تظل مشكلة الري بالمشروعات الزارعية المهدِّد الأول لفشل الموسم الزراعي، ويحتل مشروع الجزيرة القائمة كأول مشروع يعاني من مشكلات الري بصورة دائمة في كل عام، مما يترتب عليه فقدان أغلبية الإنتاج بسبب موت المحصول إن لم يكن فشل الموسم برمته، وفي المقابل تذهب تصريحات ووعود المسؤولين والقائمين بأمر المشروع أدراج الرياح في ظل واقع زراعي يحمل العديد من التحديات في طياته، وتعد الآلية المكونة مؤخرًا لحل مشكلات الري بالمشروع محاولة لإدراك سلبيات الموسم الصيفي الماضي بالرغم من هبة وعطاء الطبيعة الزاخرة بموسم خريفي ناجح لا سيما أنها تأتي عقب زيارات متكرِّرة لوزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي للقطاع الشمالي للمشروع باعتباره أكثر القطاعات تضررًا من العطش والوقوف على حجم الضرر الناتج والسعي لمعرفة الأسباب الرئيسة وراء تكرار المشكلة، ووجه الوزير بضرورة الإسراع في عمليات النظافة لقنوات الري بجانب بعث فريق هندسي لإجراء دراسات عن قرب لمشكلة العطش التي قضت على الموسم الزراعي الماضي لا سيما محصول القطن الذي ضربه العطش بصورة كبيرة ليتراجع إنتاجه إلى أقل من النصف، مما أدى إلى إحجام المزارعين عن زراعته وأدى ذلك إلى تقلص مساحاته. نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان غريق كمبال أكد في تصريح ل (الإنتباهة) ترحيب الاتحاد بأي مجهود يبذل تقود نتائجه إلى حل مشكلة الري بمشروع الجزيرة، وقال إن المشروع يواجه مشكلات كثيرة في الري كل عام مما يتوجب على إدارته إنشاء آلية لحل المشكلة بصورة نهائية وهي آلية كونت ليمتد عملها مستقبلاً. وأرجع أمين العلاقات الخارجية باتحاد مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل جمال دفع الله عدم توفر المياه بكميات كافية إلى عدم التخزين الكافي للمياه بخزان الرصيرص مما يضطر وزارة الكهرباء والسدود لأخذ ما تبقى من المياه لصالح الكهرباء، مشيرًا إلى أن تعلية الخزان ستعود بفوائد كبيرة لجهة توفير مياه لسد نقص الكهرباء، بجانب توفير «33» مليون لتر مكعب عند خزان سنار، لافتًا إلى أن الآلية تهدف إلى تحقيق هذه الأغراض بالتنسيق مع وزارة الري والغابات ووزارة الكهرباء والسدود، وكشف عن تقسيم الآلية إلى وسطى تتكوَّن من إدارة المشروع واتحاد المزارعين ووزارة الري ود مدني، وصغرى من روابط مستخدمي المياه على مستوى الأقسام والاتحادات الفرعية.. وكشف عن سعي الآلية إلى توفير مياه ري كافية للمحاصيل الشتوية البالغ عدد مساحتها «مليون و500 ألف فدان» في الموسم القادم منها «40» ألف فدان قمح.. وأكد بداية الزراعة في أواخر الشهر الجاري.. وعن الاستعدادات للموسم أكد توفير «60» ألف طن سماد بواسطة البنك الزراعي، وتوفير التأمين الزراعي لكل المساحات المستهدفة لضمان تعويض العطش، وقال إن عمليات نظافة الترع من الحشائش والطمي اقترحت تسليم الترع للروابط بجانب توفير الكراكات للنظافة بالتعاون مع القطاع الخاص وشركات الخدمات الزراعية.. منوهًا إلى أن الآلية يرأسها وزير الزراعة الاتحادي ورئيس مجلس الإدارة، وأكد بداية العمل ببداية الموسم الشتوي. وتظل هواجس المزارعين من تلف التقاوي المزروعة لفترات طويلة دون الري التام مما يضاعف تكلفة شراء التقاوي شبحًا يؤرق مضاجعهم كل عام في ظل عدم توفر مياه ري كافية وإحجام عدد من الشركات الخاصة عن تمويل المحاصيل الزراعية.. وتبقى التصريحات التي تتناثر هنا وهناك الأمل الوحيد أن يتم إنزالها أرض الواقع للخروج بموسم زراعي ناجح.