يصادف هذه الأيام مرور ستة وخمسين عاماً على العدوان الثلاثي على مصر.. ومرور ستة أيام على العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك الصناعي العسكري، وهذه المصادفة قد تعيد للأذهان بعضاً من ملاحظات ونبدأ بالعدوان الثلاثي على مصر وظهور بعض المواقف الإيجابية القوية التي تساند الحق وتُظهر العين الحمراء للمعتدي. اعتدت إسرائيل على اليرموك وظهرت بعض الأصوات الخجولة التي أدانت الاعتداء من الأشقاء في العالم ولكن وللمقارنة فقط فإنني في هذه المساحة أورد أحد أبرز ردود الفعل الدولية التي وقفت مع مصر «وقفة رجال» رغم أن العدوان الثلاثي كان كبيراً وكانت إسرائيل اضعف خطوطه المعتدية لأن عناصر العدوان الثلاثي الرئيسة كانت بريطانيا وفرنسا وكانا من أقوى الدول الكبرى في فترة الخمسينيات ولكن كان الأقوى منهما هو الاتحاد السوفيتي العظيم حيث كان قوة جبارة أوجدت التوازن العالمي.. وليس كما هو حال المعسكر الآخر حالياً. في السطور التالية أُعيد نشر رسالة التحذير السوفيتي لدول العدوان الثلاثي، وجاء الموقف الرجولي بعد مواقف سابقة مساندة لمصر من السوفيت منها استخدام حق الڤيتو في وجه الامبريالية العالمية في ذلك الزمان، ومنها الإعلان عن توفير السلاح المطلوب للزعيم الخالد جمال عبدالناصر بعد أن رفض الغرب مده بالسلاح وجاءت رسالة التحذير كما يلي نضعها بين الناس دون تعليق: إننا مصممون كل التصميم على استخدام القوة للقضاء على العدوان وإنهاء الحرب في مصر. إن بريطانيا يجب أن تفكر في موقف يجعلها معرضة للهجوم من دولة أقوى منها كثيراً تستطيع أن تشن هجوماً عليها لا بالسفن ولا بالطائرات، ولكن بالصواريخ الموجهة.. وليس استخدام الصواريخ الموجهة ضد بريطانيا عملاً همجياً ولكن ما الفرق بين هذا الهجوم على بريطانيا والهجوم الذي تشنه بريطانيا وفرنسا على مصر وهي غير مستعدة؟ جاء العدوان الثلاثي على مصر بعد ثلاثة أشهر من القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس ولفرنسا وبريطانيا مصلحة كبيرة في القناة وحذرتا عبد الناصر من الإقدام على الخطوة ولكنه فعلها في السادس والعشرين من يوليو عام 56 وفي خطاب مفاجأة في الإسكندرية ووقع العدوان الثلاثي في 29/10/1956م.