في 14/ يونيو 2012م دشَّن الرئيس أوباما السياسة الأمريكيةالجديدة تجاه أفريقيا. وقد نشرت صحيفة (واشنطن بوست) بتاريخ 14/6/2012م مقالاً بقلم (قريج ويتلوك) الذي كتب من (أوغادوقو) بجمهورية (بوركينا فاسو)، بأن الولاياتالمتحدة تعمل في الوقت الراهن على توسيع عملياتها الإستخباراتية السَّرية في القارة الأفريقية، من خلال شبكة عن القواعد الجوية الصغيرة للتجسس على مخابيء الإرهابيين «الإسلاميين» من أطراف الصحراء الكبرى إلى منطقة الغابات الممتدة على طول خط الإستواء. حيث تنشط في القواعد الِّسريَّة حركة الطائرات بدون طيار، إضافة إلى طائرات استطلاع 12 - PC المزوَّدة بكاميرات حساسة يقوم بتشغيلها (مقاولون إستخباريون) للبحث عن قادة (إرهابيين)، وذلك وفقاً لوثائق وأشخاص مشاركين في المشروع. كما تستخدم في تلك المهام الِّسريَّة طائرات صغيرة مجهَّزة بأنظمة استشعار، لديها القدرة على تصوير مقاطع ڤيديو كبيرة المحتوى. عبر استخدام الطائرات بدون طيار في الأغراض التجسسية والعسكرية، تسعى السياسة الأمريكية في القارة الأفريقية إلى إعادة انتاج تجربتها «الناجحة» في اليمن وأفغانستان والباكستان (منطقة القبائل، وأيضاً أثيوبيا. حيث أنشأت واشنطن قاعدة عسكرية في أثيوبيا للطائرات بدون طيار، لتقوم بمهام عسكرية ضد حركة الشباب المجاهد في الصومال، وغيرهم من حركات المقاومة الوطنية ضد السياسة الأمريكية. شمل النشاط الإستخباري العسكري الأمريكي الجديد في أفريقيا (بتسوانا) والسنغال وتنزانيا. حيث تشرف طواقم الجيش الأمريكي من (الأفريكوم) في تدريب الشباب السنغالي. وذلك في إطار برنامج 12- WA للتدريب المشترك في غرب أفريقيا. والذي يتضمن ضرب النار وعمليات «حفظ السلام» ورفع القدرات الإستخبارية. حيث يشارك في ذلك البرنامج (600) من المارينز و(600) من قوات السنغال وبوركينا فاسو وغينيا وغامبيا وفرنسا. يُشار إلى أن الجيش الأمريكي (الأفريكوم) في 16/8/2012م أنهى مناوراته المشتركة 12 - SA في قاعدة (بيفاتشوا) في (بتسوانا)، إحدى أكبر قواعد أمريكا العسكرية في جنوب القارة الأفريقية. حيث شارك (700) جندي أمريكي من البحرية والدفاع الجويّ. حيث شملت الفعاليات تدريب جنود قوات (حفظ السلام). وقد خاطب الجنرال (حام) ختام الدورة مؤكداً على أهمية برنامج الشراكة العسكرية. تجدر الإشارة إلى أن الجنرال (حام) كان قد ذكر في شهادته أمام اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ في مطلع 2012م، قبل سقوط القذافي، أن ليبيا من أفضل المرشحين لبرنامج الشراكة العسكرية الأمريكية مع دول القارة. حيث يوجد ل (الأفريكوم) حالياً (8) شراكات في كل من بتسوانا، جنوب أفريقيا، نيجيريا، السنغال، غانا، ليبيريا، المغرب، تونس. في سياق النشاط العسكري الأمريكي في الدول الأفريقية، انطلقت في (أروشا- تنزانيا) مناورات-12 EA لمكافحة عنف التطرف «الإسلامي» في شرق أفريقيا. حيث شاركت قوات من الجيش الأمريكي من ولاية (ميسوري) مع قوات عسكرية من سبع دول من شرق أفريقيا. تضمنت مناورات (أروشا) العسكرية برنامج حول (الإرهاب الإسلامي) شارك فيه خبراء من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وجامعة تل أبيب. كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إيقاف الدعم العسكري ل (رواندا) بسبب دعمها للمتمردين في الكونغو. كان الدعم لإقامة أكاديمية تدريب عسكري في رواندا. يشار إلى أن واشنطن حليف استراتيجي ل (رواندا). وقد قررت واشنطن تحويل المبلغ إلى دولة أخرى لم يكشف عنها. في سياق النشاط العسكري والإستخباري الأمريكي في الدول الأفريقية، وفقاً لسياسة الرئيس أوباما واستراتيجية واشنطن، زار (وليم بيرنز) مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ليبيا في 14/7/2012م. حيث بحث مجالات التعاون الثنائي خاصة على الصعيد الأمني، كما أعلن (بيرنز) عن رغبة الولاياتالمتحدة في التعاون مع المسئولين الليبيين الجدد في المجال العسكري. وفي ذات السياق زار وزير الدفاع الأمريكي (ليون بانيتا) في 29/7/2012م تونس ومصر والأردن وإسرائيل. وخلال زيارته تونس دعا (بانيتا) دول المغرب العربي إلى تطوير مجهود إقليمي، لمجابهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المنطقة. كما أعلن (بانتيا) عن استعداد واشنطن لمساعدة الجيش التونسي على تطوير قدراته العملياتية والإستخبارية للتصدّي لتنظيم القاعدة، مؤكداً أن الجيشين الأمريكي والتونسي كان (شريكين منذ مدة طويلة). يشار الى أن الجنرال (كارتر هام) القائد الأعلى ل (الأفريكوم) كشف في 23/4/2012م أن الولاياتالمتحدة قدَّمت لتونس مساعدات عسكرية بقيمة (32) مليون دولار، وذلك منذ أن أطاحت ثورة الربيع العربي بنظام زين العابدين بن عليّ. من جانبها اختتمت وزارة الخارجية الأمريكية في 29/6/2012م فعاليات (برنامج التبادل المهني) الذي شارك فيه (62) من شباب أفريقيا شمال الصحراء في مجال القيادة، وذلك بالتعاون مع مركز (مريديان) الدولي، تحت عنوان (قمة الإبتكار وتوجيه الشراكات وتنمية قدرات رجال الأعمال الشباب لترقية المجتمع المدني في أفريقيا). ذلك الرصد الدقيق المتميِّز للنشاط الأمريكي العسكري والإستخباري في دول القارة، ومتابعة تنفيذ السياسة الأمريكيةالجديدة في أفريقيا، قام به (مركز العلاقات الدولية) السوداني ومقره (قاردن سيتي) بالخرطوم. ذلك الرصد يبرز معركة أمريكا الأممية ضد الإسلاميين في القارة، كما يكشف محاولات واشنطن في شمال القارة لاحتواء ثورات الربيع العربي و (تعميدها) أمريكياً لتصبح سيوف معاركها ضد الإسلاميين. سواءً معاركها القائمة أم القادمة. --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.