فشل العدو الصهيوني بسلاحه المتطور والمحرم دولياً في مواجهة أسلحة المقاومة الفلسطينية البسيطة سواء كانت حماس بصمودها أو الجهاد الإسلامي بثباته، ولذلك بدأ «العدو» محاولات لتغطية فشله وسحب روح التعاطف والالتفاف التي يحظى بها مجاهدو المقاومة الفلسطينية من قبل أشقائهم المسلمين حول العالم لاسيما السودان الذي على استعداد لأن يقدم كل ما عنده في سبيل نصرة الأقصى الذي يمثل قضية دينية وعقدية محورية وأمرها عقيدة لا تقبل المساومة أو التراجع .. تورط تل أبيب فى الهجوم الجوى وضرب مجمع «اليرموك» تمويه قصد منه انتزاع روح الانتماء الوجداني للأقصى الشريف من دواخل أهل السودان أكثر من أنه هجوم لتدمير مصنع للسلاح تأسس وفق اتفاقية تعاون سوداني إيراني ينتج منظومة ذخائر حديثة وأسلحة متطورة تهرَّب لقطاع غزة الفلسطينى.. إذا ربطنا الحادثة بتوقيت رسو ثلاث سفن حربية إيرانية على السواحل السودانية ببورتسودان قالت إيران إنها فى إطار التعاون العسكري والسياسي والدبلوماسي لحماية أمن دول المنطقة وأحسبها خطوة ذكية من إيران وجاءت في توقيت مناسب للغاية، ولماذا لا تكون في إطار تحالف إستراتيجي سوداني إيراني قطري باكستاني وتضاف له الصين وروسيا؟؟.. قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نقلاً عن مصادر مخابراتية لم تحددها إن ثماني طائرات حربية إسرائيلية شاركت في ضرب مصنع الأسلحة والذخيرة في اليرموك بالسودان، وإن إسرائيل خططت لهذه لعملية قبل عامين بعد عثور عملاء جهاز الموساد، الذين نفذوا عملية اغتيال قيادي حماس محمود المبحوح في دبي في يناير من عام 2010، على وثائق سرية كانت في حقيبته في غرفته في الفندق. وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصادر المخابراتية إن إحدى هذه الوثائق كانت اتفاقية وقَّعتها إيران والسودان عام 2008 تتيح لإيران إنتاج أسلحة على الأراضي السودانية.. وبالتالي نقول ما الذي يمنع أن يتحالف أو يتعاون السودان كدولة ذات سيادة مع أيٍّ من دول العالم أو يصنع السلاح ويبيعه لأيٍّ من دول العالم طالما أن تجارة وتصنيع السلاح حق مكفول للجميع وتمارسه إسرائيل كحرفة بأوسع أبوابها فيما تعمل أجهزة مخابراتها على تحريمه على الآخرين وتصنفهم على أنهم «إرهابيون» أو «متطرفون» وتعمل على محاصرة كل من يحاول تصنيع قطع سلاح للاتجار أولأغراض حماية أمنه الوطني تضربه تحت غطاء أنها ضربت قافلة سلاح مسرَّب أو «مهرَّب» إلى عناصر إرهابية تمثل تهديداً لأمن إسرائيل القومي؟.. ما الذي أعطى إسرائيل الجرأة على الصناعات العسكرية المتطورة واستخداماتها وحرم ذلك على الحرس الثوري الإيراني؟ أما المقاومة الإسلامية والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحزب الله في لبنان فهي منظمات إرهابية لا يحق لها الحياة على ظهر البسيطة يجب ضربها بالقنابل الفسفورية المحرمة دوليًا.. ما الذي كانت تتوقعه إسرائيل بعد تطاولها وضربها لمصنع اليرموك غير أن ترسو سفن الأصدقاء الدوليين فحسناً فعلت إيران وحرَّكت سفنها الحربية فرست على شاطئ البحر الأحمر «السفينة خارك» التى يبلغ عدد أفراد طاقمها «250» من الخبراء والعسكريين وبإمكانها حمل ثلاث مروحيات بحسب ما أعلنته وكالة أنباء فارس الإيرانية وكذلك السفينة «المدمرة الشهيد نقدي»..الجميع يدرك أن خطوة إيران غير مستحسنه من بعض دول الاستسلام والملاينة.. من بعد اليوم على المسلمين أن يلتفوا حول راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن المعركة ماضية مع الصهاينة حسبما قال رسول صلى الله عليه وسلم فى رواية مسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله.. إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود».. هذا معلم من عناصر المواجهة فلا هدنة ولا عهد أو ميثاق مع هؤلاء قتلة الأنبياء.. ومثل عملية ضرب «اليرموك» لا تأتى مصادفة فهي عملية مخطط لها وفق المعركة الكلية، وطبقاً لصنداي تايمز البريطانية ووفق مصادرها المخابراتية فإن الطيارين الإسرائيليين الذين نفذوا الهجوم على اليرموك قد تدربوا على مدار أسابيع على ضرب المصنع، كما أجروا طلعتين جويتين لمسافات طويلة بلغت قرابة 1900 كيلومتر.. وأضافت الصحيفة أن ثماني مقاتلات نفذت الهجوم من قاعدة جوية جنوب إسرائيل أربع منها كانت تحمل قنابل تزن الواحدة منها طناً بينما وفّرت الطائرات الأربع الأخرى غطاءً جوياً بمصاحبة مروحيتين من طراز «يسعور» كان على متن كل واحدة عشرة من قوات الكوماندوز الإسرائيلي كانوا متأهبين لعمليات إنقاذ في حالة سقوط إحدى الطائرات ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إنه كان هناك عائقان: الأول الدفاع الجوي الجيبوتي، والثاني أجهزة الرادار المصرية. وتابعت الصحيفة أن الطياريين أغلقوا أجهزة اللاسلكي طوال الطلعة الجوية باتجاه البحر الأحمر من أجل الحفاظ على عنصر المفاجأة، وبعد «90» دقيقة في الجو، زودت طائرة بوينج من طراز «707» المقاتلات بالوقود وواصلت باتجاه السودان. وتزامنًا مع ذلك شرعت طائرة تجسس من طراز جلفستريم بتشويش منظومة الدفاع الجوي السوداني وأجهزة الرادار في مطار الخرطوم.. وفور العملية حلق قائد السرب الإسرائيلي فوق المصنع السوداني لرصد حجم الخسائر، وهو في طريق العودة لإسرائيل، وأرسل رسالة كودية لقادته في غرفة العمليات في تل أبيب يبلغهم بنجاح العملية.. مع كل ذلك فهم يدركون أن نهايتهم بأيدي المسلمين والأيام لا تزال دول بيننا ما لم يبتعد المسلمون عن دينهم فتكون الغلبة لليهود..