في قناة النيل الأزرق استضافت مقدمة برنامج (بعد الطبع) الذي يتناول ما جاء في الصحف بالتحليل، أولاً أقول لمقدمة هذه المادة إن عليها أن تعمل على استضافة أكثر من شخص كلُّ متخصص في مجال دراسته، يعني لا يُعقل أن تأتي بصحفي متخصص في الإعلام مثلاً ويتحدث عن الاقتصاد وعن الدين ويفتي في مسائل خطيرة تحتاج إلى فتوى أهل الشأن. ثانياً: في هذه الحلقة التي كانت يوم السبت وكان ضيفها الأستاذ محمد لطيف سألته الأستاذة عمّا جاء في ندوة زواج القاصرات فقال الآتي: تقدم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب لزواج السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفض الرسول الطلب وذلك بحجة أنها صغيرة، يا شيخ اتّقِ الله وتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من كذب عليّ متعمِّداً فليتبوا مقعده من النار. ثانياً: قولك إن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة فهذا خاص به صلى الله عليه وسلم، من قال لك إن هذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم واستدلالك بأنه صلى الله عليه وسلم وسلم تزوج بعدد من النساء أكثر من بقية الأمة فهذا الاستدلال باطل وليس هذا مكانه في هذه المسألة، ثالثاً استشهادك بالسيد الصادق المهدي فالصادق ليس من الذين يؤخذ عنهم العلم وكتبه ومحاضراته كلها شاهد على ذلك، الصادق يريد أن يعدل في النصوص القرآنية لتواكب العصر كما في كلامه عن ميراث المرأة وغير ذلك، ويريد أن يكون حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يوافق عقله ولا أقول هواه، فهو يطعن في الأحاديث الصحيحة، وهذا من أكبر الهلاك لأن إنكار حديث واحد ثبتت صحته هو إنكار لكل الدين لأن الدين جاء عن طريق الأحاديث، مثال ذلك الصلاة والحج والزكاة وكل العبادات التي نتعبد بها الله لا تصح إلا عن طريق السنة فالسنة هي المبينة للعبادة ولذلك لا يُشترط للعبد معرفة الحكم من التشريع من الأمر من الله أو الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم: الآية.. وقوله تعالى وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا: والآيات كثيرة ومعلومة لمن أراد أن يتبع ولا يضل ولا يشقى، وأنا هنا أُريد اأن أسوق لك مثلاً من حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري وابن ماجة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت أمرأة منهنَّ جزله ومالنا يارسول الله أكثر أهل النار!! قال: تُكثرن اللعن وتكفرن العشير.. وما رأيت من ناقصان عقل ودين أغلب لذي لب منكنّ، قالت يا رسول الله: وما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا من نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا من نقصان الدين» رواه البخاري وابن ماجة. جاء في شرح هذا الحديث، المراد بنقص العقل، خفته وعدم التصرف السليم وذلك بسبب العاطفة وتقلبها عند المرأة، بخلاف الرجل فإن عقله يغلب عاطفته قال الشاعر «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم هذا من الأحاديث الكثر التي أنكرها الصادق المهدي لأن عقله لم يقبلها وظن أن فيها نقصًا وتحقيرًا للمرأة وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان آخر وصاياه عند الموت قوله أوصيكم بالنساء خيراً. أقول للسيد محمد لطيف إن كنت تريد الحق ومعرفته فعليك بالأخذ من أهل العلم وهنالك النجاة والسلامة، أما زواجه من أمنا عائشة رضي الله عنها فإن الله تعالى كما حفظ كتابه حفظ سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم بأن قبض رجالاً علماء عاملين بعلمهم، في شوال سنة 11 من النبوة تزوج خير البشر بأمنا عائشة الصديقة وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة في شوال في السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنين. 1- سيرة ابن هاشم 2- تلقيح فهوم أهل الاثر ص 10، 3 صحيح البخاري 1/551 وفي الختام نسأله جل وعلا أن يفقهنا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم