كذبة بيضاء واخرى سوداء وربما توجد وردية جميعها مبررات يسوقها الزوجان لبعضهما البعض بغرض عدم الرغبة في احداث المشكلات واثارة الفوضي في حياتهما الزوجية ولكنها تصب جميعًا في قالب الكذب وعالمه فمتى يكذب الازواج؟ وما الذي يدفعهم الى ذلك؟ وهل يمكن اكتشافه؟ وماهو رأي الشرع فيه؟ والعديد من التساؤلات التي حاول «البيت الكبير» الإجابة عنها مع اهل الرأي والاختصاص فماذا قالوا؟ كذبة صغيرة الصادق يعقوب «تاجر» قال في بداية حديثة إن الكذب ليس به ابيض او اسود وهو أول خطوة في طريق الخيانة الزوجية، فربما تكون كذبة صغيرة سببًا في تدمير علاقة عميقة دامت لعشرات السنين، والمرأة الحصيفة يمكنها اكتشاف كذب زوجها من خلال طول المعاشرة، ومع كل ذلك هناك بعض النساء تدفعك دفعًا للكذب عليها، وعن نفسي لا اسعى الى الكذب على زوجتي لأنها تملك إمكانات جبّارة تؤهلها لاكتشافي مهما طالت الفترة، لذلك اتعامل معها بشفافية في الأمور والقضايا المتعلقة بمصيرنا وفي رأيي انه كلما كثر الكذب ازدادت المشكلات الزوجية وصارت الحياة جحيمًا لا يطاق. قرنا استشعار الأستاذ مبارك عبد الله «موظف» حسم الامر بقوله ان جرعة صغيرة من الكذب قد تكون مفيدة لاستمرار زواجك واضاف قائلاً بأن الحياة الزوجية تتطلب القليل من الكذب وهو بمثابة ملح وبهار الحياة والرجل يمتهن الكذب على زوجته واسرته وعلى زملائه في العمل ولكن الزوجة هي الوحيدة التي تملك المفاتيح لاكتشاف كذبه مهما طال الزمن، وفي اعتقادي ان لكل زوجة قرنا استشعار تستخدمهما ضد زوجها، وقد حلل الدين الكذب على الزوجات في بعض الحالات مما يعكس مدى اهميته حتى تستمر سفينة الزواج في الإبحار. المرأة هي السبب وتجزم سلوي «ربة منزل» انها تتقن فن الكذب على زوجها ولم يتمكن من اكتشافها يومًا وتقول ان الرجل كائن بسيط يسهل خداعه ودموع المرأة من اخطر الاسلحة التي تستخدمها لاقناعه، ولكن هناك بعض النساء تجبر زوجها على الكذب لانه عندما يصارحها بأمر ما تشكك في كل تصرفاته مما يجعله يندم على الساعة التي صارحها بها ومثل هذا يجعل الكذب ديدنه في التعامل معها حتى يريح اذنيه واعصابه من الضغط النفسي اذا كان صادقًا معها وتؤكد ان الموبايل اسهم كثيرًا في افشاء هذه العادة السيئة بين الازواج بل وفي المجتمع بصورة عامة والمركبات العامة تكشف لك مدى الزيف الكبير الذي يعيشه المجتمع اليوم. تمرير أجندة وتقر هادية أبوبكر «موظفة» ان الكذب من الامور الموجودة بين الزوجين ويكذب من يقول او تقول انها لا تكذب، فالحياة في الاصل كذبة كبيرة، والمجتمع اليوم يجعلك تكذب من خلال مظهرك او اسلوب حديثك وغير ذلك، وفي اعتقادي ان هناك بعض الامور الحياتية النسائية ربما لا يوافق عليها الزوج مما يضطر الزوجة الى الكذب لتمرير اجندتها دون إثارة للمشكلات كشراء ثوب جديد لمناسبة ما او غيرها من الأشياء التي يراها الرجل من الكماليات. رأي الشرع مولانا محمد أحمد الكباشي تناول القضية من زاوية دينية، وقال ان الأصل في الكذب أنه كبيرة من الكبائر والذنوب وهو لا يجوز مطلقًا ولو كان على سبيل الهزل أوالمزاح، وقد استثني من هذا بعض الحالات التي تؤدي إلى اصلاح ذات البين ومنها الكذب لإحداث الصلح بين الزوجين، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس». زاد مسلم أنها قالت: «ولم أسمعه يُرَخِّص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وفي حديث الرجل امرأته والمرأة زوجها» ومن هذا المنطلق يجوز لكل من الزوجين الكذب على صاحبه لإرضائه في أمر ما من أجل صلاح الحال واستمرار المودة، كما جاء في حديث أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس». وعليه فلا يجوز الكذب فيما بين الزوجين إن كان فيه اقتطاع حق لأحدهما، وكذا لا يكون في هذا الكذب إضرار بالآخرين». وإذا ما تأملنا أحاديث الرخصة في الكذب فيما بين الزوجين وجدنا أن الرخصة فيهما إنما كانت من أجل بقاء الرباط الأسري المنسوج من المودة والرحمة في حالة ما إذا اضطرب الحال بينهما، وليس القصد الكذب لذاته؛ لذا فإنه لا ينبغي للزوجين أن يكثرا من الكذب على بعضهما؛ لأنه ربما اكتشف أحد الزوجين كذب صاحبه فيحمله ذلك على عدم تصديقه مستقبلاً ولو كان صدقاً، وكذلك لئلا تتعود ألسنتهما على الكذب مما قد يحملهما على استحلال الكذب على غيرهما.