زنكلوني يغادر حزب الانتهازيين، ويمهد طريق العودة لحزب السُّكري كان السيد زنكلوني عضواً بحزب «السُّكري الأصل» وظل مقرباً لزعيمه، لكنه قدم استقالته من الحزب عندما تخطاه التعيين في الحكومة«التخينة» فزعل لكونه لعب دوراً كبيراً خلف الكواليس لإقناع كبار مرضى السُّكري بالمشاركة في حكومة «اللسان الطويل» لذلك ذهب السيد زنكلوني مغاضباً وانضم إلى الحزب «الإنتهازي» الذي رحب به أيّما ترحيب.. وفي حفل الاستقبال الذي أُعد له خاطب إخوانه في الحزب الإنتهازي قائلاً: الأخ زعيم الحزب الإنتهازي صاحب الفخامة والإنتهازية العظمى، الإخوة الإنتهازيون، أعضاء الحزب الموقرين إن وجودي معكم الآن ليس غريباً، وأن هذا الحزب هو المكان الطبيعي لي، لأنني إنتهازي بالفطرة السليمة. وإن وجودي في السابق بحزب «السُّكري الأصل» كان خطأ كبيراً وذنباً لا يغتفر لأسباب أسوقها في الآتي: أولاً لأني أنا معافى من مرض السُّكر وكان عصيّا عليَّ أن أعيش وسط المرضى، وكان أشد ما يؤلمني منظرنا في المكتب القيادي ونحن مجتمعين في نهار رمضان نحتسي قارورات المياه ونشرب الشاي الماسخ، وكأننا لا نعرف هذا الشهر العظيم.. ثانياً: كنت أشد إيلاماً من غياب الشورى والديمقراطية، وتقديسنا للزعيم الذي كدنا نؤلهه.. ثالثاً : حاجتي الماسة لممارسة الإنتهازية الحقيقية مع إخوتي الإنتهازيين كان من أكبر الدوافع، لأن قضايا الوطن الشائكة والمعقدة الحالية لا تحل إلا بالإنتهازية السياسية التي تمارسونها في حزبكم الفتيِّ هذا... بعد مرور عدة أشهر لم يحصل السيد زنكلوني على مبتغاه في حزب الإنتهازيين، ولم يعطه زعيم الإنتهازيين الفرصة لممارسة الإنتهازية، حيث احتكروا الشورى والقرارات والإنتهازية نفسها، فوجد نفسه أمام كباتن الإنتهازية وجهابذتها لذلك لم يكن أمامه إلا الاستقالة من حزب الإنتهازيين فجاء خطابه بعد الاستقالة: إن استقالتي من الحزب الإنتهازي كانت مُسببة وذلك لانعدام الديمقراطية وحرية الفرد والجماعة، وضيق مواعين الشورى، وأن حزب السُّكري الأصل سيظل هو أصل كل الأشياء الفرعية وأن زعيمه «أباً» لكل أهل البلاد.. نعم هو أبونا كلنا شئنا أم أبينا، لأنه هو صمام أمان البلاد ووحدتها، ولا أحد ينكر ذلك ثم طفق السيد زنكلوني يهتف بحياة الزعيم: عاش «أبو حاسم» ، عاش «أبو حاسم»، تمهيداً لطريق العودة إلى حزب السُّكري الأصل..