلس ابتلاليش وحيداً يتغزل في عجله السمين ولا يجد من يشتري منه إلا اشباهه المقربون وهم «قليلون» ويبقى العجل طول يومه.. ويخسر ابتلاليش المعركة تلو المعركة أمام ثورة اللوبا ويكره «ابتلاليش» كلمة لوبا.. حتى إنه اطلق عبارة أن المعلم مبروك كون «لوبي» ضده