تقرير: علي الصادق البصير -تصوير: متوكل البجاوي من سوء الأحوال «الإخبارية» أن جلَّ ما يتعلق بالطيران المدني في الأيام الفائتة بات يرسخ في الأذهان مصحوباً بحوادث الطائرات التي يتم تحميل الطيران المدني وزرها حتى الطائرات العسكرية التي احتضنتها الأرض أو النهر من لدن طائرة المشير الزبير والشهيد إبراهيم شمس الدين حتى طائرة غربي أم درمان الأخيرة رغم أنه لا علاقة له بتلك الطائرات. ولعل واقعاً جديداً ينتظر الطيران المدني بعد إعلان إطلاق سلطة الطيران المدني بالسودان، وقد جاء على لسان الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع أمام حشد ضخم احتضنته قاعة الصداقة أمس: «اليوم نختم مشوار أكثر من «75» عاماً على تأسيس الطيران المدني بإنجاز الفصل الذي تم بجهد الرجال والذي هو ليس برنامج فصل بل هو تحوُّل ضخم ظللنا ننشده».. وفصل الكيان الرقابي عن التشغيلي له دواعيه فنسبة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مجال الطيران ومواءمة للبيئة العالمية والإقليمية برزت الحاجة لإعادة هيكلة الطيران المدني وذلك وفقاً لمطلوبات المنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو». مطار الخرطوم ولعل مطار الخرطوم بوصفه شيخ مطارات السودان يشكل ضلعاً أساسياً في عملية الإطلاق المرتقبة لذلك توجهنا وكاميرا المصور متوكل البجاوي ظلت ترصد كل صغيرة وكبيرة ولا نمانع في رفقتكم معنا صوب مطار الخرطوم: في البوابة الخارجية تم إيقاف مركبة الصحيفة عند المدخل الرئيس بحجة أن مركبتنا أمجاد، لم نكترث للأمر كثيراً قد نجد الإجابة لاحقاً.. على العموم دخلنا وبهدوء وعند صالة السفريات الخارجية أول ما لحظناه ورغم السفريات المتلاحقة فإنه لا يوجد تكدس وزحام و«درداقات» ولاحظنا أن الأرضيات وكأنها فرغت من عمليات صيانة حديثاً. المطار بالداخل تمت عمليات تأهيل كبيرة لصالات القدوم والمغادرة وهذا جهد لا يعرفه إلا المترددون عليها باستمرار وصادف وجودنا ومن داخل صالة المغادرة بعض المسافرين وقالوا بالإجماع إنها المرة الأولى التي يشعرون فيها بجهد مبذول وتمنوا أن يستمر. حفر بمسارات الطائرات خرجنا على فناء المطار الفسيح ووجدنا كابتن طيران فضّل حجب اسمه وقال إنهم كانوا يعانون من عثرات في المهابط نتيجة بعض الحفر في مسارات الطائرات وقال إنه يتم ترقيعها من حين لآخر، وقال إن موقع المطار وسط البنايات العالية قد يشكل خطرًا على السلامة الجوية، وأضاف أن المطار كان يعاني من ضعف الإنارة، وفيما يتعلق بحفر المسارات قال: يعتقد أن هناك مياهاً سطحية بأرضية المطار. حظر الأمجاد بالمطار توجهنا بما نحمل من تساؤلات ومشاهدات للأستاذ صلاح سلام مهنا المدير العام بمطار الخرطوم وسألناه عن أمر توقيف المركبة الأمجاد فقال: إن أهم ما يقوم عليه عمل الإدارة هو الانضباط والأمجاد تم إيقافها بقرار بعد أن اتضحت لنا جملة من الإشكالات الإمنية إضافة لسلوك بعض أصحابها اللا حضاري. ترقيع المطار قلنا للمدير العام إننا شعرنا بأن عمل التنمية والتأهيل الذي تم بالمطار يشبه إلى حد كبير عمليات ترقيع هنا وهناك، فامتداد الصالات وفتح أبواب ومنافذ يتطلب أن يكون المقر دائماً ونعلم أن المطار الجديد يحتاج للكثير فلماذا تركزون على موقع هو في الأصل سيرحل؟ فقال إن عمليات التطوير والتأهيل تأتي في إطار توفير السلامة والأمن وخدمة الركاب، لحين اكتمال أعمال المطار الجديد فإننا لن نسمح بالعمل في بيئة تنتقص لاشتراطات السلامة ولا بد لنا من مواكبة هذا التطور وليس أمامنا إلا العمل بهذه الطريقة ليستوعب هذا الكم من الطيران. وردا على سؤال حول الكيفية التي تتم بها هذه العمليات قال: إنها تمت برؤية فنية خالصة وتحت استشاري من جامعة الخرطوم ومتابعة السيد مدير الصيانة بمطار الخرطوم وهي رؤية إستراتيجية ونتعشم أن يكون مطار الخرطوم من أميز المطارات في إفريقيا والمنطقة العربية. الدقيق المحكم واصل مدير المطار رده وقال إن عمليات تدقيق تمت للمطار وكانت من قبل لجنة التدقيق التابعة لمنظمة عالمية ومنحت مطار الخرطوم تقدير جيد جداً وذلك بعد أن قمنا بتكملة الأسوار الداخلية والخارجية وتقليل المداخل ووضع الضوابط للدخول والخروج ووضع الدوريات وقد تم شراء وتأهيل سيور جديدة للعفش وإيجاد عدد كافٍ من منافذ الإجراءات حتى لا يحدث تكدُّس وتأخير للحجاج والمعتمرين والمسافرين كما راعينا السعة الاستيعابية الكبيرة للطائرات وحضر فريق من مكون من أربعة خبراء من المنظمة العالمية وحسب البروتكول الموضوع منهم اجتزنا البرتكول بحمد الله. شركة مطار الخرطوم لاحظنا على مدخل مكتب مدير المطار لافتة مكتوباً عليها شركة مطار الخرطوم وكان تعليق المدير عليها أنها خطوة ابتدائية تمت بتسجيل الشركة وقال:«لكنها لم تطلق عملها ولم تعلن رسمياً ولم يعلن مدير المطار ولا مجلس الإدارة وهذا تسجيل مبدئي» وحول إطلاق السلطة يرى مدير المطار أنها تعطي مطلق الحرية في اتخاذ القرار المالي والإداري بعيداً من القيد الحكومي وتحت إشراف مجلس إدارة. وحول ما تررد عن خبر النسر الذي أسقط الطائرة أجاب المهنا بالنفي، وقال أولاً هذا الخبر عارٍ تماماً من الصحة ولم تدوِّن سجلاتنا هذه الواقعة وأضيف أن إدارة المطار تقوم بحملات مستمرة لإبادة النسور كما أن الطائرة التي تم تصويرها بالصفحة الأولى لم تك من طراز أنتنوف وإنما طائرة تتبع لشركة أخرى ونأمل أن يتم هذا التوضيح.