السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم الهزيمة إلا أن الإرادة المصرية لم تنكسر ورسمت خطتها الاستراتيجية السياسية والعسكرية
أضواء على مذكرات الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الأسبق


تنبع أهمية مذكرات الفريق أول محمد فوزي من أنها:
أول قائد يكتب مذكراته بصورة تفصيلية وبمهنية رفيعة وبشفافية.
المذكرات تحدثت عن هزيمة 67وانخفاض الروح المعنوية، ثم توفر الإرادة السياسية والعسكرية وإعادة بناء الجيش وخوض حرب استنزاف وتجهيز الجيش للعبور
هنالك دروس مستفادة تفيد القادة العسكريين والسياسيين
٭ الحرب العربية الإسرائيلية الأولى والثانية
بدأ الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948 حيث اشتركت سبعة جيوش عربية منها مصر، السودان بقوة من المتطوعين تقدر ب25 ضابطاً و1125 جندياً لمنع إسرائيل من احتلال فلسطين..
تلا ذلك حرب السويس 1956 أو حرب العدوان الثلاثي (بريطانيا فرنسا إسرائيل) حيث أبدى السودان استعداده للمشاركة بالمال والرجال، ولكن لم يصل التصديق من السلطات المصرية للسلطات السودانية ورغم ذلك خرجت مصر منتصرة سياسياً حيث تمثل انتصارها في اضطرار بريطانيا وفرنسا للانسحاب من بورسعيد دون أن يحققا غرضهما الرئيس من الحرب وهو إلغاء تأميم قناة السويس واضطرار إسرائيل إلى الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة دون أن تحقق أية نتيجة سياسية من وراء عدوانها باستثناء ضمان الولايات المتحدة لها حرية الملاحة في خليج العقبة، عن طريق وجود قوات الطوارئ الدولية في (شرم الشيخ) و(رأس نصراني) عند مضايق تيران بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها في العام1957.
* الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة 1967(النكسة).
العوامل غير المباشرة للحرب كان أبرزها:
1.تصاعد المد الثوري ضد الإمبريالية وتزايد الشعور القومي العربي، وشعور إسرائيل بتزايد الخطر على جوهر كيانها وأطماعها الصهيونية التوسعية إزاء تنامي قوة حركة التحرر الوطني العربي.
2.تنامي القوة العسكرية المصرية والسورية كماً ونوعاً بفضل العون السوفيتي.
3.تنامي النضال الفلسطيني الذي بدأ منذ عام 1965خلال منظماته الثورية وممارسة دوره السياسي خلال منظومة التحرير التي تشكلت عام 1964 وبدأت في تنظيم جيش التحرير الفلسطيني.
4.إحساس أمريكا بالوجود العسكري والسياسي المصري في اليمن الذي بدأ يهدد مصالحها البترولية والاستراتيجية في المنطقة.
5.توثيق مصر للعلاقات مع الاتحاد السوفيتي واتخاذها مساراً غير رأسمالي.
* قررت الولايات المتحدة في بداية 1967 (ضرورة إسقاط عبدالناصر وعزل مصر عن بقية العالم العربي)، وقامت بدراسة خطة الهجوم الإسرائيلي على مصر، واختبارها في العقل الإلكتروني (الكمبيوتر) على ضوء تقديرات ميزان القوى وتقارير قياس القدرات القتالية الفعلية.
* هكذا تلاقت مصلحة أمريكا وإسرائيل في اجتذاب مصر إلى حرب مدمرة يتم فيها تدمير جيشها وإسقاط نظامها السياسي وتحطيم الجيش السوري واحتلال الجولان والضفة الغربية لنهر الأردن التي تشكل نتوءاً خطيراً داخل الأرض المحتلة في فلسطين منذ عام1948.
مجريات حرب السنوات الثلاث 1967 1970
سطر الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الأسبق مذكراته عن تلك الحقبة الزمنية المهمة (حرب الاستنزاف)، التي اعتمد فيها على مفكرته اليومية التي حرص فيها على تدوين كافة الأحداث العسكرية التي عاصرها طوال فترة خدمته التي بدأت عام 1934 وانتهت عام 1971م، يوضح سعادته الصعوبات التي واجهته وهو يعد المذكرات ومنها:
1.تأثر التدرج الهرمي، لفقدان أعداد كبيرة من القادة لمناصبهم في الفترة من 1952 - 1967 الأمر الذي أدى لفقدان الخبرات والتقاليد العسكرية وبالتالي فقدان الحقائق والدراسات المكتسبة لهذا العدد الكبير من القادة والضباط.
2.خلو المكتبة العسكرية المصرية من كتب ومذكرات عسكرية تبين الحقائق والدروس المستفادة حيث لم يدون أو ينشر منذ عام 48 1967م أي حقائق أو دراسات أو تحليل عسكري عن المعارك التي حدثت لأسباب سياسية ومعنوية.
* غلق خليج العقبة
عندما انسحبت قوات الطوارئ من شرم الشيخ 17/ 5/ 1967م فكرت مصر في إغلاق الخليج وفعلاً تم التنفيذ اعتباراً من يوم 23/ 5/ 1967م.
أعلنت بريطانيا وأستراليا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أن خليج العقبة ممر مائي دولي لا يجوز غلقه في وجه الملاحة البحرية، واقترحت بريطانيا إرسال بعض القطع البحرية من هذه الدول لتأمين المرور في الخليج، لكن الرئيس جونسون رفض الاقتراح..
كان القرار بإغلاق الخليج السبب الرئيس والمباشر في قيام إسرائيل بالهجوم صباح يوم 5/ 6/ 1967.
الفتح التعبوي للقوات المصرية والإسرائيلية يوم 5/ 6/ 1967
القوات المصرية
تم حشد قوة كبيرة ومتوازنة في سيناء وقطاع غزة وشرم الشيخ، الغردقة، منطقة النقاة، والأردن، بجانب القوات الجوية (276طائرة) وقوات الدفاع الجوي، القوات البحرية، وقوات المنطقة المركزية القاهرة، الإسكندرية، أسيوط، أسوان..
فشلت التعبئة لعدم تدريب الضباط والجنود الاحتياطيين على واجباتهم وأسباب أخرى.
* القوات الإسرائيلية أمام الجبهة المصرية في سيناء
10 ألوية مشاة وميكانيكي، 4 ألوية مدرعة، 3 كتائب دبابات مستقلة، 1 لواء مظلات، كتيبة نحال، حامية إيلات الدفاعية، 39 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة، 77 طائرة نقل مظليين مواصلات، 56 طائرة هيلكوبتر.
المعركة
* قام العدو بمعاونة السفينة الأمريكية (ليبرتي) بإعاقة خطوط المواصلات السلكية واللاسلكية الموجهة والرادادات الخاصة بالتتبع والتوجيه في الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة يوم 5/ 6 /1967 وبدأ الهجوم الجوي حيث خصصت إسرائيل كل طائراتها من خلال خطتها (كو لمب)، 164 طائرة للاشتراك في الضربة الجوية المفاجئة خلال أربع ساعات حتى الثانية عشرة ظهراً تركت مهمة الدفاع الجوي عن قلب إسرائيل لمظلة جوية أمريكية من طائرات الأسطول السادس الأمريكي ولوسائل الدفاع الجوي السلبية، وبعض عناصر الدفاع المضاد للطائرات بما في ذلك المطارات الخمسة الأساسية التي حشدت فيها أغلب الطائرات. كذلك خصصت طائرات التدريب من جميع الأنواع في استكمال خطة التعاون الجوي مع قواتها البرية، التي قامت بالفتح والهجوم في نفس توقيت الضربة الجوية تقريباً.
* تم الهجوم الجوي على نسقين وعلى ارتفاع منخفض جداً في الذهاب وارتفاع عالٍ جداً عند العودة. النسق الأول قصف مطارات سيناء الأربعة، ومحطات الإنذار على الحدود الشرقية لمصر ومطارات القناة الثلاثة، ومطار المنصورة ثم عادت لقواعدها للتموين بالوقود والذخيرة. النسق الثاني، أكمل الهجوم على بقية المطارات.. استخدمت إسرائيل القنابل والصواريخ والمدافع الرشاشة، كما استخدمت لأول مرة قنابل الباراشوت بطيئة التفجير ضد ممرات المطارات لتدميرها حيث أن القنبلة تحدث حفرة في الممر قطرها من 46 متر وعمق من 1-5 3 متر.
مصر
تمكن 30 طياراً شجاعاً من الإقلاع وسط الهجومة الجوية والاشتباك مع المقاتلات الإسرائيلية واستشهد منهم 12 طياراً لم تستطع قوات الدفاع الجوي إسقاط أي طائرة.
قامت القوات البحرية بمساندة الجانب الأيسر للقوات البرية في سيناء.
أخيراً انسحبت القوات البرية من سيناء يوم 6/ 6/ 1967م بأمر من المشير عبدالحكيم عامر.
الخسائر
} مصر
1.أفراد
أ. خسائر القوات الجوية والدفاع الجوي 4% من قوة الطيارين.
ب. خسائر القوات البحرية صفر% من القوة
ج. خسائر القوات البرية 17% من القوة
2.معدات
أ. القاذفات الثقيلة 100%
ب. القاذفات الخفيفة 100%
ج. المقاتلات القاذفة 85%
3.الشهداء 2000 فرد
4.الأسرى العائدين 3799 (481 ضباط،3280 جندياً، 38 مدنياً).
5.المفقودون 9800 أعلن استشهادهم عام 1971م.
6.الدبابات: الفرقة مرتبها200 دبابة دمر منها 12 دبابة واستشهد فيها حوالي 60 فرداً، أما ال188 دبابة فقد تركت بدون أفراد أي أن 6% فقط من الأفراد هم الذين التزموا بمعداتهم.
النتائج العامة لحرب الأيام الستة 1967
1. تحطمت القوة العسكرية الرئيسية لمصر والأردن وجانب مهم من القوة العسكرية السورية بينما كانت الخسائر الإسرائيلية ضئيلة وصار ميزان القوة العسكرية العربية الإسرائيلية مختلاً حتى أعاد السوفيت التوازن بإعادة تسليح مصر وسوريا( النقص في القوة والمعدات البرية حوالي 48% ولكل طائرة 8 طياراً)
2 . انخفضت الروح المعنوية لدى العرب وجيوشها بينما حدث العكس لإسرائيل.
3 . سيطرت إسرائيل على مساحات كبيرة من الأراضي العربية المحتلة تفوق بكثير مساحتها الأصلية (20700) كم مربع بينما تبلغ مساحة سيناء 61198 كم مربع وقطاع غزة 363 كم مربع الضفة الغربية 5878 كم مربع والجولان 1150 كلم مربع أي مجموعة 89356 كم مربع أدى ذلك لكسبها عمقاً استراتيجياً وزوال الخطر السوري عليها.
4 . يستطيع الطيران الإسرائيلي مع وجود عمق وقواعد جوية والدفاع الجوي مع وجود مناطق عالية عمل الردارات لزيادة فترات الإنذار بالهجوم الجوي الغربي.
5 . فتحت إسرائيل الملاحة في مضائق نيران وسيطرت على شرم الشيخ بشكل يضمن لها حماية الملاحة إلى ميناء إيلات الجوي.
6 . احتلت إسرائيل منابع النفط في سيناء وصار بوسعها تأمين حاجاتها النفطية محلياً.
7 . وصلت إسرائيل إلى خطوط دفاعية طبيعية منيعة (قناة السويس، نهر الأردن، ومرتفعات الجولان، وجبل الشيخ ) بحيث صار بوسعها تطبيق المناورة على الخطوط الداخلية بكفاءة أكبر.
8 . ربحت إسرائيل عتاداً حربياً كبيرا ً(دبابات، مدافع، صواريخ) تم تعديل بعضها وإدخالها الخدمة في القوات المسلحة (حزمة المعدات دعمت بها حركة أنانيا)
9 . زاد عدد العرب الخاضعين للاحتلال وزادت مساحة الأرض المحتلة الأمر الذي خلق ظروفاً أكثر ملاءمة لنمو الثورة الفلسطينية.
10 . حصلت إسرائيل على رهينة كبيرة (أراضٍ وسكان عرب)، وأخذت تساوم على هذه الرهينة في سبيل إخضاع الدول العربية وإجبارها على قبول السلم الإسرائيلي الأمر الذي أعد المناخ الملائم للحرب العربية الإسرائيلية الرابعة (1973) يوم 8/6/1967
قبلت مصر وقف إطلاق النار مضطرة بعد محاولة فاشلة من الاتحاد السوفيتي بإضافة شيء للقرار لصالح العرب وقدم القادة استقالاتهم للمشير عبد الحيكم عامر وبنهاية اليوم تم لإسرائيل احتلال الضفة الغربية لنهر الأردن, وبدأ التركيز في الهجوم على سوريا أيام 9 و10و11 يونيو 1967
فاجأ الرئيس عبدالناصر الأمة العربية بخطاب التنحي عن رئاسة الجمهورية في مساء يوم 9/6 من قصر القبة وأسند الرئاسة بموجب الدستور إلى السيد زكريا محي الدين (توفي يوم 15/4/ 2012م رغم أن المشير عبدالحكيم عامر كان يريد شمس بدران .
كان للقرار ردود فعل كبيرة من المصريين والدول العربية وخلال الضغط عدل عبدالناصر عن التنحي وآثر البقاء لحين إزالة آثار العدوان وقال إن صوت الشعب لي أمر لا يُرد ولهذا فإن القرار مؤجل.
أعلن عبدالحكيم عامر وشمس بدران اعتزالهما العمل واعتكف عمار بمنزله..
هتف الضباط المقربون للمشير عامر (لا قائد إلا المشير) وتوجهوا إلى منزل المشير بالجيزة بأسلحتهم ورابطوا هناك..
في 11/ 6 تم تعيين الفريق فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة بواسطة عبدالناصر وقبل استقالة الضباط الذين تقدموا باستقالاتهم وتم تعيين أمين حامد هويدي وزيراً للحربية أصدر عبدالناصر قرارات بموجبها انتزع سلطات كان قد منحها للمشير..
عليه يكون يوم 11 / 6 هو بداية مباشرة عبدالناصر لمهامه في بناء القوات المسلحة الجديدة على أسس علمية.
قام عبد الناصر بعد أن علم أن هنالك تكتلات عسكرية لصالح المشير بصرف التعليمات لاعتقال القوة والمشير ووضعه في الإقامة الجبرية حيث انتحر بتناوله سماً بتاريخ 14/9/ 1967م.
إنجازات الفريق أول فوزي القائد العام
كانت البداية صعبة.. جيش مهزوم فقد معنوياته وآلياته وسلاحه، فقد ثقة الشعب وبالرغم من ذلك فالمطلوب منه إعادة تأهيل القوات المسلحة وإعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل فكانت أهم الأعمال التي قام بها:
1 . استلام الأسلحة والمعدات القادمة من الاتحاد السوفيتي تعويضاً للأسلحة والمعدات المفقودة
2 . الصمود العسكري بسرعة أمام العدو
3 . العمل على تماسك الشعب والحكومة مع القوات المسلحة.
4 . توطيد العلاقة مع السوفيت وإشعارهم بأنهم أصدقاء وأنهم شركاء في الهزيمة أيضا.ً
5 . التخطيط الاستراتيجي العام للصراع مع إسرائيل لمرحلة ما بعد هزيمة 1967م وخطة لإعادة تنظيم وتسليح وتدريب ورفع معنويات وانضباط القوات المسلحة وإنشاء تشكيلات جديدة في مختلف أفرع القوات المسلحة.
6 . إعادة تنظيم وبناء القوات المسلحة.
7 . رفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة
8 . إعداد الدولة والشعب ومسرح العمليات للحرب.
الفترة من مارس 1968 حتى عام 1969
كانت هي فترة للمواجهة وفترة للتجهيز وفترة استنزاف لقوات العدو ومعداته ومنشآته حيث اكتسبت القوات المسلحة الثقة وكان للضغط العسكري والسياسي والمعنوي مع تصاعد العمليات الناجحة سبباً في بدء تحرك الإدارة الأمريكية في اتجاه التسوية.
أما الفترة من 69 حتى يوليو 1970 اتسمت بفترة التحدي والردع حيث قامت القوات المسلحة بمبادرات عمليات حربية ضد قوات العدو في العمق التعبوي داخل سيناء براً وبحراً وجواً حتى وصلت العريش.
موت عبدالناصر
خطط عبدالناصر لتجميع قدرات العرب لخوض المعركة القادمة ضد إسرائيل وأنشئت قيادة سياسية للمعركة مع سوريا في 9 أغسطس1969
تم وقف إطلاق النار في 8/ 8/ 1970م لمدة 3 أشهر على الأقل وكانت القوات المصرية وصلت إلى قدرة وإمكانيات عسكرية ومعنوية عالية بفضل المعارك والمواجهة مع العدو التي استمرت 3 سنوات والتدريب الشاق وتم اختبار جميع القوات على واجباتها في العمليات وفقاً لخطة تحرير الأرض وتم التنسيق والتعاون بينها أيضاً.
حدثت في 28/ 9/ 1970 فاجعة كبرى حيث توفى جمال عبدالناصر إثر أزمة قلبية وهو حدث ذو آثار استراتيجية خطيرة حالت دون استمرار التخطيط الزمني المقرر لبدء معركة التحرير.
مشروع استعادة الأزحف (العبور)
في الفترة بين 14/3 /1971 إلى 25/3 /1971 بدأ المشروع الذي تم وضعه وتجهيزه بمعرفة هيئة العمليات المشتركة مع مجموعة تخطيط وعمليات من المستشارية السوفيتية والذي كان قد تأجل لوفاة عبدالناصر اشترك في المشروع جميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية كما اشتركت منظومة الدفاع الشعبي وأجهزة الدفاع المدني.
كان هدف المشروع هو اختبار قدرة وكفاءة القوات المسلحة على تحقيق أهداف الخطة (جرانيت) بالتفصيل وإتمام الخطة 200 بصفة عامة لذلك وضع الهدف المباشر للقوات الهجومية المكونة من:
5 فرق مشاة،3 فرق ميكانيكية، 2 فرقة مدرعة، 3 لواء مدرع ،3 كتائب استطلاع بري، لواء إنزال بحري، قوات للإبرار الجوي تعاونها القوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي ليكون احتلال المضايق الرئيسية وتأمينها حتى يوم (ي + ع) وهذا يحقق الخطة جرانيت ثم اندفاع القوات الميكانيكية والقوات المدرعة عبر المضايق بعد تأمين خط فتح للاشتباك شرق المضايق حيث يتم التصادم من الحركة مع مدرعات العدو والقضاء عليها والوصول إلى خط الحدود الدولية وتأمينها وهذا إتمام للخطة200.
اعتمد المشروع على تحقيق بعض عناصر مهمة في الخطة:
1 . المحافظة على الهدف باستمرار خلال العمليات وهو تدمير العدو وسط سيناء وهذا يكفل الوصول بالقوات إلى الحدود الشرقية وعزل القوات المعادية جنوب شبه الجزيرة تلقائياً.
2 . عبور قناة السويس ليلاً وإنشاء 5 رؤوس كباري فرق تمهيداً للاندفاع للمضايق واحتلالها وتأمينها.
3 . سد المداخل الشرقية للمضايق نفس الليلة التي تعبر فيها القوات قناة السويس بواسطة قوات من الإبرار الجوي.
4 . تأمين عملية العبور بواسطة قوات الدفاع الجوي مع عمل كباري احتياطية وتبادلية لكل جيش.
5 . تتم الإجراءات الوقائية ضد مواسير اللهب تحت مياه القناة كذا فتح الثغرات في الساترالترابي مع بدء ساعة الهجوم .
أشارت هذه العناصر إلى الدعامات المهمة التي تتمتع بها القوات المصرية في تحقيق مهمتها القومية وهي:
1 . وجود التجمع الضخم للقوات المسلحة في أماكن حشدها للهجوم لمدة 3 سنوات.
2 . نجاح قوات الدفاع الجوي في بناء أضخم تجمع صواريخ سام غرب قناة السويس.
3 . سهولة إخفاء تحضيرات المعركة الهجومية لوجود معدات العبور واحتياجات المعركة مع القوات غرب القناة.
4 . التفوق العددي والنوعي والروح المعنوية العالية لقواتنا والتصميم على تحقيق الهدف.
نتائج ودروس معارك 1967 حتى 1970
الظروف التي سبقت معركة الأيام الستة 1967
توجيه القوات المصرية لقواتها لليمن وسوريا، أثر على التدريب وتجهيز مسرح العمليات الرئيس للمعركة المقبلة مع إسرائيل.
العجز عن تحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي الكفيل بمساندة دول المواجهة للمعركة مع إسرائيل موقف السودان كان إيجابياً كما يلي:
قرر مجلس الوزراء السوداني إرسال قوة مسلحة كتيبة مشاة 700 مقاتل بقيادة العقيد (أ.ح) محمد عبد القادر عمر حيث تحرك في 1967/7/7.
كانت أول قوة تصل إلى مصر من الدول العربية، وكانت القوة الوحيدة الموجودة في شرق قناة السويس في مواجهة القوات الإسرائيلية نسبة لانسحاب القوات المصرية.
كلفت القوة بالدفاع عن منطقة بورسعيد وكانت هذه المنطقة هي المنطقة الوحيدة التي تحتلها إسرائيل وقد دعمت ببعض العناصر المصرية.
في 30/7/1967 تعرضت القوة السودانية لهجوم إسرائيلي لمحاولة احتلال قرية رأس العش لتطويق القوة السودانية استطاعت القوة السودانية صد الهجوم الإسرائيلي وإجبارهم على الانسحاب، وتم دعم القوة السودانية وأصبحت المنطقة قطاعاً عسكرياً.
بعد مضي 6 أشهر حولت القوة لمنطقة بور فؤاد ثم إلى منطقة البحيرات المرة بين الإسماعيلية وبور توفيق، وفي فبراير 1968 تم غيار القوة وعادت للسودان، بعد أن أظهروا شجاعة نادرة وصبرا كانا محل إكبار وإجلال من العسكريين المصريين.
استمر إرسال الكتائب لمصر حتى عام 1971م، وتضاعفت القوة لتصبح لواءً مدعماً لأول مرة، وعمل اللواء مع الجيش الثالث في منطقة خليج السويس، وفي عام 1972 عادت القوة للخرطوم.
العداء السافر للولايات المتحدة والدول الغربية للعرب ومساندتها لإسرائيل.
الصراع الخفي بين عبد الناصر والمشير عمر منذ عام 1962 وتصاعد الموقف ما قبل 1967م، أثر على صنع القرار وأثر ذلك سلباً على المعركة نفسها، بجانب انفراد المشير بالسلطة الفعلية للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني وانتفاء سلطة القائد الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني، تسبب في عدم وجود رأي جماعي وأثر بالتالي على صنع القرار الاستراتيجي العسكري للدولة.
كذلك انفراد المشير بمركزين متداخلين في وقت واحد أحدهما نائب القائد الأعلى والقائد العام للقوات المسلحة وبسط نفوذه على بعض أجهزة الأمن وتمكنه في نفس الوقت من إخراج القوات المسلحة المصرية من وضعها الطبيعي في الهيكل التنظيمي في الدولة.
دعوى الأمن، أمن القائد القوات المسلحة الثورة، نتيجة الصراع الداخلي جرت القوات المسلحة إلى طريق أبعد ما يكون عن الالتزام الأصلي واستعداداً للمعركة. وكذلك ممارسات استعراض القوة والاستهتار واستغلال النفوذ والخلط بين السلطات والتمادي والاستهتار وعدم الانضباط والتعالي والمخادعة الإعلامية، كل ذلك أدى لانعزال القوات المسلحة عن الشعب حيث فقدت دعماً معنوياً شعبياً كبيراً.
قفل خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية لم يكن مخططاً من قبل عبد الناصر، ولكن كان ذلك نتيجة لإصرار المشير حيث أدى ذلك للحرب في وقت لم تكن القوات المسلحة المصرية مستعدة لها.
نتائج معارك 1967م حتى 1970
رغم الهزيمة إلا أن الإرادة المصرية لم تنكسر ورسمت مصر خطتها الاستراتيجية السياسية والعسكرية واستطاعت تنفيذها بصورة جيدة خاصة إعادة التنظيم وإعداد القوات المسلحة والشعب لخوض معارك تحرير الأرض العربية.
ارتفعت الكفاءة العسكرية وازدادت الثقة في المقاتل من خلال المعارك التصادمية التي حدثت في تلك الفترة، حيث تمكنت القوات من معرفة تكتيكات وأساليب قتال العدو، وقدراته الحقيقية، وهدم جدار الخوف من الجندي الإسرائيلي وصارت القوات الإسرائيلية الموجودة شرق القناة تشكك في قدرتها وتخطيطها للدفاع عن أرض لا تملكها.
اضطرت إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في أغسطس 1970م لإنهاء حالة الاستنزاف وإنقاذاً لاقتصادها من الانهيار.
تنازل إسرائيل عن أهدافها السياسية التي أصرت عليها عقب معركة 1967م في قبولها المفاوضات غير المباشرة مع دول المواجهة تحت إشراف دولي، بالإضافة إلى قبولها مبدأ الانسحاب المسبق على التسوية السلمية.
5. شعرت الولايات المتحدة بالاختلال في توازن القوى بسبب دعمها لإسرائيل ودعم السوفيت للدول العربية.
6. نجاح خطط إعداد الدولة للحرب والشعب، وإعداد اقتصاد الدولة للحرب، وإعداد القوات المسلحة، وإعداد مسرح العمليات، وتوفر تشريعات شؤون الدفاع عن الدولة وتنظيم القيادة والسيطرة على القوات المسلحة وإعداد الفرد المقاتل معنوياً ونفسياً للمعركة، بجانب حرص القيادة السياسية والعسكرية وتوفر الإرادة القوية والتخطيط الجيد، هو الذي أدى لنجاح معارك حرب الثلاث سنوات.
ضرورة مرور قرار الحرب خلال القنوات الشرعية حتى يصل إلى القمة السياسية والعسكرية التي تصدره.. يعتبر مجلس الدفاع الوطني أحد أهم هذه القنوات الشرعية . قرار الحرب يحقق هدفاً سياسياً قبل أن يحقق آمالاً عسكرية، كما يجب أن يوضع في الاعتبار استمرار القتال لفترة طويلة لذا تظهر أهمية التخطيط الاستراتيجي السياسي والعسكري والإعداد البشري والاقتصادي أسس مهمة داخل عناصر القرار. كذلك يجب أن يكون التخطيط الاستراتيجي الوطني متماشياً مع الهدف القومي.
صارت الحروب معاركاً جماعية تشترك فيها أكثر من دولة وتفتح فيها أكثر من جبهة، لذا فإن التضامن السياسي الذي ينبثق منه التضامن العسكري، يعد أساساً جوهرياً في تقوية جبهة القتال، لذا فإن التضامن السياسي والعسكرية مع دولة أو أكثر، من ضروريات نجاح المعارك لذا لا بد من التفكير في الجيوش الموحدة في المنطقة بقيادة موحدة.
ظهر بالضرورة الاحتفاظ بالرأي العام العالمي إلى جانب الدولة.
الاعتماد على دولة كبرى كمصدر للسلاح ضرورة، إذا استطاعت هذه الدولة من صيانة إرادتها وصنع قرارها بذاتها، حتى لا يمثل السلاح المستورد من الدولة الكبرى قوة ضغط سياسي على الدولة أو مجالاً للتدخل في شؤونها الداخلية، بل أن يكون ذو فائدة كبيرة على الدولة وعلى القوات المسلحة. إذا فكرت الدولة الصغرى في تصنيع السلاح محلياً، فيجب أن يكون ذلك على أسس اقتصادية سليمة وإلا فلا داعي لتصنيعه إطلاقاً.
ضرورة الاحتفاظ بالهدف الاستراتيجي للشعب مهما طالت الحرب مع الوضع في الاعتبار، أن معركة واحدة لا تنهي القتال بين الدولتين المتصارعتين طالما بقيت إرادة الشعب وقدرة قواته المسلحة حية.
يمكن أن يقاس نجاح خطة إعداد الشعب الجيش، من خلال إفادات أبا إيبان في سبتمبر 1970 حيث قال: (إن قصف المدفعية المصرية مع القارات الجوية عبر قناة السويس كان يسبب خسائر قاسية في القتلى بمثل ما كان يتسبب في أي حرب، وأن وقف إطلاق النار تم استقباله في إسرائيل بشعور الرضا حيث يتساوى مع لو كنا قد توصلنا إلى تسوية سليمة، وأن نشرات الأخبار الحزينة تخبرنا بأسماء الشباب القتلى في المعركة وأن خسائرنا في القوات والمعدات الثمينة قد جعلت حرب الاستنزاف غالية التكاليف علينا).
كما أفاد الكاتب الإسرائيلي (العميد السابق) ماتي بيليه: (إن فشل الجيش الإسرائيلي من الناحية العسكرية في حرب الاستنزاف يمثل أول معركة يهزم فيها في ساحة القتال منذ قيام إسرائيل لدرجة أننا في إسرائيل قبضنا على أول قشة ألقيت إلينا، أي وقف إطلاق النيران المؤقت).
خاتمة:
تنبع أهمية هذه الحرب من أنها مرت بظروف سياسية وعسكرية غير مواتية كما أوضحنا من قبل، وتعرضت الأمة العربية للهزيمة الثالثة على التوالي من العدو الإسرائيلي، كما توضح أنه متى تم الحفاظ على الإرادة القوية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بدلاً من الترضيات السياسية الاجتماعية، ومساندة المسؤول الأول ودعمه اللا محدود، فإن الجيش يمكن أن يكون قدراً للتحدي، كما كان الجيش المصري في حرب السنوات الثلاث (967 1970)، الأمر الذي ساعد في انتصار أكتوبر 1973م الشهير.
جيوش العالم الثالث، عليها أن تستفيد من تلك التجربة، (فالأغبياء يتعلمون من تجاربهم ولكن الأذكياء يتعلمون من تجارب الآخرين)، فقد سطر سعادة الفريق أول محمد فوزي مذكراته عن تلك الفترة وهو شاهد ومواكب وفاعل ومتفاعل، وضع الحقائق في نصابها، توصل لمواطن الداء وأسبابه وحدد العلاج وتوكل على الله يسنده عبد الناصر والشعب والجيش، وكان له ما أراد.
لو كنت المسؤول لجعلت تلك المذكرات مقرراً أساسياً لكلية القادة والأركان وكلية الحرب العليا ومعهد الدبلوماسية، حتى يستفيدوا من تلك التجربة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.