في الأيام الأولى من عيد الفطر المبارك يكثر حضور المرضى للحوادث خاصة الذين يشكون من الإصابة بالإسهالات إضافة لمرضى السكري ومرضى المصران والأمعاء وكلٌّ تحدث الإصابة له بسبب يختلف عن الآخر ولكن يتحد الجميع في شكل واحد هو الإسراف في المأكولات والمشروبات فالأغلبية العظمى يُقبلون على لحوم الأضحية بنهم عالٍ «يجب أن نعوض أكل العام كله الليلة» فيأكلون اللحوم بشراهة ويصابون بأمراض عده على رأسها سوء الهضم والإسهالات، هذا بالنسبة للإصابة في اليوم الأول ويتبعها إصابات أُخر مستقبلية بسبب خطأ وراثي: «أكلنا للحوم النيئة» التي تتسبب في أضرار صحية خطيرة بعضها ينتقل من الحيوان للإنسان والآخر بسبب أكل اللحوم غير المطهية لذا كان لا بد لنا من تمليك القارئ الكريم الكيفية المثلى لأكل لحوم الأضحية حتى لايصاب بمكروه في العيد ومستقبل وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع».. حول الأكل الأمثل للحوم الأضحية حاورنا د. عبد المحسن أبو العلاء استشاري الباطنية والسكري وخرجنا بهذه الحصيلة: حوار: رباب حسن من الملاحظ أن الذابح ينفخ الخروف بعد ذبحه بفمه وأيضًا ينفخ الرئتين فهل ينقل ذلك الأمراض؟ النفخ من الناحية الصحية يجب على القائم بالذبح نظافة يديه أولاً قبل البدء في الذبح ثم غسلهما بعد ذلك وغسلهما بعد الفراغ من كل مرحلة والثانية بوضع إناء ماء وصابون بجانب الذابح فمثلاً غسلهما بعد الذبح وغسلهما بعد النفخ وهنا الغسل مهم جدًا لأن جلد الخروف يحتوي على جراثيم يمكن أن تنتقل مع الأيدي إلى بقيه اللحم. وعملية نفخ الرئتين هي جزء من عملية الذبح وفي العالم الخارجي يستخدم لنفخ الجلد أجهزة ليُفصل بها الجلد عن الجسم ولكننا في السودان نستخدم الفم لنفخ الجلد وأيضًا الرئتين لكن فقط على الذابح نظافة فمه ما أمكن للوقاية من نقل الجراثيم التي كانت بالشعر خاصة وأن جزءًا من الرئتين يؤكل بدون طهي يكثر في موسم عيد الأضحى الذباب.. فما السبب؟ عند القيام بالذبح يجب وضع بقايا الذبح من أرجل الخروف وبقايا الأحشاء والدم في حفرة ودفنها بعد ذلك حتى لا يتجمع الذباب والبكتيريا أو تبعثرها الحيوانات الأخرى «الكلاب» خاصة أن هنالك بعض الأسر لا يأكلون الأحشاء ويرمون بها في العراء لأنها جاذبة للذباب الذي ينقل للإنسان أمراضًا عديدة. هل صحيح أن أكل اللحوم النيئة يسبب مضار صحية؟ أكل اللحوم النيئة خطأ جسيم لأنها تحتوي على الجراثيم والأمراض التي تقتل بالطهي ولأننا لا نعرض المزبوح «الخروف» للكشف الطبي بواسة أهل الصحة «البياطرة» فهذه اللحوم النيئة تؤذي المعدة والأمعاء والمصران وتؤدي لنقل أمراض من الحيوان إلى الإنسان مثل الحميات رغم عدم الجزم بأن هذا الحيوان مصاب بكذا لكن يمكن أن نقي أنفسنا بطهيها قبل أكلها لو لاحظنا أن نصف السودانيين يشكون من الإصابة بالتهاب المصران والسبب يعود إلى الإكثار من أكل اللحوم النيئة المغمورة بالتوابل من شطوط وفلفل وخلافه من المواد التي تؤذي المعدة والمصران وماذا عن أكل اللحوم المشوية المكدسة بالشحوم؟ كمية الدهون في اللحم المشوية تطفو أعلى المعدة وتحدث إشاكلات عدة بالجسم مثل زيادة الحموضة في المعدة وزيادة نسبة الكلسترول بالدم وأيضًا تُحدث «الطمام». يتناقل البعض صحة أكل الكبدة ويقول بعضهم إنها مفيدة فما الحقيقة؟ الكبدة هي المصفات الدم من البكتريا والجراثيم وهي أيضًا حافظ للدم لذا فأكلها نيئة وغير معرضة للنار يعتبر خطأً كبيرًا يسبب اتنقال البكتيريا والديدان مثل الإصابة بديدان «فليوقيا» وإن لم يستطيع الإنسان مقاومتها وكان لابد من أكلها نيئة فيتحقق من سلامته. درج الكثير على أكل الآتي أو وضعه على المرارة أو الشطة ليساعد في الهضم فمارأيكم؟ الآتي هو عبارة عن العصارة الصفراوية وتساعد الحيوان في هضم الطعام ولكنها للإنسان مضرة جدًا لاحتوائها على كمية كبيرة من الأحماض التي تؤذي المعدة وتزيد من الحوامض وتُحدث التهاب المعدة لأنها مادة حارقة أم فتفت ما هي وهل هي مؤذية؟ ام فتفت هي الجزء الخلفي من المعدة والأمعاء والكبد والفشفاش «الرئة» أكل المعدة نيئة يتعب المعدة أكثر من أكل الأشياء الأخرى حيث تحتاج المعدة لقوة كبيرة «حديدية» لهضمها لذا تحدث سوء هضم يوجد في بعض الأحيان ديدان بالمصران وبعض أجزاء العدة «أم فتفت» فهل يسبب أكلها ضررًا؟ المصران إذا وجد به أي نوع من الديدان قلَّ أو كثر يجب استبعاده تمامًا ولا يستعمل بأي شكل كان لأنه يحمل بكتريا ضارة تنتقل بسرعة للإنسان من الحيوان كما أن هنالك بعض الذين يحدث لهم حساسية جلدية فيجعلهم يهرشون «يحكون» أجسامهم من أكل المصران وهو محتوٍ على الديدان وأيضًا تسبب الحساسية الإكثار من أكل الشطوط والتوابل والدكوة. هنالك من يأكلون اللحوم المشوية مع العسل أو البلح بقصد أنها تساعد في الهضم فهل هذا صحيح؟ إذا كان المتناول هو عسل نحل أصلي فيعتقد أنه قاتل للميكروبات والجراثيم أما أكل البلح فهو يساعد على الهضم ولكن بالنسبة لاصحاب السكري فهو يرفع من نسبة السكر كما ان الاكثار من اكل اللحوم والبلح يضر مصابى المصران وارتفاع الضغط مصابين بزيادة فى ارتفاع الضغط يتناول الكثيرون الشاي بعد الفراغ من الاكل بقصد الهضم؟ الشاي يعتبر من المواد التى تزيد من الحوامض بالمعدة فالمواد الحديدية الموجودة في اللحمة لا يمتصها الجسم لزيادة الاحماض بالمعدة. هنالك الكثير مِن مَن يصنعون المشروبات المساعدة على الهضم مثل الشربوت فهل من خطأ؟ شرب المشروبات مثل الشربوت يساعد على الهضم لكنه يزيد من نسبة السكر في الجسم خاصة بالنسبة لمصابى السكرى وايضًا يلحق اضرارًا بمصابى المعدة والمصران والامعاء لاحتوائه على بهارات كثيرة ونسبة لارتفاع نسبة الفركتوز بكميات كبيرة به كما أن هنالك البعض الذين يضعون عليه السكر يحدث ارتفاعًا في السكر لديهم. الاسراف في الأكل خاصة يوم العيد؟ دائمًا نقول ان الاكل بكميات كبيرة مضر جدًا وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، فقد تعود الناس على ملء بطونهم باللحم خاصة فى اليوم الاول لعيد الاضحى ويقول الكثيرون انه يوم بسنة فياكلون بمقدار اكل السنة كلها والمعروف ان الانسان يستطيع الاكل بكميات كبيرة دون ان يتوقف بخلاف غيره من المخلوقات فيمكنه ان يأكل اشياء حامضة بكميات كبيرة ثم يأكل اشياء محلية ويستمر فى الاكل دون توقف. هل تمثل الأيام الأولى من عيد الأضحى أي نسب للاصابة بالأمراض وماهي؟ الأيام الأوائل من عيد الاضحى يأتي الكثير من المرض وهم يشكون من الاصابة بالاسهالات ويمثلون اكبر نسبة من الاصابة بها ويحضر كذلك مرضى المصران والامعاء اما مرضى السكرى والقاوت فهؤلاء يأتون فى اليوم الثانى ولكننا نرجح ازدياد نسبة الاصابة الاسهالات للاكثار من اكل اللحوم النيئة والشطوط والبهارات عمومًا هذا إضافة الى اكل اللحوم المشوية المشبعة بالدهون ارشاد يجب على الجميع عدم الاسراف فى الاكل والابتعاد عن اكل اللحوم النيئة ومراعاة النظافة ومنع توالد الذباب بدفن بقايا الذبيح ومخلفاته حتى لا تسبب اضارًا للمارة لاسيما اطفالنا الصغار الذين قد يتعرضون لجروح من جراء مخلفات العظام الملقاة ارضًا. وعبر «الانتباهة» نهنئ الشعب الكريم بحلول عيد الاضحى المبارك متمنين ان يعيده الله علينا بالخير واليمن والبركات ولحجاج بيت الله الحرام حجًا مبروكًا وعودًا حميدًا.