عندما كانت مجموعة من الشباب نحو «23» خريجاً وخريجة يشرحون للإعلاميين كيف قاموا بزراعة «69» فداناً بمشروع السليت شمال الزراعي بتمويل من مؤسسة التمويل الأصغر التابعة لمشاريع استقرار الشباب، كان الشرح بياناً بالعمل وسط الأفدنة التي تمت زراعتها وحان أوان حصادها.. وكانت المفاجأة أن أحد الشباب الذي تجاذبت معه أطراف الحديث طبيباً يعمل بمستشفى بحري بولاية الخرطوم ويدعى عبد الله عمر إدريس، ومن خلال مشاركته أكد رغبته فى زيادة دخله، وهو ذات الأمر الذي ذهب إليه مدير مؤسسة التمويل د. حيدر حسين الذي أشار إلى شعارهم «حرفة فى اليد خطوة إلى الأمام»، وقال إن المؤسسة انطلقت في يناير الماضي، وهي مسجلة لدى البنك المركزي وتعمل في شريحة الشباب، وتقوم بتمويل الشباب في كافة المجالات عدا النقل والخدمات الهامشية. مدير مشاريع استقرار الشباب مأمون حسن إبراهيم، كشف في تنوير للصحافيين عن تمويلهم نحو «1100» مشروع حتى الآن داخل ولاية الخرطوم، ونحو «760» في بقية الولايات، وأن رأسمال المحفظة يبلغ نحو مليونين ونصف المليون جنيه. وأشار الى أن الهدف هو السعي الجاد لإيجاد عمل للشباب والخريجين، شريطة أن يكون ذا فائدة للمجتمع.. والى حد ما بدا حديث مأمون فيه شيء إن لم يكن فيه تنظير كثير، ولكن ذلك كان في مقر مشاريع الاستقرار قبل الانطلاق الى رؤية بعض النماذج من المشروعات، حيث بدأت الجولة بزيارة مشروع السليت الزراعي شمال، وتم الوقوف على المشروع الجماعي ل «23» خريجاً وخريجة في مجالات مختلفة، ففيهم الطبيب الذي أشرنا إليه والمهندسة المعمارية رحاب ميرغني، وتحصل كل ثلاثة من الشباب على ثمانية افدنة، فيما استوعب المشروع بأكمله نحو «140» عاملاً وعاملة .. وكان الأمر فيه شيء من الغرابة أن تقوم مجموعة من الشباب وعلى بعد «13» كلم فقط من الخرطوم بزراعة هذه المساحة، في وقت هجر الناس فيه الزراعة في مناطقها الحقيقية. ونموذج آخر للتمويل كان عبارة عن مركز صحى لاربعة من الاطباء والطبيبات الشباب بحي الباوقة بعد حسين شرق جنوب الحاج يوسف .. مدير المركز د. صلاح عبده بدأ سعيداً بنجاحهم في الحصول على التمويل بتعاون من مؤسسة التمويل واحد البنوك، وأشار إلى أهمية تقديم الخدمة العلاجية فى مثل هذه المناطق. التمويل بواسطة مشاريع استقرار الشباب إحدى أذرع الاتحاد الوطني للشباب، امتد الى الصناعات الجلدية من خلال الاستفادة من حاضنة الصناعات الجلدية بجامعة السودان كلية الهندسة الجناح الشمالي، حيث أبدى الاستاذ المشارك بالجامعة ومدير حاضنة هندسة الجلود د. هجو الفاضل، سعادته بتعاون مشاريع الاستقرار معهم باستهداف «700» شاب وشابة من خريجي الهندسة والبيطرة، وبدء العمل لإنتاج ألف حذاء .. ومهما يكن من أمر فإن اللافت في مشاريع التمويل اهتمامها بمشاريع حيوية ليس من بينها بيع «الاسكراتشات» أو تمويل شراء أمجاد كما قال مأمون حسن الذي أعلن اعتزامهم إدخال تجاربهم في السجون .. وربما قصد بذلك أن يقول: «يا ما فى السجن منتجون»!!