ظلّ الجيش السّوداني يلعب دوره الوطني الخطير، كصمّام أمان لوحدة السودان وسلامة شعبه. ولكن لهذا السبب الخطير بالتحديد، أصبح حلّ الجيش السوداني وتسريحه هدفاً مركزياً في الإستراتيجيات الغربية، التي تعمل على تقسيم السودان إلى دويلات. بتغييب الجيش السوداني عن المشهد، يصبح كلّ شيء ممكناً، تقسيم الوطن والخرائط الجديدة وإبادة الأحرار واستباحة العرض واحتلال الأرض ونهب الثروات. في ذلك السِّياق كشفت وثيقة (إعادة هيكلة الدولة السودانية) وهي (مانيفستو) عملاء ما يُسمّى (الجبهة الثورية السودانية)، كشفت عن استهداف للجيش السوداني لتصفيته وتسريحه واخراجه من دائرة الفعل الوطنيّ. حيث وصف عملاء الجبهة الثورية (عقار وعرمان وجبريل إبراهيم ومني أركو مناوي) دور الجيش الوطني في حفظ الإستقرار وسلامة الشعب ب (الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق). وطالبت وثيقة العملاء ب (إسقاط نظام الإبادة الجماعية)، أي إسقاط دور الجيش الوطني، وقيام سودان علماني يفصل الدّين عن السياسة. ثم يتمادى عملاء ما يُسَّمى ب (الجبهة الثورية السودانية) في استهداف القوات المسلحة السودانية لصالح القوى الغربية التي تتربَّص بالوطن، ليطالبوا في طليعة أهدافهم ب (إعادة هيكلة القوات النظامية). ثمَّ في استهداف آخر للجيش السّودانيِّ تعلن (الجبهة الثورية السودانية) عن النضال المسلّح ضد الجيش السوداني الذي تصفه زوراً وبهتاناً في صفحة (5) من الوثيقة بأنه شنَّ الحرب على معظم أهل السودان. أيضاً في فقرة أسمتها «الجبهة الثورية» (مهام المرحلة الإنتقالية) وصف عملاء (الجبهة الثورية السودانية) تشييد سدّ مروي ب (البناء العشوائي للسّدود). وفي فقرة أخرى ولتقديم أوراق اعتماد عمالتها كاملة لدى رعاتها الغربيين وصفت (الجبهة الثورية السودانية) الجيش السوداني وقياداته بالذين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتعهّدت بتسليمهم لمحاكمة دولية. ثم أفرطت (الجبهة الثورية) في استهداف الجيش السوداني وغيره من القوات النظامية، عندما تعهدت بايقاف الصرف على الجيش السوداني والأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة الجيش السوداني والقوات النظامية وإعادة بنائها، وذلك عقب تسريح الجيش السوداني وتلك القوات النظامية. ونصَّت وثيقة (الجبهة الثورية) في خطتها ضد القوات النظامية على مناقشة دورها ومستقبلها في (مؤتمر دستوري قومي). وفي السياسات التعليمية تعهد عملاء الجبهة الثورية ب (التعليم المختلط) وإلغاء كافة القوانين التي تتعلّق بمظهر وأزياء الفتيات. لم يكتفِ قادة ما يُسمَّى (الجبهة الثورية) باستهداف الجيش السوداني، كهدف واضح معلن، بل نصّوا في وثيقتهم على كتابة النهاية للجيش السّواني كمؤسسة وطنَّية. وذلك بالنّص على ما أسموه(تكوين جيش وطني جديد) وتشكيل قوات نظامية جديدة عمودها الفقري (قوات الجبهة الثَّوريَّة)، وبناء نظام ديمقراطي برئاسة مالك عقار. أيّ أنّ الديمقراطية السّودانيَّة تترقب الآن (عقار المنتظر) مؤسِّس الديمقراطية السودانية وقرينه (عرمان المنتظر) باني السودان الجديد!. تصفية الجيش السوداني وتسريحه وبناء جيش جديد من متمردي (الجبهة الثورية)، هي بُعد واحد فقط من الأبعاد الخطيرة لوثيقة عملاء (الجبهة الثورية السودانية).هي بُعد واحد فقط من أبعاد ما أسماه العملاء الخونة المارقون ب (إعادة هيكلة الدولة السودانية). --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.