شهدت مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان أمس عرضاً عسكرياً شاركت فيه كتائب القوات المسلحة والأمن والشرطة والدفاع الشعبي التي طافت أحياء المدينة وأسواقها إظهاراً للقوة، حيث شمل العرض المدرعات، المدفعية الثقيلة والمدافع الرشاشة، هذا إلى جانب الطائرات المروحية «أبابيل» التي حلقت منذ الصباح الباكر في أجواء المدينة. وقد استقبل المواطنون القوات بالتهليل والتكبير والزغاريد. وفي غضون ذلك عاد الهدوء لمدينة كادوقلي بعد توقف القصف الذي قامت به الحركة الشعبية خلال اليومين الماضيين تزامناً مع ملتقى كادوقلي التشاوري حول قضايا السلام، وكانت قذائف الكاتيوشا قد سقطت على منازل للمواطنين ومدرسة أساس وبعض المواقع الأخرى، مخلفة «8» قتلى و «20» جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. وأكد مولانا أحمد محمد هارون والي الولاية خلال مخاطبته القوات المشاركة في العرض بميدان الحرية، أن الحكومة ماضية في سبيلها تحمل البندقية بيد وتسعى للسلام في ذات الوقت، وقال: «الداير السلام بنتحاور معاه والداير الحرب بنحاربو، والممطورة ما بتخاف من الرشة».مبيناً أن ما قامت به الحركة الشعبية من قصف للمدينة حادث مؤسف، وأن قطاع الشمال أراد إرسال رسالة مفادها «نحن هنا»، ولكن للأسف كانت على أشلاء النساء والأطفال. وأشاد الوالي بصمود المواطنين في وجه القذائف، حيت لم يتزحزحوا قيد أنملة عن مدينتهم رغم صواريخ الجيش الشعبي، حيث واصلوا أنشطتهم العادية بفتح المدارس والسوق حتى منتصف الليل. ومن جانبه أكد اللواء الركن محمد حماد قائد الفرقة «14» مشاة أن القوات المسلحة قادرة على حماية المواطنين، وتواصل معاركها لتلقين التمرد الدروس وتكبيده الهزيمة تلو الأخرى.