التقت نافذة مهاجر بالمملكة العربية السعودية بالدكتور بهاء الدين الوالي عبد الرحيم احد الكوادر السودانية المؤهلة، حاصل على دكتوراه فى البيئة وادارة الموارد المائية من جامعة الملايا بماليزيا وهو مساعد تدريس بالجامعات السعودية، فرضت عليه الغربة نفسها فاتجه الى الاغتراب عام 1999م وعمل ايضًا بالجامعات الماليزية منذ ان كان طالبًا بالماجستير، وفتحت له الغربة ذراعيها واستقبلته بصدر رحب وكان يتمنى ان يكون هذا الترحاب من وطنه ليستفيد من خبرته وينهل من علمه ويتطور ابناؤه ولكنه لم يجد هذه الفرصة ليبث مشروعاته وابحاثه والتي لو وجدها لعاد لأرض الوطن.. كان لنا معه هذا الحوار بأبعاده المختلفة فأفادنا بقوله: حوار: وجدان خضر متى كانت هجرتك؟ كانت بداية هجرتي للدراسة والعمل بماليزيا ومن ثم سافرت الى المملكة العربية السعودية لأعمل في وظيفة مساعد تدريس بالجامعات السعودية.. ماذا عن أسباب هجرتك؟ دون شك ان عدم توفر فرص العمل سواء كان هناك مؤهل ام لا هي من اقوى الأسباب، حاولت ان اعمل فى السودان بعد التخرج وكانت هناك وظائف فى وزارة الطاقة ودخلنا المعاينة ونجحنا 23 شخصًا ولكن لم يتم الاتصال بى لتوظيفي لماذا لا أعرف؟ لماذا اتجهت للغربة وانت كادر علمى مؤهل والوطن بحاجة لك؟ السبب الرئيس هو عدم الوعي بالحاجة للبحث العلمي وبالتالي ينظر للبحث العلمي على انه ترف ومن هنا ينبع الزهد في تمويل البحوث من الجهات ذات الصلة بالبحث العلمي في السودان وهذا اضافة الى طموح الباحثين الى اجراء ابحاث علمية رصينة حيثما توفرت المعينات والظروف الملائمة وهذا لا ينفى ان هناك جهات مثل المختبر المركزي لابحاث العلوم والبيئة والتربة التابع لوزارة السدود التي تهتم بالبحث العلمى ولديهم معامل مجهزة باحدث المعدات ولكن ينقصهم التمويل المادى والكادر اللازم لاجراء بحوث علمية في كل المجالات المتعلقة بدراسة التربة والمياه وايضًا وزارة النفط لديها قسم يعنى بأبحاث المياه والبيئة والنفط. العودة للوطن حلم كل مغترب هل يراودك؟ ان وجدت الفرصة فى الوطن ساعود حتمًا، اود العودة لأفيد بلدي واثناء زيارتي الاخيرة قمت بزيارة للمختبر المركزي لابحاث العلوم والبيئة والتربة والتقيت بالباشمهندس سوسن سليمان عبد القادر مديرة المعمل حيث تقدمت لها باقتراح لتقييم ومعالجة الاثار البيئية المرتبة عن التخلص الغير آمن للنفايات على التربة والمياه حول نطاق مكب النفايات بولاية الخرطوم وذلك فى يوليو 2011م، والآن فى انتظار تمويل المشروع، كذلك لديَّ عدة مقترحات لدراسة عدد من المشكلات البيئية المتعلقة بالمياه والتربة فى السودان احاول معالجتها عن طريق النمذجة الرقمية للمياه الجوفية التى تتيح امكانية اجراء عدة تنبؤات علمية وسيناريوهات مستقبلية مختلفة تساعد التنفيذيين او صنّاع القرار فى اتخاذ القرار السليم وعلى العموم آمل ان تسنح لى الفرصة لتطبيقها قريبًا. كيف تصف علاقتكم بالسفارة السودانية؟ لا اعرفها الا كل عامين فقط!! مدى تفاعل نشاطات الجاليات؟ طبيعة عملي دقيقة لذلك لا الحظ لها اي نشاطات.. تأثير الغربة على الاهل والاسرة والاصدقاء؟ انا اعتقد اني قد افدت اسرتى مليون مرة اكثر من وجودي معهم وبالنسبة لاصدقائي فما زالت علاقتي بهم قوية جدًا واتواصل معهم باستمرار.. الضرائب التي تدفعونها هل تجدون لها مقابلاً؟ لا يهم كم ندفع من الضرائب ولكننا لا نجد خدمات ملموسة مقابلها، فالمغترب السوداني فى السودان يُعامل كالبقرة الحلوب من غير علف يؤخذ منه ولا يُعطى اي خدمات تحت مظلة جهاز المغتربين.. ما هي النصيحة التي توجهها لمن يريد الاغتراب؟ اوصيه ان يضع الهدف الذي اغترب من اجله امامه وان يكون مؤهلاً ومُلمًا بعدد من اللغات حتى يستطيع ان يتأقلم ويعمل بعدة وظائف جيدة.. ما هي التجربة التى خرجت بها من الغربة؟ اهم ما خرجت به من الغربة هو اكتسابي لعدة خبرات علمية واكاديمية بالاضافة لمساعدة اسرتي ماديًا بالطبع.. كلمة أخيرة؟ اشكرك واشكر صحيفة «الإنتباهة» وآمل ان تُتاح لي الفرصة لكي افيد بلدي بخبراتي وعلمي..