بعد انقطاع يسير بمناسبة عيد الفداء الأكبر ها نحن نعود مرة أخرى بعون الله وتوفيقه لنعانق بالقلم والكلمة قراءنا الأوفياء الذين ظلوا دائماً يمثلون لنا القوة الدافعة والزاد والإلهام ونوافذ فضية مضيئة نطل من خلالها لمناقشة قضايانا الفكرية والسياسية والدعوية والثقافية، نأمل أن يتواصل هذا التلاقي والتواصل عبر وسائط متعددة ومختلفة، تختلف وسائلها، وتتحد جوامع أفكارها عند قضايا الحوار والمناقشة والمجادلة الموضوعية الهادفة، والمثاقفة والمساجلة النقدية الحميمة التي ينتفي عندها الغرض الشخصي، وتنمو عندها نواة الهموم العامة.. هموم الأمة والملة، والشعب والوطن. قرائي الأوفياء بعد هذه الأسطر من المقدمة. دعوني أعبِّر لكم عن خالص التهاني وأجمل الرجاءات من أعماق النفس وسويداء القلب بمناسبة حلول عيد الفداء الأكبر نسأل الله العزيز الظاهر الحنان المنان أن يعيد علينا هذه المناسبة العظيمة بالخير والنماء والازدهار في إطار وحدة الصف الإسلامي، واتحاد لحمة الجماعة المؤمنة وتماسك أبناء الملة لمواصلة مسيرة الاستخلاف وعمارة الأرض التي أنيطت بنا ونحن أهلها.. ونسأل الله الغالب القهار أن يعيد علينا مناسبة العيد ونحن في حال سعيد، وعيش رغيد، وعمر نافع مديد وبصيرة حديد، وقد تجاوزت بلادنا وأمتنا أوجاع الزمان وأسقام الأيام، ونهضت إلى غد مشرق وهي ترفل في ثوب العزة والكرامة والوقار، تحرسها قوتها الذاتية وسواعد بنيها وعزائمهم الماضية بعد حفظ الله ورعايته شكري وثنائي الجميل لكل الإخوة والقراء والزملاء والمعارف والأحباب والأهل الذين أمطروا هاتفي والإيميل بسيل جرار لكنه غير جارف بالرسائل والدعوات والتهاني والذين شرفونا بالزيارة والاتصال وكل المهنئين والمشيدين بتوجه العمود من داخل السودان وخارجه، فلهم التحية مثنى وثلاث ورباع.. وألف.. وسقى الله دياركم أيّها الإخوة جميعاً بغيث الدعوات الصالحات والأمان والسلام وراحة البال، وعبادة الواحد الدّيان رب السماء والأرض الفعّال المتعال.. وأمن الله روعاتكم.. وشفا سقيمكم، ورد غربة المسافر عن أهله ووطنه سالماً غانماً غير مفتون ولا فاتن، ونعزي ونواسي كل أخ وأخت فقد حبيبًا خلال هذه الأيام جراء أحداث مختلفة ونسأل الله أن يلهم الأحياء الصبر والاحتساب والسلوان.. وأن يتقبل الموتى في مستقر رحمته فهو الرحمن. نسأل الله أن يؤمن عودة حجاج بيته الحرام إلى ديارهم سالمين بعد أن لبوا النداء وطافوا ووقفوا واحرموا ولبوا.. وسعوا وقصروا.. وتحللوا ونحروا ودعوا وودعوا.. وزاروا وصلوا.. والتحية والوفاء لأسرة شرطة حركة المرور وهي تسهر وتكابد لتأمين سلامة الذاهبين والآئبين من أهلهم.. وتحية وتقدير خالص للإخوة في جمعية حماية المستهلك بقيادة الأخ الدكتور ياسر ميرغني على الشعور النبيل نحو الشعب والمجهودات المبذولة من أجل عون الفقراء والضعاف في إطار التكافل والتواصي الاجتماعي الذي يحث عليه ديننا الحنيف. والوفاء والشكر للإخوة في لجان تزكية المجتمع بقيادة الأخ المجاهد الزاهد عبدالقادر أبو قرون ورجال وشباب ودعاة مشرقة وجوههم.. طاهرة أياديهم.. مخلصة نياتهم.. سليمة قلوبهم نحسبهم كذلك ولا نزكي أحداً على الله وهم يقومون بواجب الأمر بالمعروف وحصار بؤر المنكر وتقديم النصح بحوار هادئ وكلمة طيبة، هدفهم تزكية المجتمع وحماية الشباب من مهالك الشهوات، وإيقاظ همة محاضن التربية لرفع مشاعل قيم الأمة.. والثناء الحسن والجزاء الوافر نسأل الله السميع العليم أن يمنّ به على الإخوة الدعاة وأئمة المساجد الذين اصطفاهم الله من بين ثنايا هذه الأمة المجيدة، لإصلاح حال الأمة الدعوي والعقدي والفكري والحضاري والثقافي، يقدمون البيان والحجة باللسان والقدوة بالأفعال، وهم يذكرون الناس بأيام الله وثوابه وعقابه، ويبعثون في الأمة دوافع الإقلاع الحضاري والتطور والتحصين بأسباب العلم والمعرفة والفقه والفكر أمام هدم الآخر. والحمد لله الذي جعل لنا مناسبات وروحات نروّح فيها عن النفس نفرح ونسعد ونغدو ونروح، وبنعمة الإسلام فليفرح كل مؤمن.. والنماء والتقدم والأمان والسلام العادل لبلادنا وشعبنا وكل عام وأنتم بألف ألف خير.