.. وأمبيكي يقدم تقريره غداً لمجلس الأمن.. .. والصراخ سوف ينطلق لأن الخرطوم سوف (تفاجأ) بالتقرير. وديسمبر القادم ينطلق التمرد الجديد الذي قطع إعداده شوطاً واسعاً. .. وفي الخرطوم الخميس نهاية الأسبوع هذا السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق = وصانع ماليزيا = يحاضر في قاعة الصداقة. .. والمحاضرة هذه = ولعلها لا تقول كلمة عن التجربة السودانية = تقدم صورة كاملة لما يجري في السودان.. (من.. يصنع ماذا.. ولماذا). والأسبوع الماضي نحدث أن المفاوضات تقاتل العالم كله. .. وماليزيا = أحد/ نمور آسيا ونهضتها المشهورة.. والتي تتلقى ضربة مشهورة/ هي الإجابة. فالنمور الآسيوية (سبع دول آسيوية تنهض بقوة قبل عشرين سنة).. كانت تسقط في نصف ساعة.. هي والست الأخريات. وما حدث هو أن (سورس) أغنى رجل في العالم.. وحين لا تطيع ماليزيا تعليماته.. يفعل شيئاً. الرجل يشتري معظم العملة الآسيوية للدول السبع هذه، ثم يسكبها في السوق بنصف سعرها، وكل شيء يسقط على وجهه. .. العالم هذا هو ما يواجهه السودان وأمبيكي هو المغني.. وكورس ضخم من خلفه. لكن.. الصمود الڤيتنامي يرسم المواجهة الأعظم. (2) .. وأول ديسمبر القادم يعلن تمرد فصيل جديد يجري تكوينه الآن بحيث ينشق جزء من مجموعة سيسي (جزء .. لأن المجموعة هذه تريد الاحتفاظ بالكراسي هنا.. والغابة من هناك).. وغابة سرقيلا ومناطق شرق نيالا تشهد المعسكرات و.. .. لكن الهدم الأعظم يقوده تمرد الخرطوم. وتمرد الخرطوم يقوده وزير المالية.. ومدير الطيران. (3) .. (والأمن مستتب).. جملة الأربعينات في كل تقرير والتي كانت تبدو بلهاء، يتبين الآن أنها كانت ذكية تعرف ما هي الدولة. ... وسوق أم درمان في الأربعينات كان فيه شيخ الصاغة.. أنيقاً في دكانه يدير عالم الذهب. .. ومثله شيخ زريبة العيش وشيخ الجزارين و... وشيخ الحرامية كان هناك.. أنيقاً جالساً في وقار.. وهو الشخصية الأعظم هناك. . . وزواره الذين يرشفون القهوة في وقار هم ضباط الشرطة وضابط المديرية و.. .. الجلوس يرسلون (المقطع).. والحديث السهل .. لكن عيونهم تترصد كلمات صغيرة جداً.. مهمة جداً. .. وشيخ الحرامية .. وبضحكة صغيرة.. يقول وكأنه يخاطب الهواء : الله يجازيك يا عباس! .. وضباط الشرطة يعرفون أن سرقة الأمس كان صاحبها هو عباس. .. ومدير المديرية الإنجليزي في مكتبه يستقبل مدير الشرطة وملفات التقرير الاقتصادي والأمني.. والسياسي و.. .. التقارير الصغيرة اليومية هذه كانت هي ما يقول إن (الأمن مستتب). والدولة اليوم = كل الدولة = لا تستطيع أن تقول إن الأمن مستتب. .. ووزير الداخلية يحدث المجلس الوطني عن سيل من ضباط وجنود الشرطة يتركون الخدمة.. فالمرتب ضعيف .. وسيل من الأطباء والمهندسين وغيرهم ينسكبون للخارج لأن المرتب ضعيف. .. والجريمة والمخدرات والأيدز والإنحراف.. لأن المرتب ضعيف. .. ونحدث هنا أول هذا العام عن مرتب مدير الجامعة الذي هو ثلاثة آلاف .. بينما مرتبات بعض الجهات تبلغ ثلاثمائة ألف.. .. ولا ننزلق للحديث المؤلم عن الطيران .. لكن السياق يأتي بخبير أجنبي «لا يحمل شهادات» هو من يدير الطيران في السودان.. ومكافآته الشهرية تقارب نصف مليون.. شهرياً.. ومثله ومثله. وشركات تتلقى الملايين وعقوداً هي نوع من التدمير الملياري المنظم. بينما مرضى الكُلى يقطعون الطريق في مظاهرة أمس لأن المستشفى لا يجد الماء.. الماء!! (4) .. وحين يقدم وزير المالية مبرراً وحيداً لما يجري. وحين يقدم مدير الطيران مبرراً .. فإن...... .. لا شيء. فنحن الأسبوع الماضي نسقط على تحقيق دقيق في جرائم مليارية .. ونبتهج. ونكتب أن الطبيب يرفع المشرط. لنفاجأ بالدولة تعالج الأمر بأسلوب عبد الحليم حافظ وعبد الحليم يغني : «الطبيب شافني بكى.. بدموع عينيه» الدولة تكتب الآن روشتة مماثلة. وتعالج.. وتعالج بالدموع. تمرد.. وسورس وألف سورس أشياء لا تهدد الدولة.. الدولة ما يهددها هو روشتة عبد الحليم هذه. وأسلوب فيتنام ينجح في مواجهة العالم. فيتنام كانت تصرف روشتةً واحدةً نجحت تماماً في تنظيف المجتمع.. ودون سجون. الروشتة الفيتنامية كانت رصاصةً في رأس اللص. الخطر الآن على الدولة.. يأتي من الدولة!! --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.