لا تزال ردود الفعل المناهضة لما تُسمى بوثيقة الفجر الجديد تنطلق من شتى المنابر مما خلق جدلاً وانتقادات تخللت الندوة التي نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين عن تداعيات وثيقة الفجر الجديد بجامعة السودان أمس الأول وغاب عنها ممثلو أحزاب المؤتمر الوطني وحزب الأمة بينما حضر رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى والمحلل السياسي أميرة همت وسط مشاركة واسعة من قبل الطلاب متناولين وثيقة الفجر الجديد التي وصفها المتحدثون بالوثيقة الكذوب. رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى أكد أن الحملة المناهضة لوثيقة ما يسمى بالفجر الجديد نجحت في إقناع الأحزاب الموقعة عليها بالتراجع عن مواقفها المؤيدة لها وإعلان تبرئتها داعيًا إلى الاتفاق على إستراتيجية واضحة المعالم لإجهاض مخططات الجبهة الثورية، وأضاف قائلاً «الشينة منكورة»، موضحًا أن أحزاب المعارضة أعلنت تراجعها عن تأييد الوثيقة عدا الحزب الشيوعي الذي وصفه ب«الضال الطريق» عقب زوال منهجه في دول الشيوعية، وأكد الطيب أن هذه الوثيقة ما هي إلا استنساخ لدستور الحركة الشعبية لتحرير السودان، مؤكدًا أن زعيمها قرنق ظلّ يتحدث عن أن الهدف الرئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان هو إنشاء «السودان الجديد» وإعادة بناء السودان الجديد وفقًا لرؤية الحركة عن طريق الإحلال والإبدال، وذلك في محاضرة ألقاها فى فرجينيا بأمريكا في العام «2002»، وأضاف قائلاً إن السودان الجديد هو مشروع الحركة الشعبية بدليل أنها لم تغير اسمها حتى الآن بعد انفصالهم وتكوين دولتهم وهو هدف إستراتيجي لن يتغير ولن يتبدل طالما ظلت الحركة في الساحة، وقال: في أكتوبر الماضي تكونت الجبهة الثورية وأصدرت وثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانية وهذه الوثيقة وقَّعت عليها الحركة الشعبية ولم يكن هدف هذه الجبهة الثورية إسقاط النظام بل إعادة هيلكة الدولة، وأضاف أن الدليل على أن هذه الوثيقة استنساخ لوثيقة الجبهة الثورية أنَّ كل الموقٍِّعين على ميثاق الجبهة الثورية هم من وقَّعوا على ما تُسمى وثيقة الفجر الجديد وأن كل أهدافها تتفق مع ميثاق الجبهة الثورية وتتحدث عن إعادة هيكلة الجيش والقوات النظامية وأن يتكون الجيش من جنود الجبهة الثورية والقوات المسلحة وأن يحل جهاز الأمن، وانتقد المهندس الدعوات التي أطلقها سفير السودان بجوبا مطرف صديق بضرورة إعادة اتفاق نافع عقار الذي وجد رفضًا واسعًا حتى على نطاق المؤتمر الوطني واصفًا السفير بأنه الأقرب إلى حكومة الجنوب من حكومته، وتساءل: هل يحق لسفير أن يعترض على سياسات دولته؟ وأنه بذلك يتبنى ما ظلت تدعو إليه جوبا واصفًا هذه الأفعال بالخيانة وأن المفاوضين هم سبب الكارثة التي تحدث وكأنَّ حواء السودان قد عقمت عن إنجاب غيرهم، والحديث للطيب مصطفى الذي أضاف: لو نعلم أن البديل لهذه الحكومة لن يكون هؤلاء الذين يحملون السلاح لكنا أول من يخرج لإسقاطها وإلا فسنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار لكن استهدافهم للبلاد وليس لإسقاط النظام. وشنَّ هجومًا عنيفًا على المؤتمر الوطني واصفًا إياه «بالمنبطح»، ويقود المنبطحين، مؤكدًا أن الطريق إلى كاودا هو تحرير جوبا، ودعا المؤتمر الوطني إلى تقديم تنازلات وأن يتقبل الانتقاد وبذلك يتم توحيد أهل القبلة ويتحالفون لمواجهة هذا المشروع الذي يستهدف الدولة السودانية.. وتحدَّثت في الندوة الدكتورة أميرة همت الأستاذة والمحلل السياسي فأكدت أن الوثيقة تحدثت عن حقوق المرأة لكنها لا تعني المرأة في شيء وإذا أرادوا إعطاء المرأة حقها فعليهم بتطبيق الإسلام، لكن يبدو أن الوثيقة ومن خلال بنودها وضحت انها يجب ان تكون معادية للحزب وليس للدولة.. أمين الإعلام بالاتحاد العام للطلاب السودانيين النيل الفاضل أكد أن الطلاب سيفتحون بلاغًا جنائيًا للدولة السودانية مؤكدًا أن الاتحاد بصدد رفع هذه الدعوى بمساندة قانونيين ومنظمات مجتمع مدني مؤكدًا أن تفتيت دولة السودان لن يتم عن طريق كمبالا وإصدار وثائق لتفتيت السودان.