التهنئة الصادقة الخالصة لأبناء بلادنا الحبيبة، ولسائر المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، ولجميع القراء الكرام، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، والتمنيات القلبية للجميع بديمومة الأفراح، وتواصل التلاقي الحميم، في ملاذات الأرواح الهائمة بحثاً عن الاستقرار والسكينة.. ولما كان العيد مظنة استمطار الأفراح، وتحقيق قيم التواصل والتكافل، والمساهمة في إسعاد الفقراء والمساكين، وتبادل التهاني، وإفاضة التمنيات، فإن قيمة الفداء، التي يجسدها عيد الأضحى المبارك، لا تكاد تجد من يقف عندها، بما تستحق من التأمل والتدبر، وصولاً لمدارج التحقق والتخلق، بعد التخلي عن الأثرة، والتحلي بالإيثار، وبذل النفس والمال، تبرؤاً من حظوط الأنفس، وإسلام الأمور كلها، للخالق المبدع المتفرد بالملك والربوبية، والإخلاص القاصد لجلاله، في الاعتقاد والعبادة، وفي معاملات العباد مع بعضهم البعض.. ولعل من أبرز ما يميز الأعياد الإسلامية، ارتباطها بالجماعة الإسلامية، وبالأمة بمفهومها الشامل.. ولعل الحج هو الترجمة العملية لتوحد الأمة وتجردها من كل علائق المادة، وتوجهها لعبادة إله واحد، وقبلة واحدة.. والأنموذج الرفيع الذي جسده رسولنا الكريم، في أخلاقه وأقواله وأفعاله ومعاملاته، يتجلى أوضح ما يكون في سيرته العطرة، وتوجيهاته الباقية، التي هي المحجة البيضاء، تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي يقول صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى.. وقد وصف الحق سبحانه رسولنا الكريم وأتباعه من السابقين الأولين بأنهم { أشدَّاءُ على الكفار رحماءُ بينَهم وعلى هذه الحيثية، تكاملت في المؤمنين من الشمائل، والأخلاق والقيم، ما أهلهم لسيادة العالم، ولو أنهم اعتصموا اليوم بما كان عليه سلف الأمة، لما استذلهم الصليبيون ومن حالفهم من اليهود.. ولما تجرأت حثالات الشعوب، واحتلت ديارهم، بعد أن عززت بينهم عوامل الفرقة والشتات، وأوغرت صدور بعضهم على بعض، حتى تلاشت فيما بينهم ( صفات التواد والتراحم)، وتبدل حالهم إلى عكس ما وصفهم به الحق سبحانه ( حيث أصبحوا أشداء على بني ملتهم، رحماء بل ضعفاء أمام سطوة أعدائهم من اليهود والنصارى ) حين انكسرت شوكتهم، وضعف رأيهم، وأصبحوا كخيال المآتة، تحركهم أيدي أعدائهم، إلى حيث شاءت.. وما أحرانا اليوم ونحن نحتفل بعيد الفداء المبارك، أن نستلهم تلك القيم السامية، التي يتضمنها مفهوم الفداء، وأن نوثق انتماءنا لعقيدتنا التوحيدية، ولرسالتنا الباقية ما بقي الزمان، وأن نترجم مفهوم الاستخلاف، وعمارة الأرض، ونحارب الطواغيت، وكل ما يعبد دون الله.. حينها سيكون النصر حليفنا في كل معترك، وستعود للحمى كل ديار الإسلام التي دنستها كتائب الأعداء.. ü من رسائل المعايدة التي استوقفتني، ما خطه يراع سعادة السفير الإيراني بالسودان، السيد رضا العامري، والتي تقول: إذا لم تطف بالبيت لأنه بعيد، فاقصد رب البيت فإنه أقرب من حبل الوريد.. وإن لم تسع بين الصفا والمروة، فليكن سعيك في طاعة المولى.. وإن لم ترجم إبليس بالجمرات، فارجمه بفعل الخيرات.. وإن لم تذبح بمنى، فاذبح هواك هنا لتبلغ المنى... جعل الله فجر أضحاكم نوراً.. وظهره سروراً.. ومغربه غفراناً.. أخوكم في الله رضا عامري سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية بالسودان