لهفي على السودان بعض أبنائه يمزق لحمه بالحروب وبعضهم «يخربش» على جدرانه فيشوه صورته الجميلة التي رسمها أسلافهم .. شعرت بالأسى وأنا في طريقي وشقيقتي مواهب لقاهرة المعز للعلاج وعبارة «السودانيين أختيهم.. ما تحاولي تتعرفي بيهم» ! لماذا؟ الإجابة أدركتها عندما حططنا رحالنا هناك ورغم أن المصريين كانوا يجاملوننا بعبارة «أحسن ناس» إلا أن الواقع يقول إن شريحة كبيرة من المقيمين هناك هم ممن سافروا لبيع اعضائهم أو ممن لا هدف لهم من السفر فتقطعت بهم السبل وسلكوا طرقًا جعلت المصريين لا يرغبون فيهم فلم ترق لهم فكرة تنفيذ اتفاق الحريات الأربع كما فهمت من رئيس البعثة والوزير المفوض الدكتور حسين عثمان في «ميني حوار» أجريناه معه يُنشر لاحقًا رغم أن السودان طبق الاتفاق كما تبدو السفارة والجالية على حد سواء كأنهما تتمنيان إن لم يكن أولئك يحملون الجنسية السودانية. سودانيو مصر مجرد نموذج وغيرهم كثر في أرض الله الواسعة ونرجو أن يضع المجلس الأعلى للجاليات الذي تبناه جهاز المغتربين وهو في طور التأسيس ووضع الأطر للمشروعات قضية أولئك «الضائعين» ضمن أهدافه إن لم يكن لأجلهم فلأجل السودان وإعادة رونقه الذي أطفأته «الألوان الباهتة» مع احترامنا لأهداف المجلس السامية التي سردها رئيسه الدكتور ابراهيم البحاري في منبر سونا أمس كلقاء تمهيدي للملتقى الذي سيُعقد في يوليو «2013» والتي تتمثل في تقوية البنية التحتية للمجلس والملف التنظيمي الدبلوماسي ومن أهدافه السامية أيضًا المطالبة برفع العقوبات الإقتصادية الظالمة. ورغم أن رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية في مصر الدكتور حسين عثمان اعتبر رجوع المجلس للسفارة قبل إصدار أي قرار أمرًا طبيعيًا في إطار التنسيق بين المؤسسة الرسمية والشعبية إلا أن بعض من التقيناهم من الجالية قالوا إن في هذا تقييدًا لسلطات المجلس الذي يعتقد الأمين العام لجهاز المغتربين الدكتور كرار التهامي الذي افتخر بأن مجلس مصر ولد بعد مخاض استمر لفترة «4» سفراء وكانت الجالية هناك تقوم على أساس عرقي وتاريخي فالجالية القديمة لا ترغب في الجديدة وهكذا، أما التقاطع فاعتبره علاقة أزلية حينما تغرق بعض المؤسات في تفاصيل لا تعنيها. المجلس الأعلى للجاليات استمد شرعيته حسب كرار من الإجماع الحقيقي عليه من المنظمات الطوعية التي تنشط أكثر من الأجسام الحكومية وسيشكل المجلس وسيلة ضغط إيجابية على المؤسسات الرسمية في ما يتعلق بالضرائب التي يئن تحتها المغترب لأن الملف الاقتصادي أحد مراكز القوى لهذا التنظيم. أما المدير العام للهجرة والمنظمات والجاليات حسن بابكر فاعتبر المؤتمر الأول لرؤساء الجاليات الذي انعقد العام الفائت بمثابة المزاد العلني لهذا المجلس وتحدث الدكتور عبد الله زين العابدين عضو لجنة التسيير بالمجلس مسؤول الملف الاستثماري والاقتصادي عن شركات لعبت أدوارًا إستراتيجية مع مغتربين. مثل المهاجر الطبية وليموزين وشركة تساهيل ولم يغفل جامعة المغتربين التي هي الآن في طورها الثالث.