وأخيراً اعترف كلٌّ من وزير الداخلية والناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني بما بُحَّ صوتُنا ونحن نحذر منه ونُنذر طوال الأشهر الماضية.. فقد تحدَّث الأول عن ضبط «91» محاولة تهريب سلاح بينما تحدَّث الثاني عن مخطَّط للحركة الشعبية قطاع الشمال لإحداث توترات أمنية بالخرطوم من خلال استغلال خلاياها النائمة لزعزعة الاستقرار. ما لم يكشف عنه وزير الداخلية إبراهيم محمود هو عدد المرات التي نجحت فيها الحركة الشعبية في تهريب أسلحة وأجزم أنَّ ما تسرَّب وهُرِّب وأُخفي في انتظار لحظة الصفر يبلغ عشرات المرات أكثر مما تم ضبطُه من سلاح. كنّا نتحدَّث عن أن كل الأسلحة التي ضُبطت كانت قادمة من جنوب كردفان الأمر الذي يتسق مع حديث بدر الدين أحمد إبراهيم عن الخلايا النائمة التي يتم تهريب السلاح إليها لإحداث الاضطرابات الأمنية التي كشف الرجل أن الحركة تسعى لإحداثها. دعوني أحدِّثكم عن نماذج من الاضطرابات والتوترات الأمنية التي تخطِّط الحركة لإحداثها من خلال الاستشهاد بحديث وزير الداخلية أمام البرلمان فقد كشف الوزير أن الحركة الشعبية قامت بتصفية (344) فرداً من المؤتمر الوطني أو من العناصر المناوئة لها!! بالله عليكم أليس ذلك أمراً محزناً بحق؟! تصفيات جسدية مستمرَّة كان آخر ما سمعنا به منها ما جرى للشهيد بلندية وصحبه وما جرى للشهيد مكي بلايل وصحبه من شهداء طائرة تلودي.. أُصرُّ على أن أقول ذلك لأني سمعتُ عن أن الحركة هي التي أسقطت الطائرة من مصادر موثوقة من أبناء جنوب كردفان. هل فهمتم طبيعة المخطَّط الذي تعمل الحركة على إنفاذه في الخرطوم من خلال خلاياها النائمة التي لم يتحدَّث عنها هذه المرَّة الطيب مصطفى ولا إسحق فضل الله ولا الرزيقي إنما كشف عنها الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني بدر الدين أحمد إبراهيم؟! إنها خلايا نائمة تخطِّط لترويع الخرطوم وإحراقها وتقتيل قيادات البلاد وستكون أحداث توريت والإثنين الأسود مجرد نزهة مقارنة بما يمكن أن تغرق فيه الخرطوم. الخلايا النائمة ستفعل في الخرطوم ما فعلته في جنوب كردفان التي فقدت (344) من قيادييها وبالرغم من ذلك يستهين مفاوضونا بل يستهين برلمانُنا بالأمر ويمكِّنون الحركة الشعبية من إنفاذ مخطَّطها ويمنحون خلاياها النائمة الحريات الأربع لكي يُقيموا هنا ويعملوا ويتحركوا كيفما شاءوا ويمتلكوا ما شاءوا! بربِّكم كيف يصمد الشرطي الذي يتقاضى مائتين وستين جنيهاً في الشهر أمام إغراء المال الذي يمكن أن يُبذل في سبيل تمرير وتهريب السلاح؟! هل تعلمون قرائي أن الفريق شرطة يتقاضى أقل من ألف جنيه في الشهر حسبما أورد وزير الداخلية؟! هل تصدِّقون أن طلبات الاستقالة من ضباط الشرطة في تزايد مستمر بعد أن أصبحت المهنة طاردة؟! هذا ما قاله وزير الداخلية فبالله عليكم مَن هو ذلك العبقري الذي تسلَّل من الحركة الشعبية في أحشاء مراكز القرار لكي يُيسر إدخال السلاح إلى الخرطوم من خلال كسر إرادة الشرطي العاجز عن توفير ما يسدُّ رمقَه ناهيك عن أن يطمع في بناء أسرة؟! وبالرغم من ذلك يتحدَّث البعضُ عن فساد بين بعض أفراد الشرطة الذين لا أجد أولى منهم ببيت الشعر: ألقاه في اليمّ مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتلّ بالماء أود أن أنصح للدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم بأنه إن أراد أن يُكافح الجريمة ويُصلح شأن حركة المرور ويُؤمِّن ولايته من السلاح والخلايا النائمة أن يُخرج العاملين في الشرطة من هياكل ونُظُم خدمة وزارة الداخلية (الاتحادية) ويضمَّهم إلى الولاية ويؤمِّنهم في معاشهم حتى يتمكَّنوا من تأمين العاصمة. ونحن نتحدَّث عن الخلايا النائمة وتهريب السلاح ومُخطَّط التخريب والاضطراب السياسي يحقُّ لنا أن نُعيد الحديث حول الحريات الأربع فقد قال مطرف صديق سفير السودان في جوبا في حواره مع أحمد البلال الطيب وهو يتحدَّث عن الحريات الأربع إن السياسي الحصيف يتعامل مع هذه القضية تعاملاً إستراتيجياً بعيداً عمّا سمّاه بالتعامل العاطفي!! بالله عليكم أيهما يتعامل بالعاطفة؟! الذي يتحسَّب للمخططات التي أثبتها وزير الداخلية والمتحدِّث باسم المؤتمر الوطني من واقع الاغتيالات والتخريب والحرب التي أُشعلت في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتهريب السلاح إلى الخرطوم والخلايا النائمة التي حذَّر منها الرجلان أم ذلك الذي يتحدَّث عن أحلام وردية في خياله هو وليست واقعاً على الأرض؟! لقد أحسن أحمد البلال وهو يحاصر سفير جوبا في الخرطوم بسؤاله عن احتفاظ الحركة الشعبية في اسمها بعبارة (تحرير السودان) وحار الرجل جواباً ثم قال إنهم قد يُغيِّرون الاسم في المؤتمر القادم للحركة!! أذكر أن كمال عبيد قال في رده على هذه النقطة إن بعثة الأممالمتحدة في السودان غيَّرت اسمها بعد الانفصال من (UNIMIS) إلى (UNMISS) أي إلى بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان وبالطبع لم يستغرق ذلك منها يوماً واحداً!! أما حديث مطرف العاطفي عن تحويل حزام الحدود إلى منطقة تقارب بدلاً من أن تكون حزاماً للحرب فهو كذلك حديث ينضح بالعاطفة التي لطالما جرَّبنا علقمها المُر حرباً امتدَّت لأكثر من نصف قرن من الزمان. د. مطرّف صديق يعلم أن أمريكا تمنح من يطلبون تأشيرة لزيارة مقر الأممالمتحدة في نيويورك حرية التجوُّل داخل دائرة نصف قطرها 52 كيلومتراً وقد جرَّبتُ ذلك بنفسي لكن مفاوضينا الحُنان لا يفهمون هذا المنطق بل يتمنَّون منح الجنوب أربعين حرية!! --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. --- الأخ الطيب مصطفي بعد التحية اليوم الخميس 18/ 10 / 2012 قرأت في صحيفة الإنتباهة الخبر التالي : (روع متشردون من الجنوبيين المتسوقين بسوق أم درمان في الأيام الماضية، حيث قاموا بعمليات سلب ونهب وقطع الطريق مما أفزع المواطنين، وشكا عدد من التجار بالسوق ل «الإنتباهة» من إنفلات الحالة الأمنية بالسوق من خلال عمليات السلب والنهب. وقال التاجر عبيد محمد عبيد إن هذا الأمر أثر سلباً في تجارتهم نتيجة لتخوف الزبائن. ومن ناحية قال التاجر الهادي بابكر إنهم تضرروا كثيراً من أولئك المخربين من خلال عمليات السلب والنهب والممارسات غير الأخلاقية، مؤكداً أن معظمهم من الجنوبيين. ) و الله هذا شئي يخجل أين رجال الأمن ؟ بل أين ناس سوق أمدرمان مافي راجل في السوق ؟ الجنوبيون الأجانب يرعون ناس البلد ؟ و الله هذا شئي يحير ؟ وو الله أنا لاحظت في إجازتي خلال رمضان العمال الجنوبين أخذوا من صاحب يقالة في حينا ( أركويت ) طلبات الفطور الساعة التاسعة صباحاً و لم يدفعوا له ولا جنيه واحد ؟ بل بالرجالة و إذا قال أي حاجة معاهم سواطير مما دفع هذا الرجل أن يغلق بقالته . لماذا نخاف من الجتوبين ونحن في بلدنا ؟ ألم يشاهد رجال الأمن هذه الممارسات ؟ هل الشماليون في الجنوب يمارسون نفس هذا السلوك ؟ لا والله بل تصادر محلاتهم و أحياناً يقتلون . الأخ الطيب هذه الممارسات قبل تنفيذ بند الحريات الأربعة فما ذا يكون عندما يطبق هذا البند ؟ الله بستر و نعيش ونشوف .؟؟؟؟؟ مبارك الشيخ