تأتي أهمية الحركة التعاونية من واقع الضغوط الاقتصادية التي حاصرت معظم الأسر كما حاصرت جميع فئات المجتمع السوداني، وتنبع أهمية العمل التعاوني وتأسيس التعاونيات من خلال الدوافع الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى النظام الدقيق الذي تمارس فيه التعاونيات أنشطتها، وتشمل الدوافع الاقتصادية الرغبة في تحسين الوضع الاجتماعي ومقابلة متطلبات الحياة، بينما تشمل الدوافع الاجتماعية العيش على درجة كبيرة من الطمأنينة والأمن لا تتوفر إلا من خلال الانضمام إلى الجمعيات التعاونية، وكانت البدايات الأولى للحركة التعاونية السودانية عبارة عن جمعيات زراعية متأثرة في ذلك بالتجربة التعاونية المصرية، وكان الظهور الأول للتعاونيات الزراعية في المديرية الشمالية سابقًا، بينما أصبح المجتمع السوداني حاليًا في حاجة ماسة إلى حركة تعاونية قوية فعالة وأصبحت وحدات الحركة التعاونية بكافة أنشطتها أمام حاجة ملحة لإعادة هيكلتها وتطوير تشريعاتها وأساليب أنشطتها وتبني بدائل تمويلية جديدة لهذه الأنشطة، إضافة إلى وضع وتطبيق العديد من السياسات والبرامج والأطر التنظيمية والتشريعية الملائمة، وإدراكًا لأهمية الاستمرار والجمعيات التعاونية في تنفيذ برامجها ومشروعاتها توافقًا مع احتياجات مجتمعنا السوداني، وهنا تبزر أهمية النظرة المستقبلية المملوءة بالأمل من خلال إستراتيجية واضحة تعتبر ترجمة لما يرد بالخطة القومية للدولة. إلى ذلك فقد نظمت وزارة المالية والقوى العاملة بالولاية الشمالية ورشة عمل لتنشيط الحركة التعاونية بالولاية الشمالية، وذلك بغرض إقالة التعثر في مشروعات الحركة التعاونية بالشمالية.. ويرى الدكتور إبراهيم الخضر والي الشمالية بالإنابة أن العمل التعاوني له إرث قديم في حركه المجتمع السوداني مستعرضًا عددًا من الأمثال السودانية التي تعضد ذلك من شاكلة: (إيد علي إيد تجدع بعيد) و(اليد الواحدة لا تصفق)، مشيرًا إلى أن حركة الإنسان دائمًا تحتاج إلى تعاون، موضحًا أن العزلة هي الشذوذ في المجتمع الإنساني، معرفًا الحركة التعاونية التي تعني في مضمونها أنها حركة شعبية وشورية والعضوية فيها مفتوحة دائمًا، وأضاف: (الحكومات دائمًا ما تهتم بالتعاونيات ولقد كانت في السابق وزارة كاملة لأمر التعاون هي وزارة التعاون والتمويل).. واستعرض والي الشمالية بالإنابة نتائج الحركة النشطة التي تنتظم جميع ربوع السودان المتمثلة في مشروعات التمويل الأصغر التي تمثل جانبًا من الحركة التعاونية السودانية، وأشاد الخضر بتجربة أبناء السليم في عملية كهربة المشروعات الزراعية عن طريق التمويل الأصغر، ويرى وزير المالية والاقتصاد والقوى العاملة بالشمالية الدكتور شرف الدين مختار أن هذه الورشة تأتي لمناقشة قضية مهمة من قضايا الوطن، موضحًا أن الشمالية كانت سباقة للمبادرة لعملية الانطلاق للعمل التعاوني وأضاف: (هذه الورشة تهدف إلى القضاء على غلاء الأسعار ولإخراج السماسرة من السوق)، موضحًا أن هذه المساعي محروسة بسلطة القانون من الجهات المختصة، مضيفًا أن العمل التعاوني خرج من الشمالية كما دخل الإسلام عبر الشمالية، بينما يرى أمين عام مسجل الجمعيات التعاونية بوزارة الخارجية أنه تم وضع الدستور الإطاري للعمل التعاوني، بينما أثنى محمد عثمان هلالي مسجل الجمعيات التعاونية بالشمالية على مجهودات وزير المالية بالشمالية لمجهوداته الكبيرة في تفعيل قوانين العمل التعاوني وتكوينه لمجلس التعاون بالولاية، مشيرًا إلى أن الغرض من الورشة هو الخروج برؤية واضحة حول مشكلات العمل التعاونية والسعي لوضع إستراتيجية جديدة للحركة التعاونية، كما شملت الورشة تقديم عدة أوراق عمل تمت مناقشتها باستفاضة حيث شملت الأوراق المقدمة (ورقة عن قانون التعاون واللوائح المنظمة الجمعيات التعاونية الزراعية المشكلات والحلول)، إضافة إلى مناقشة أوراق عمل متعلقة بنماذج لجمعيات تعاونية ما زالت تعمل وتصمد رغمًا عن التحدِّيات مثل جمعية ود نميري الخيرية والاتحاد التعاوني لمنطقة المحس.